الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ترشيح إسماعيل سراج الدين ﻷمانة اليونسكو يثير الجدل بين المثقفين.. الروبي: أحد رموز نظام مبارك وترشيحه إصرار "غير مفهوم" على الفشل.. عبد المجيد: يستحقها عن جدارة.. موسي: لا يهمنا في شيء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من الجدل ضربت الوسط الثقافي في مصر فانقسم على نفسه وسط وجهتي نظر متضادتين، على إثر توارد أنباء عن اتجاه لترشيح الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية لمنصب أمين عام منظمة اليونسكو.
ففي الوقت الذي أكد فيه عدد من المثقفين أن سراج الدين من الذين تدور حولهم الشبهات والكثير من القضايا المتداولة في المحاكم، وكان من الأفضل الاستعانة بوجوه جديدة لا خلاف عليها لخوض هذه المعركة، أبدى عدد آخر عدم اعتراضهم على ترشيحه باعتبار أنه شخصية دولية يمكنه أن يحقق النصر في هذه المعركة.
"البوابة نيوز" استطلعت آراء المؤدين والمعارضين لفكرة ترشيح سراج الدين لهذا المنصب الدولي الرفيع:
في البداية استنكر الناقد محمد الروبي الأنباء التي ترددت عن ترشيح الدكتور إسماعيل سراج الدين للأمانة العامة للمنظمة وقال الروبي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" "هذا الخبر - إن صح - فهو نوع من الإصرار على الفشل غير مفهوم، فالرجل المحسوب على نظام مبارك، والذي يواجه اتهامات مازالت تحت الفحص القضائى، لا يصح أن يكون الممثل لشعب ما زال العالم يتحدث عن روعة ثورته.
وأضاف الروبي، "في اعتقادى أننا سنحظى بـ"صفر كبير" شبيه بالصفر الذي سبق وحصلنا عليه حين أصر نظام مبارك على ترشيح فاروق حسنى ممثلا عن مصر.
كما أعلن الشاعر على عمران، مدير النشاط الثقافي بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقي رفضه لترشيح سراج الدين وقال: إن الدولة المصرية تدخل في عهدٍ جديد ويجب عليها وهي تمدُّ جسرًا للتواصل مع العالم أن يكون هذا الجسر قويّا حتى تستمر العلاقة، ولهذا أنا أرفض ترشيح إسماعيل سراج الدين لهذا المنصب نظرًا لأن المُرشّح متهم بقضايا منظورة أمام المحاكم، وعليه يجب أن نصدّر إلى العالم أسماء خالية من أي شُبُهات.
وأضاف عمران: مصرُ ليست خالية من القامات الثقافية المُشرّفة التي تصلح لهذا المنصب الرفيع الذي يليق بمكانتها الحضارية والثقافية.



بينما أكد الروائي بهاء عبد المجيد تأييده قائلا: إن سراج الدين استطاع أن يجعل من مكتبة الإسكندرية منارة عالمية للمعرفة وحافظ على استقلالها وقيمتها الأدبية وله مجهود رائع في الثقافة المصرية يشكر عليه وأخلص لهدف واحد وهو الارتقاء بالمكتبة وفاعليتها الثقافية ودائما ما حافظ على رفعتها وله خبرة كبيرة في إدارة المشاريع الثقافية الكبرى، حيث حول مكتبة الإسكندرية إلى منارة حقيقة بفضل إدارته لها وأنشأ لها فروعًا مثل بيت السنارى الذي يشرف عليه الدكتور خالد عزب وأيمن منصور وهو إضافة للثقافة وسط مدينة القاهرة.
أضاف عبد المجيد: "أثبت هذا الرجل مدى وطنيته ونزاهته أثناء الثورة وحافظ على قيم المكتبة كراية للحضارة المصرية واليونانية. وأعتقد أن ترشحه خدمة للثقافة المصرية والعربية والعالمية وهو جدير بها وأعتقد أنها ستعلى من شأن العمل الثقافي في مصر وتحسين وضعها على الساحة الدولية، خاصة ونحن نمر بأزمة كبيرة تحتاج خبراء مثل سراج الدين ليدعم وجودنا الدولي ويجب أن نقف معه وندعمه وأعتقد أن دور وزارة الثقافة وخاصة الدكتور جابر عصفور مهم الآن لأنها فرصة لن تتكرر". 
وأكمل عبد المجيد: "على الذين يختلفون مع الدكتور سراج أن يضعوا الخلافات جانبا لأن مصلحة مصر واسمها أهم من الطموح الشخصي، فالدكتور إسماعيل سراج الدين مثقف كبير ويحترم الثقافة والمثقفين ويعطيهم القدر المادي والمعنوي الذي يستحقونه، مواقفه الكريمة كثيرة وله فضل في استعادة الإسكندرية لدورها الثقافي والريادي وربطها بأقاليم مصر ومثقفيها. لذلك أدعم ترشيحه لأمانة اليونسكو لأنه يستحقها بجدارة وعلينا أن ندعمه جميعا".
وقال الشاعر الدكتور حسن طلب إنه لا يمانع في ترشيح الدكتور إسماعيل سراج الدين للأمانة العامة لمنظمة اليونسكو، طالما أن أمر ترشحه في صالح مصر.
وأضاف طلب إن هناك تجربة سابقة لمصر باءت بالفشل عندما رشح فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق للمنصب وأنه في حالة تفادي الأخطاء السابقة، لا مانع من ترشح سراج، فالمنصب مكسب لمصر، وتجربة سراج في مكتبة الإسكندرية وتواصله مع الجهات الخارجية، وتوطيد علاقته بهم تفيده في المنصب.
وتابع طلب أن المناصب الدولية ذات رقابة حقيقية، فالمشكلة في المناصب في مصر وخاصة وزارة الثقافة، أنها من دون رقيب، كما أن الوجوه الثقافية التي يمكن أن ترشح لمنصب للأمانة العامة لمنظمة اليونسكو، أو أي منصب دولي قليلة جدًا.



في حين أكد الفنان التشكيلي محمد عبلة، أن منصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو منصب دولي، وترشيح الدكتور إسماعيل سراج الدين لمنصب لأمانة العامة للمنظمة، يأتي في صالح مصر.
أضاف عبلة أنه في حالة فوز سراج بالمنصب، سيعود ذلك بالنفع على مكتبة الإسكندرية، كما يبعده عن المشاكل التي تثار حوله في الفترات الأخيرة.
وعبر الكاتب والروائي شريف عبد المجيد عن تخوفه إزاء ترشيح الدكتور إسماعيل سراج الدين لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو، حيث إنه تم ترشيحه من قبل، وهذا يُضعف من قيمة المنصب ومن موقف مصر، مضيفا أنه يخشى من حصول سراج الدين على "صفر" في التصويت، وهذا قد يُهين الثقافة المصرية.
وتابع: "أتوقع أن يحصل الدكتور سراج الدين على بضعة أصوات، ولكن قِلة عدد الأصوات لصالح مصر ستشكل فضيحة".
كما طالب الشاعر رامى يحيى من الدكتور إسماعيل سراج الدين، قبل الترشح لليونسكو أو المُغادرة في حال فوزه، أن يكشف للرأي العام موازنة مكتبة الإسكندرية ومصادر دخلها، وفيما كان يتم الصرف من هذه الموازنة "وأين ذهبت أموال الدعم الدولي للمكتبة"، مشيرا إلى أن ترشيح سراج الدين لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو أمر لا يعني له شيئًا من قريب أو بعيد.
وأكد يحيي أن سراج الدين يجب أن يقوم بتسليم مفاتيح الخزينة مع كشف موازنة كامل، وأن يوضّح التحركات الإدارية التي وصفها بـ"الحاسمة"، والتي قام بها في آخر ولايته بالمكتبة.
على جانب آخر أكد الروائي صبحي موسى أنه لا يقف كثيرا أمام الأنباء التي تتردد حول ترشح الدكتور إسماعيل سراج الدين للأمانة العامة لمنظمة اليونسكو، قائلا: ليست لدى أي مشكلة في ترشيح الرجل، فهذا منصب دولي له قانونه وشروطه، ولا يشغلنا كثيرًا الفوز به أو خسارته، ولا أتمنى أن تشغلنا الدولة بهذا الأمر كما حدث مع فاروق حسني.
وأضاف موسى: "قديمًا كان لدينا نظام يسعى بكل الطرق إلى إثبات أنه قادر على إحداث أي انتصار أو مكسب، وجعل الإعلام يتحدث عن الأمر كما لو أننا سننتقل من العالم الثالث إلى العالم الأول، وروج بقدر ما يستطيع إلى أن الأمر محسوم، وأن دول العالم كله ترشح فاروق حسني، خالطين ما بين فاروق حسني والدولة المصرية، وهذا ما لا يجب أن يكون من جديد، لأن الشخص الذي سيتولي المنصب الدولي سيتصرف وفقًا لشروط هذا المنصب، ولنا على سبيل المثال أن نتذكر اسمين مهمين في هذا السياق، وهما بطرس غالي سكرتير عام الأمم المتحدة سابقًا، ومحمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية، وكلاهما مصري، ويحمل الجنسية المصرية، ومرشح مصري، ولم يفعل أكثر مما يمليه عليه المنصب، بل أن البعض يرى أن الدور الذي لعبه البرادعي في التفتيش على العراق كان دورًا مشبوهًا".
وتابع موسى: "لا أرجو أن يتصور أحد أن فوز مصري بهذا أو ذاك المنصب يعني أننا سنخرج من أزماتنا، أو أننا انتصرنا على الغرب، فالبرادعي في الدورة الثانية له لم يكن مدعومًا من أمريكًا، وتصورنا أن ذلك انتصار للسياسة الدولية على الهيمنة الأمريكية، وفي النهاية كان البرادعي أكثر من خدم أمريكا التي لم تدعمه.
وأضاف: "هذه المناصب رغم ما بها من وجاهة للشعب المصري في حكايته وفنتازياته عن نفسه ورغبته في حصد العديد من الألقاب إلا أنها غير مؤثرة في خروجنا من أزمتنا الراهنة وهذا ما يجب التفكير فيه".