الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السيسي وعلاقات مصر الخارجيه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أخفى إعجابى بتحركات الرئيس عبد الفتاح السيسى الخارجية والدولية، لأنها تتم بناءً على حسابات دقيقة أو كما يقول "أولاد البلد" بالورقة والقلم وتلبى احتياجات مصر فى التعامل مع العالم الذى يعج بالمتناقضات والمواقف ذات الطبيعة الأزدواجية..
التوجه الخارجى للرئيس السيسى يشير إلى أننا بصدد لاعب شطرنج سياسى من الطراز الأول، يستطيع أن يتخذ القرار المناسب فى توقيته بذكاء ودهاء وحنكة ونضج سياسى يعبر عن عراقة دولة المؤسسات المصرية.
منذ ثورة 30 يونيو وعندما أعطت أمريكا ظهرها لإرداة المصرين، وتجاهلت قرارهم فى التخلص من حكم الإخوان اتجه الرئيس السيسى، عندما كان وزيراً للدفاع الى إحياء العلاقات المصرية الروسية، بناءً على أسس جديدة سعياً وبحثاً عن ظهير عالمى قوى يمثل القطب الثانى فى العالم يقف فى وجه القوة الأمريكية الغاشمة التى تتجاهل إرادة الشعوب وتسعى للهيمنة عليها.
زيارة الرئيس السيسى لروسيا للمرة الثانية أيضاً كانت إعلاناً رسمياً لسقوط أوهام التبعية ورفع رايات الكبرياء والشموخ المصرى، فبقدر ما حققت الزيارة من مكاسب اقتصادية وعسكرية إلا أن الجانب السياسى منها أهم و أخطر بكثير.
علاقات مصر الخارجية بقيادة الرئيس السيسى تعتمد فى الأساس على الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع أى قوة فى العالم، وهذا لا يأت من فراغ إلا اذا كانت مصر دولة تملك أدواتها العسكرية والتاريخية ورصيدها من القوه الناعمة والتلاحم الشعبى وإعلاناً للتحدى والقدره على الفعل فى وجه أى قوة حتى لو كانت أمريكا المحتضنه للمشروع الأخوانى فى مصر.
لم يكتف الرئيس السيسى بتطوير العلاقات مع روسيا وترسيخ دعائم المصالح المشتركة والتى أسفرت عن صفقات سلاح متطوره تقلب موازين القوى فى المنطقة.
كذلك الإستفادة من القدرات والإمكانيات الروسية فى مختلف المجالات، خاصة تكنولوجيا التسليح والصناعات الحربية وأيضاً دعم مصر فى المؤسسات الأممية وتبادل المصالح الاقتصادية وقد استفادت مصر من عقوبات الغرب وأوروبا على روسيا عقب أزمة أوكرانيا بتصدير المنتجات المصرية التى حلت بديلاً للمنتجات الأوروبية.

العلاقات المصرية - الروسية فى شكلها الجديد والتى لبت إشتياق الدب الروسى للعوده للمنطقة مع إحترام السيادة والإرادة المصرية أجبرت واشنطن على التراجع حتى وإن بدا الأمر ظاهرياً لكن مازال الأمريكان مصرون على كراهية المشروع المصرى بعد 30 يونيو بعد أن أسقط مشروعهم الشيطان فى الشرق الأوسط ومازالت واشنطن تسعى لإنقاذه من الموت لكنها لن تفلح لأن مصر يقودها رئيس يتحلى بأعلى درجات النضج السياسى ولديه القدرة على المباغتة والمباداة واللعب بدهاء وحنكة مستنداً لإرادة شعبية مصر تقف فى ظهره.
لم تكن أيضاً زيارة الرئيس السيسى لواشنطن وخطابة فى الأمم المتحده بعيداً عن التحرك المصرى العبقرى وحققت الزيارة العديد من المكاسب والنتائج أبرزها الإنتصار لإرداة المصريين فى 30 يونيو وإعتراف العالم بهذة الإرادة وسعى واشنطن للجلوس مع الرئيس السيسى على مائده واحده على أساس المصالح المشتركة وليس سياسة " الريموت كنترول.
نحج الرئيس السيسى ايضاً على المستوى الأوروبى وبزيارته لإيطاليا وفرنسا وأحدث تحولات كبيرة فى الموقفين ايضاً فى المجالات الإقتصادية وفرص الإستثمار الواعده فى مصر فى منطقة قناة السويس والمشروعات المصرية العملاقة.. وايضاً علاقات عسكرية خاصة مع الجانب الفرنسى فى المجال العسكرى سواء البحرى أو الجوى بإضافة قدرات كبيرة وهائله للجيش المصرى فى إطارسياسة تنويع مصادر السلاح.
النجاح الحقيقى الذى حققه الرئيس السيسى خلال زيارته لفرنسا وإيطاليا أنه سحب الدولتين من ذراعى أمريكا الساعية والمستهدفة للمشروع المصرى، بسبب ضغوط مصالحها المهدده فى الشرق الأوسط وايضاً ضغوط العدو الصهيونى الفاعل فى قرار التوجه الأمريكى.
خبطات وضربات السيسى الساحقة على صعيد التوجه السياسى الخارجى المصرى، أدت الى فتح آفاق جديدة فى العلاقات مع الجزائر، والتى شهدت العلاقات معها فى اواخر عهد حسنى مبارك توترا كبيراً عقب الأزمة الرياضية الشهيرة بعد مباراة المنتخبين فى السودان رغم إمتلاك الجزائر لقدرات إقتصادية هائله خاصة فى مجال الطاقة والغاز لكن البعد الأهم التعاون العسكرى والأمنى فى مجال مكافحة الإرهاب وكذلك التعاون من أجل ليبيا وايضاً أحياء التعاون العسكرى مع الجيش الجزائرى الذى يحتفظ بقدرات تستطيع إحداث التوازن فى حالة ايجاد تحالف عربى قوى فى وجه القوى الطامعة.
أيضاً الرئيس السيسى أزال حالة التراشق والتلاسن بين مصر والسودان بزيارة مفاجئة لعمر البشير فى الخرطوم، ثم زيارة الأخير لمصر وإبعاد نقاط الخلاف وتجميدها وتعظيم المصالح والتعاون المشترك فى كافة المجالات، ولن أتحدث عن التعاون مع دول الخليج ولعل الموقف السعودى والإماراتى تحديداً يعكس عظمة الدولتين الشقيقتين، وبعد دعمهما المطلق لمصر بدون سقف وبلا حدود.
توجة الرئيس السيسى لإفريقيا ايضاً يتمتع بذكاء وحنكة وجاء فى التوقيت المناسب ونجح الرجل فى إعادة عضوية مصر بالإتحاد الإفريقى بعد تجميدها وايضاً الخطوات الساعية لحل ازمة سد النهضة وترحيب قادة الدول الإفريقية ببناء علاقات إستراتيجية تقوم على المصالح المشتركة بين بلدان القارة السمراء لتعود القاهرة الفاعلة القائدة لدول أفريقيا.
الرئيس السيسى ايضاً على بعد أيام قليله من زيارته التاريخية للصين وهناك وثيقة تحالف إستراتيجي فى كافة المجالات خاصة الإستفادة من الإمكانيات التكنولوجية الهائله للصين فى شتى المجالات سواء الإقتصادية والعسكرية، وتعج مصر الأن بالمشروعات القومية العملاقة التى يجرى تنفيذها حالياً أو سيجرى تنفيذها قريباً مطمئناً للإستثمار والتعاون القائم على التعاون و المصالح المشتركة، والصين أيضاً ظهير عالمى فى المحافل الدولية وهى إحدى الدول صاحبة العضوية الدائمة فى مجلس الأمن ووجود علاقات استراتيجية معها يحصن مصر من مطامع أمريكا وحلفائها من محور الشر سواء لبعض الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا والمانيا ثم قطر وتركيا والجماعات الإرهابية والتكفيرية فى شتى أنحاء العالم والتى تخوض حرب قذره بالوكالة لصالح المشروع الأمريكى والصهيونى فى منطقة الشرق الأوسط.
إذن هناك فارق كبير بين مصر قبل 30 يونيو وبعدها.. فبعد ثورة المصريين فى 30 يونيو أصبحت مصر نداً دولياً لإعظم القوى فى العالم علاقتها الخارجية تعتمد على الندية والاحترام وليس بالتبعية والهيمنة.