الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ماو تسي تونغ.. قائد الشعب الأول ومؤسس الشيوعية الصينية

ماو تسي تونغ
ماو تسي تونغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في حياة كل شعب شخصية مميزة للغاية، تلك الشخصية التي لا يمكن أن تمحي على مر التاريخ ولكن تظل خالدة في أذهان الأجيال جيل بعد الآخر نظرا لما أحدثته هذه الشخصية من تغيير جذري ومحوري في حياة هذا الشعب وضعه على أول طريق التقدم والكرامة.
ومن هذه النماذج البراقة رئيس الحزب الشيوعي الصيني الراحل ماو تسي تونغ، ذلك الرجل الذي ابتكر أسلوبا جديدا في الشيوعية يناسب بلاده ولم يكتف فقط باقتفاء اثر ماركس أو لينين وإنما وضع نهجه الخاص المسمي "بالماوية"، ومن ثم تحرك بخطوات ثابتة ليضع بلاده على أول طريق التقدم الاقتصادي والثورة الثقافية.
في بداية حياته، أراد ماو وهو ابن فلاح فقير أن يصبح أستاذ جامعيا فالتحق بجامعة بكين العام 1918 ومن هناك اتخذ أولى خطواته على طريق الشيوعية التي سرعان ما صادفت هوى في نفس الشاب اليساري، ولكن ماو لم يكتف بمجرد تأييد الفكر الشيوعي على غرار آلاف الصينين بل أصبح واحد من أثني عشر ناشطا عملوا على تأسيس الحزب الشوعي في شنغهاي واستمر في الانخراط في أنشطة الحزب حتى أضحي زعيما العام 1937 أي بعد مرور ستة عشر عامًا على إنشائه.
وعلي خلاف معظم الشيوعيين، كانت شيوعية ماو مزيج بين شيوعية لينين وماركس حيث ابتكر مفهوما جديدا للشيوعية عرف في ذلك الوقت "بالماوية"، ففي البداية وجه ماو أولويات الحزب لاستقطاب العمال إلا أنه بعد ذلك ونظرا لتغير ظروف الصين توجه إلى الفلاحين مركزا على تحقيق تنمية زراعية.
ولعل أصعب العقبات التي واجهت الحزب الشيوعي في ذلك الوقت عندما بدأ الإمبراطور شيانج كاى شى تطهيرًا عنيفًا للمعارضين،هرب على أثره ماو وزملائه إلى الجبال على حدود هيزان كيانجسى لتنظيم أول حكومة سوفياتية صينية ترتكز على الفلاحين.
وبعد تولي ماو زعامة الحزب عام 1937 بدأ التحرك لقلب نظام الحكم بزعامة شيانج كاي شيك، حيث انتصرت القوات الشيوعية في 1949، في الوقت الذي كانت الصين قد انهكتها الصراعات والحروب ووصلت إلى أقصى مراحل الفقر والتخلف والجهل، وهرب شيانج إلى تايوان.
وكرئيس للصين وجه ماو اهتماماته في المقام الأول للعناية بالتعليم والتصنيع والصحة، محولا النظام الاقتصادي من رأسمالية إلى اشتراكية،وتبني ماو فكرة تقدس الوطن التي أصبحت بديلًا عن تعاليم كونفوشيوس.
وتركزت السياسة التنموية لماو في بداية الأمر على المشروعات الصغيرة التي دفعت جميع فئات الشعب للمشاركة فيها بكل قوة على الرغم من اضطرار الشعب الفقير لدفع ضريبة باهظة لتلك المشروعات، كما أشعل ماو الثورة الثقافية الكبرى التي وجد فيها وسيلة في ذلك الحين لسحق المعارضة، فقام بإطلاق ملايين الطلبة من المدارس العليا والجامعات ليخدموا كحرس حمر ولكنهم سببوا الفوضى في البلاد، دافعيين بالصين إلى حافة حرب أهلية ضارية.
إلا أن الحدث الأبرز في عهد ماو، كان الانتخاب الوطني الذي أقيم عام 1953 في الصين وهو ما لم تشهده الصين منذ مطلع تاريخها، لأنه دل على أن كل ابناء الشعب الصيني بدءوا يشتركون في إدارة شئون الدولة الكبيرة، ويعملون في بناء بلادهم.
ومن ثم بدأ الشعب الصيني بناء بلاده بصورة مخططة بعد تأسيس الصين الجديدة لتتخلص من الفقر والضعف، لذلك كانت الخطة الخمسية الأولى التي ابتدأت العام 1953 ذات أهمية تاريخية. فخلالها أرسيت قاعدة الصناعة والصناعة الدفاعية. إنها السنوات الخمس التي أرست الأساس للبناء الاشتراكي الصيني.