الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

المبعوث الصيني السابق للشرق الأوسط لـ"البوابة نيوز": زيارة السيسي تاريخية.. وستشكل طفرة على مستوى العلاقات الدولية

الرئيس السيسي ومبعوث
الرئيس السيسي ومبعوث الصين السابق لدى الشرق الأوسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مشروع الدولتين بين فلسطين وإسرائيل يحل كل الأزمات في المنطقة

مصر بلد آمن وأهله طيبون.. ولدينا حضارتين مشتركتين بدأتا متقاربتين

تكتسب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، إلى الصين أهمية خاصة جدًا، نظرًا لطبيعة العلاقات المصرية الصينية، وهو ما جاء على لسان السفير "وو سيكه" مبعوث الصين السابق لدى الشرق الأوسط،عضو معهد الشعوب الصينية للشئون الخارجية، بتأكيده أهمية تلك الزيارة، والتي تعد أول زيارة رسمية له، مشيرًا إلى أن البلدين يولون الزيارة أهمية قصوى، على مختلف المجالات.

وكشف سيكه، والذي رأس وفد الدبلوماسية الصينية لدى مصر لمدة ١٣ عامًا، في حوار خاص مع "البوابة نيوز" أن الزيارة هامة وتاريخية، ويُنتظر منها العديد من الأمور خاصة ما يتعلق بالتنسيق الإستراتيجي بين البلدين، والجهود المصرية في مكافحة الإرهاب، والتأكديد على أن الصين تؤيد كل الجهود التي تقوم بها مصر من أجل استعادة أمنها ودورها الريادي.

وأشار "سيكه" خلال الحوار، إلى أهمية الحل السياسي لكافة القضايا التي تعاني منها المنطقة العربية في الفترة الحالية، مؤكدًا أن بلاده تدعم مصر والدول العربية، فيما يتعلق بالدولة الفلسطينة، وأن الصين تقف إلى جانب إعلان دوله فلسطينية على حدود ٧٦، وعاصمتها القدس الشرقية.. فإلى نص الحوار


* كيف تنظرون إلى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين؟

 زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي مهمة وتاريخية، وكلا الجانبين في الصين ومصر يولون هذه الزيارة اهتمامًا كبيرًا، وقد جرى الإعداد لإنجاح هذه الزيارة على مختلف الأصعدة، وهناك علاقات سياسية ممتازة بين البلدين، وصور تعاون حقيقي في مجالات مختلفة، وهناك تأييد متبادل للجانبين، خصوصا في هذه المرحلة، والتي تشهد فيها مصر مسار جديد في المجال السياسي.

* إذا هناك رؤية لديكم بأن الزيارة ستشكل تغيرا على صعيد العلاقات بين البلدين؟

 بالتأكيد، بل إنها ستكون بمثابة طفرة دولية على صعيد التعاون بين البلدين، وهذا الأمر ليس بجديد على البلدين، فمصر والصين لديهما علاقات قديمة، سواء في إطار التاريخ القديم، أو الحديث حيث كانت مصر من أوائل الدول التي تقيم علاقات مع الصين، وكانت أول دولة في أفريقيا والمنطقة تعلن عن بدء إقامة علاقات مع الصين، منذ ما ٥٨ عام مضت، وبالتالي فإننا نرى بأنها ستكون فارقه في مسار العلاقات بين البلدين، ونأمل أن تتطور العلاقات إلى الأفضل، وأن ترتقي إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة بين البلدين وهو ما ننتظره من هذه الزيارة التي جزى تحضير كبير لإنجاحها بين البلدين.

* معنى ذلك أن الصين تولى مصر أهمية كبرى؟

 هذا مؤكد، فإن مصر بلد ضارب بجذوره في عمق التاريخ، لدينا حضارتين مشتركتين بدأتا متقاربتين، كما أنها لها موقعها الإستراتيجي الهام في الشرق الأوسط، وبالتالي هي محورية بالنسبة للصين ونعمل على تفعيل العلاقات الإستراتيجية معها في مختلف المجالات.


* كيف تنظرون إلى مصر في أعقاب ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو؟

 الصين خلال الفترة الأخيرة، وفي ظل الأحداث المختلفة التي مرت بها مصر كان لديها موقف واضح أعلنته مباشرة، مؤكدًا على ثقته في رؤية الشعب المصري وتقديره لها، بل والتأكيد على أنه الوحيد الذي يعي حقيقة ظروف مصر الاجتماعية السياسية، وهو الوحيد القادر على تقييمها، وقد أعلنا رفضنا لأي تدخلات في الشأن المصري، وما أن قامت ثورة ٣٠ يونيو حتى بادرنا وأعلنا احترام الصين لإرادة الشعب المصري.

* وماذا عن رؤيتكم لمصر الآن؟

 الصين ترحب بأي تقدم تنجزه مصر في هذا الاتجاه، وتثمن جهود مصر، حكومة وشعبًا تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خصوصًا في الشئون الإقليمية، فمصر لها دورًا محوريًا في هذا المجال، والصين تهتم بهذا الدور المصري، وتهتم بأن يكون هناك اتصال وتنسيق مع مصر في كل القضايا، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بمسألة حل القضية الفلسطينية، فإن مصر دائمًا ما تلعب دور، والصين تتابع جهود مصر وتقوم بالاتصال والتنسيق في هذا الجانب، كما تدعم جهود الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية، وندعم الجهود المصرية والعربية في الأمم المتحدة.

* هل يعنى ذلك تأييدكم لمشروع القرار العربي في مجلس الأمن المطالب بجدول زمني لإنهاء الاحتلال؟

 الصين تؤكد على تأييدها للجهود الفلسطينية والعربية الرامية إلى حل القضية الفلسطينية، ونحن نرى ضرورة أن يكون هناك دور للأمم المتحدة في حل القضية، كونها قضية عادلة لابد أن تجد حل على أساس إقامة دولة فلسطينية على حدود ٧٦، وعاصمتها القدس الشرقية، كدولة ذات سيادة كاملة، والصين يرى مشروع الدولتين يحل الكثير من الأزمات في المنطقة.


* ماذا عن موقف الولايات المتحدة الرامى إلى تسويف القضية ورفض دعم القرار العربي ؟

هذا الأمر يحتاج إلى جهود مستمرة بين مصر والدول العربية من جانب، ودول العالم من جانب آخر، والصين مستعدة لأن تقوم بدور من أجل التواصل في هذا الأمر، وأرى أن الامم المتحدة لابد أن تتحمل مسئولياتها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولدفع عملية السلام.

* كنت مبعوثا للصين في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية.. كيف تنظر للأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية؟

 فعلًا هناك مشاكل ساخنة في المنطقة تحتاج لجهود لحلها عبر حلول سياسية بالمقام الأول، كما تحتاج الأمور القائمة في المنطقة إلى حلول جذرية من أجل إنهاءها بشكل كامل، ونرى بأن المنطقة العربية تحتاج إلى تنمية اقتصادية بالمقام الأول، إلى جانب الحل السياسي الذي سيكون العنصر الفاعل في إنهاء الكثير من أزمات المنطقة العربية.

* وماذا عن ملف الإرهاب والذي أصبح أكبر مشكلات المنطقة الآن.. خاصة مايتعلق بتنظيم داعش؟

 الإرهاب نفسه يحتاج إلى حلول متكاملة، فلا يمكن للحل العسكري أن ينهي الأزمة، بل لابد من سياسات قوية لاجتثاث الإرهاب من جذوره ومكافحته بصورة كاملة، فلابد أن تكون هناك حلول للمشاكل الساخنة، وحتى لايكون هناك انتشار للفكر الإرهابي، وبالتالي فإن التنمية الاقتصادية ستساهم في هذا الأمر بشكل كبير، حيث تساهم في حل المشاكل الساخنة التي تتسبب في انتشار هذه الأفكار.


* في رأيك.. ما أسباب انضمام عناصر من ٨٠ جنسية حول العالم إلى داعش؟

هذه المنطقة بالأساس لها مناخ جاذب للمتطرفين من أنحاء العالم إلى هنا، وبالتالي فإن حل القضايا الساخنة مهم بحيث يتم تغيير المناخ الجاذب لهؤلاء المتطرفين والارهابيين، ولا تكون هناك تربة جاذبة لهم، والأمر يحتاج لجهود مشتركة، فالإرهاب يضر بالبشرية، ولا يقف على جنسيات محددة، وبالتالي فلابد من جهود جماعية، من قبل كل بلدان العالم لحل هذه الأزمة، ومن ثم فإنه لابد من مكافحة قوية لكل الأعمال الإرهابية، والإرهاب عدو للبشرية في أي مكان.

* فيما يتعلق بمصر وجهودها في مكافحة الإرهاب في سيناء.. كيف ترون هذا الدور وما تقييمكم له؟

 مصر لها دور مهم في المنطقة، وجهودها لتحقيق الاستقرار على أرضها، وتحقيق التضامن بين أطياف الشعب المصري نتابعه وندعمه، وندعم كل جهودها في مجال مكافحة الإرهاب، حتى تعود مصر لأمنها الذي عهدناها به.

* عشت في مصر فترة طويلة سفيرا للصين.. كيف تراها الآن وان تعود إليها من جديد؟

تقولون في مصر أن من يشرب من ماء النيل يعود إليه، وأنا شربت من هذا الماء لمدة طويلة بلغت ١٣ عامًا، عندما كنت سفيرًا في مصر، وأنا الآن أراها بنفس العين التي سبق أن رأيتها بها، وتيقنت من هذه المقولة التي تؤكد أن من يشرب من ماء النيل يرتبط بمصر ويعود إليها دوما، والحقيقة مصر بلد طيب وأهله طيبون.