الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أمريكا تسقط في "الشيزوفرينيا"..تضع أجناد مصرعلى قوائم الإرهاب وتدعم "الإخوان"..مراقبون:مصالح تجمع البيت الأبيض وتنظيم البنا..و5 أهداف في صفقة واشنطن وجماعات الإرهاب بالمنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وقعت واشنطن في شر أعمالها، أصبحت مطاردة بـ " الشيزوفرينيا " السياسية والاخلاقية بعد أن أصدرت قرارا تضع "أجناد مصر" على قوائم الإرهاب واغمضت العين عن " الإخوان" جماعة العنف والدم في مصر، مصرة على دعمها. 


مراقبون أكدوا أن الولايات المتحدة الأمريكية، تستخدم كل الجماعات والتنظيمات الدينية كأدوات لها، من أجل تحقيق مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، فقد سبق واستخدمت "القاعدة" عام 1979 من أجل القضاء على الدب الروسي، خصمها اللدود في قيادة العالم.

وأضافوا، أنها لم تتوان في دعم ما أُطلق عليهم في وقتها بالمقاتلين العرب، رغم أنها كانت تدرك خطورة هؤلاء الذين تجمعوا حول فكرة "الجهاد" ثم ناصبوها العداء بعد ذلك عندما أعلنوا الجبهة العالمية الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين والأمريكان عام 1998، فقدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا للمجاهدين وعملت على رعايتهم، والهدف تحقيق مصالحها من خلالهم.

ولفتوا إلى أن أمريكا لعبت نفس الدور هذا العام 2014، عندما أدرجت أمس "أجناد مصر" على قوائم الإرهاب رغم أن "التنظيم" نشأ في مطلع العام نفسه، وأرجعوا قرار "واشنطن" إلى تزايد خطر اجناد مصر بعد أن أعلن مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش ". ".
لم تنزعج الولايات المتحدة الأمريكية من "أجناد مصر"، فهو بمثابة تنظيم ديني متطرف يعمل مع العشرات من التنظيمات في منطقة الشرق الأوسط ويحقق أهدافها في نشر الفوضى ومحاولة تقسيم المنطقة لصالح الجارة إسرائيل، وبالتالي كان هناك دعم غير معلن له ولغيره، ولكن الأمر اختلف بعد إعلان مبايعته لــ"داعش".

نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في توظيف كل الجماعات والتنظيمات الدينية لصالحها، فتارة تؤوي هذه التنظيمات وتارة تدعي أنها تهاجمها، خاصة إذا أصبحت عبئًا عليها، وربما يكون ذلك واضحًا من دعم جماعة الإخوان المسلمين للوصول للحكم ثم تخليها شيئًا فشيئًا بناءً على فكرة المصالح، وهو ما دفعها لتكليف "قطر" والتي تمثل وكيًلا لها في منطقة الشرق الأوسط، بطرد عدد من قيادات "الجماعة" ما يعني تخليها جزئيا عن "التنظيم" الذي دعمته على مدى أربع سنوات وتحديدًا منذ ثورة يناير في 2011.
رأى المراقبون، أن الولايات المتحدة الأمريكية على علم بكل الجماعات والتنظيمات الدينية المتطرفة في مصر، ولكنها تتعامل بحذر وحرص مع هذه التنظيمات التي استطاعت أن تحقق أهداف ما كان الأمريكان قادرون على تحقيقها على المدى القريب والبعيد، فرغم أن كلا المشروعين مختلفان "المشروع الأمريكي" و"مشروع الجماعات الدينية" إلا أنهما نجحا في تحقيق اتفاق مشترك، واستخدم كل منهما الآخر.

وتابعوا: " ما يؤكد نظرية الولايات المتحدة الأمريكية في استخدام الجماعات والتنظيمات الدينية أنها لم تدين أي من الجماعات والتنظيمات الدينية التي تستخدم العنف في مصر خاصة بعد 30 يونيو أو بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، على خلفية الثورة الشعبية ضد حكمه في يوليو من العام الماضي ".
وأضافوا: " لم تقترب من إدانة سلوك جماعة الإخوان المسلمين أو اتجاهها لاستخدام العنف؛ رغم أنه ثابت أن "التنظيم" كان ومازال بمثابة مفرخًا لجماعات العنف، فهو الذي أنتج "جماعة المسلمين" أو ما يطلق عليهم جماعة التكفير والهجرة، بقيادة شكري مصطفى. 


حركة الإخوان، بحسب المراقبين، وفرت على الأقل خلال الفترة الأخيرة بيئة حاضنة لكل جماعات العنف وبررت استخدامها للعنف، ولم ترفض ممارستها للعنف، وهو ما دفع مجموعات منها لدعم هذا العنف وممارسته، ولعل الضغوط الأمريكية الأخيرة على النظام المصري من أجل تحقيق مصالحة مع "الإخوان" بعد أن نما إلى علم أجهزة الاستخبارات الأمريكية انضمام مجموعات من شباب الإخوان ومبايعتهم لـــ"داعش" قريبًا.

ولوحظ، أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية للإخوان كان سابقًا لخوض الانتخابات الرئاسية، فهي التي أعلنت موافقتها على خوضهم للانتخابات الرئاسية، بل حستهم على خوض المعركة عندما قالت السفيرة الأمريكية "آن باترسون" أن قرار خوض الانتخابات بالنسبة للجماعة يرتبط بالظرف التاريخي الذي قد لا يتكرر وهو ما دفع "التنظيم" لإعادة التصويت داخل مجلس الشورى العام للمرة الثانية، حتى حققت "الجماعة" ما أرادت وذهبت الأصوات لصالح "الشاطر" الذي حلم كثيرًا بالمنصب الذي حرم منه.

إن اجتماع "الشاطر" و"باترسون" يوم 30 يونيو، دفع الأول لتكليف مكاتبه الإدارية بإبلاغ أعضاء "التنظيم" صغيرهم وكبيرهم بأن "مرسي" سوف يعود لمنصبه، وكان ذلك بعد عزله في 3 يوليو، بعد أن أعلنت أن "مرسي" سوف يعود رغم أنف الجميع وإن حدث فسوف يحكم من "رابعة"، وهو ما دفع محمود غزلان، فيما بعد وصف أمريكا بأنها راعية النظام السياسي وأنها وراء الثورة الشعبية على "الجماعة" وهو ما يؤكد استخدام "أمريكا" للإخوان، وأنهم مجرد أدوات. 
شدد المراقبون، على أنه لا توجد نية حقيقية لضم الجماعات الدينية على قوائم الإرهاب الأمريكي، فالقضاء عليها قد يكلفها خسائر كثيره تحتاج إليها، ولذلك تختار بعضها وتترك البعض الآخر، رغم وجود علاقة بين كل هذه التنظيمات، فجميعها يشرب من إناء واحد، فنجدها تتعامل مع الجميع وبالصورة التي تحقق مطالبها، وبين هذا وذلك تضع حفنة في التراب في وجه منتقديها من خلال وصف بعض التنظيمات بالإرهاب أو وضعهم على قوائمها.

وقالوا، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تجد حرجًا في دعم التنظيمات الدينية من أجل تحقيق مصالحها أو حرق هذه التنظيمات، وإن كان هناك ضريبة من وراء هذا الدعم سوف يتكلفها العالم العربي والإسلامي، فالهدف تحقيق مصالحها وغالبًا ما لا يصب ذلك في مصلحة المجتمع العربي وإنما في المصلحة العكسية.
أكد المراقبون، إن أكثر من 5 أهداف الأمريكية من وراء دعم الجماعات الدينية بالشرق الأوسط، منها: نشر الفوضى في بعض الدول، خاصة بعد ما سُمي بربيع الثورات العربي، حتى لا تتأذى من هذا الربيع فيتحول لشتاء قارس تعانيه فيما بعد.
تقسيم المنطقة العربية وتقزيمها لصالح إسرائيل، فأمن الجارة من الأولويات المهمة لأمريكا في علاقتها بالشرق الأوسط.
تحقيق آمن للحصول على البترول من خلال تقسيم المنطقة وإعادة رسم حدودها مرة أخرى، بحيث يصبح المعروض من البترول أكثر من المطلوب فيقل سعر البرميل، وهو ما حدث فعليًا بعد سيطرة "داعش" على آبار للبترول في المناطق التي تسيطر عليها.
ممارسة الأمريكان لضغوط على القوة الفاعلة في دول المنطقة التي قامت فيها ثورات وبخاصة جيوشها من خلال الجماعات الدينية التي تكفرها، ويكون لها قدرة وصبر على المواجهة معها على المدى القريب والبعيد .

وشددوا، أن شهر العسل بين الجماعات والتنظيمات الدينية وأمريكا لن ينتهى، فكل منهما يحاول أن يحقق مصالحه من خلال الآخر، وهو يدرك العداوة ولكنه يؤخر فكرة الصدام، ويحاول أن يفلسف ذلك بناء على تحقيق المصلحة الشخصية بدعوى أن محاربة العدو القريب أولى من العدو البعيد، وبالتالي لا مانع من التعاون مع أعداء اليوم لتحقيق المصلحة المشتركة.

وتابعوا: " أن أمريكا تُطرب "الإخوان" وباقي التنظيمات الدينية زمرًا عندما تُريد أن تستخدمهم، وعندما تختلف المصالح تخرب بسربها تدعي أنها تحارب "الإرهاب" كما تفعل مع "داعش" منذ شهور ولم تحقق أي نجاح في هذا الشأن، بينما تحتضن نفس تنظيمات العنف في مصر ".