الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كفر الشيخ والبحيرة.. تفرَّقت دماء الأسماك النافقة بين أجهزة الحكومة..الصيادون :لابد من شن حملة على مزارع الأقفاص السمكية بالنيل.. وكيل وزارة الصحة: إعدام 11 طنا بـ"فوه ودسوق"

اسماك نافقة
اسماك نافقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تفرقت دماء الأسماك النافقة في مياه نهر النيل في محافظتي كفر الشيخ والبحيرة، بين المصالح الحكومية، وعلى الرغم من أن الظاهرة تتكرر تقريبّا سنويّا في هذا التوقيت، إلا أن أحدّا لا يريد حل الأزمة التي تكبد الدولة خسائر فادحة، وتضع صحة المواطنين في خطر داهم بسبب التلوث والروائح الكريهة المنبعثة من المياه.
وعلى الرغم من تزايد استغاثات المواطنين، إلا أن غضب الصيادين استمر، بسبب ما اعتبروه تجاهلّا لمشاكلهم وضياع رزق أولادهم أمام أعينهم.

محمد شعبان "صياد" من مدينة دسوق، يقول إن الإحصائيات الرسمية لنفوق الأسماك هي أقل بكثير مما يحدث على أرض الواقع، فكميات الأسماك النافقة تقدر بعشرات الأطنان، وإن لم يكن بالمئات، لأن كفر الشيخ وحدها فقط يمتد بها نهر النيل من حدود رشيد في البحيرة وحتى دسوق مرورّا بفوه، مضيفّا أن التسبب في نفوق أطنان الأسماك في نهر النيل فرع رشيد بمدن دسوق وفوه ومطوبس بكفر الشيخ يهدد بحدوث تلوث بيئي يهدد صحة أهالي ومواطني هذه المدن بالخطر، في ظل غياب الرقابة الصحية والبيئية، التي تركت الأمور دون أن يشعر مسئولو البيئة والصحة بالأضرار الواقعة على الفقراء الواقعة عليهم نتيجة نفوق هذه الأسماك.
فتحي بيومي "صياد"، قال: إنه رغم ظهور هذه الأزمة منذ فترة طويلة، إلا أن كميات الأسماك النافقة في نهر النيل فرع رشيد، تتزايد يومّا بعد آخر، دون وجود متابعة من المسئولين التنفيذين ومنها المحليات والصحة والبيئة والطب البيطري على حد قوله، وأضاف " كل ذلك أدى إلى انبعاث روائح كريهة تفوح من مياه النيل.

والأخطر من ذلك كما يقول بيومي أن عددّا من المواطنين من أهالي قرية سنديون التابعة لمركز فوه بكفر الشيخ، يتهافتون ويقبلون على تناول هذه الأسماك، حيث حذروهم قبل ذلك من خطورة الأمر، لكن لم ينصاعوا لنصائحهم، وحمل الأهالي مسئولي محافظة كفر الشيخ، على رأسهم، محافظي البحيرة و كفر الشيخ، من تجاهل مسئولي الصحة والبيئة والطب البيطري، لتمشيط مياه النيل فرع رشيد، لتنظيفها من الأسماك النافقة.

وأكد الصيادون أن الغريب في الأمر أنه تم تشكيل لجنة من الوحدتين المحليتين لمركزي ومدينتي فوه ومطوبس بالتعاون مع قسم المسطحات المائية، لتشن حملة على مزارع الأقفاص السمكية داخل نهر النيل، تحت زعم أن هذه الأقفاص هي التي تتسبب في تلوث المياه، دون أن يحرك أحد ساكنّا تجاه تزايد كميات الأسماك النافقة، واكتفوا بتوجيه تحذيرات ومطالبة أصحاب هذه الأقفاص بإزالتها، في حين أن الصيادين وأصحاب هذه الأقفاص رفضوا الاتهامات، وأكدوا أن مصادر التلوث الرئيسية تعود لمصانع مبيدات كفر الزيات ومصرف الرهاوي بالجيزة التي تصرف مخلفاتها في نهر النيل.
من جانبه، كشف الدكتور شريف أبو القاسم، أستاذ كيمياء المبيدات بجامعة الأزهر، عن خطورة هذه الظاهر المصحوبة بانخفاض منسوب مياه النيل والملوثة بالمبيدات الكيماوية المستخدمة في الزراعة خاصة أنه يوجد توسع في استخدام المبيدات بصورة مكثفة في الأغراض الزراعية والصحية، الأمر الذي أدى إلى تلوث المسطحات المائية بالمبيدات العضوية.
ويقول أبو القاسم: إنه لا بد من تشريع يقضى بتحويل جرائم الغش وتلويث البيئة إلى جناية فالتطبيق السيئ للمبيدات هو السبب، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية هي أولى دول العالم استخدامّا للمبيدات ولكن هناك ضوابط للتطبيق سواء فيما يتعلق بمعدلات الاستخدام أو احتياطات الأمان الواجب اتباعها عند تطبيق المبيدات وعدم تصريفها في مياه الأنهار.
ويشير أبو القاسم إلى أن تقنية النانو تكنولوجي تحمل الأمل الجديد في علاج هذه الظاهرة، خاصة أنها تتميز بتقليل تركيز المادة الفعالة في المبيد وهي المادة المسئولة عن التلوث في البيئة ونحن بصدد التوصل إلى مركبات صديقة للبيئة من المبيدات باستخدام هذه التقنية الرائعة.
أما الدكتور وائل سامي، مدير إدارة المعمل المشترك بمديرية الصحة بكفر الشيخ فيقول: إن المشكلة تبدأ من دول حوض النيل، والتي تنخفض كميات المياه القادمة منها، خلال هذه الفترة مما يجبر المسئولين على عمل السدة الشتوية فتقل نسبة الأكسجين المذاب في الماء وتختنق الأسماك.
ويطالب سامي بفتح قناطير وهويس المياه لغسل مجرى نهر النيل كما حذر من خطورة تناول الأسماك في هذه المناطق.
ويشير مدير المعمل المشترك إلى أنهم يقومون يوميّا بأخذ عينات من مناطق مختلفة مطلة على نهر النيل، وتحليلها وإرسال نتائج التحاليل للمسئولين، لاتخاذ التدابير اللازمة لحل المشكلة.
كانت الدكتورة لميس المعداوي وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ، أعلنت أنه تم إعدام 11 طنا من الأسماك بمركزي فوه ودسوق، فور ورود بلاغات بتغير لون المياه ووجود حالات نفوق جماعية للسمك.
وأضافت الدكتورة كوثر عبد الخالق مديرية الطب الوقائي بالمحافظة أنه تم الاتصال بالمسئولين بمجالس المدن وشيوخ الصيادين بالأماكن التي تم رصد الأسماك النافقة بها ويتم صيدها على الفور حتى لا تقع في أيدي ضعاف النفوس فيقومون ببيعها.
وأشارت مديرة الطب الوقائي إلى أن معظم الأسماك النافقة سببها الأقفاص السمكية الموجودة في النيل والتي تهدد صحة المواطن نتيجة نقص المياه، خلال فترة السدة الشتوية ونفوق الأسماك نتيجة قلة الأكسجين في الماء وزيادة التلوث.