الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الكتاتيب" من هنا خرج طه حسين والشعراوي وأم كلثوم.. وكيل الأزهر: تحولت إلى سبوبة للربح المادي.. القائمون عليها أنصاف مشايخ.. دورها غاب اعتقادًا بتبعيتها للجماعات الإسلامية.. ومُحفظ: عودتها ضرورة

الكتاتيب
الكتاتيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الكتاتيب" منابر تعليمية انتشرت بشكل كبير في مصر خلال العقود الماضية، تجربة أخرجت روادا وعلماء في مختلف المجالات، شرعت في ممارسة الدور التعليمي والتربوي بداية من عصر الدولة الأموية لتمتد إلى وقتنا الحاضر
طه حسين، رفاعة الطهطاوي، أم كلثوم، الشيخ "الشعراوي"، وغيرهم من العلماء والمشاهير، أبرز من تخرجوا في مدرسة الكتاتيب، كان الأزهر الشريف يشرف عليها حتى وقت قريب.
في "الكُتّاب" كان هناك مشرف على التلاميذ، يطلق عليه اسم "مطوع" وحوله يلتف التلاميذ مشكلين دائرة داخل زاوية المساجد، من أجل تعلم مبادئ القراءة والكتابة والقرآن الكريم والأحاديث النبوية ومبادئ الدين وقراءة القرآن الكريم والحساب والخط العربي، وذلك بمقابل مادي زاهد.

إلا أن تلك الكتاتيب ومع مرور الوقت لم يكتب لها النجاح بالشكل الذي كانت عليه سابقا، لعدم الإنفاق عليها وإهمالها في ظل الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت تمر بها البلاد خلال الفترة الأخيرة، وأصبح دورها مساعدا وليس أساسيا بعد توالي الحكومات التي لم تهتم بها الاهتمام الأمثل في ظل ظهور المدارس ودور الحضانة والمعاهد الأزهرية في عهد "محمد على" التي اعتمد عليها من أجل تحقيق النهضة التعليمية لإنشاء الدولة الحديثة.
الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، في تصريحات أخيرة شدد على ضرورة إحياء الكتاتيب مرة أخرى قائلا: "إنها نجحت في فترات طويلة في نقل ونشر وسطية الإسلام من خلال تحفيظ القرآن الكريم للأطفال داخل القرى والمدن على حد سواء، جنبا إلى جانب المدارس الحديثة التي تهتم بالأمر".
وعلى ذكر المدارس الحديثة، هناك مدرسة شيخ العمود وهي مدرسة شبيهة بنظام الكتاتيب قديما ولكن بشكل أكثر تطويرا وحداثة، فيتم تدريس العلوم الإسلامية كالعقيدة والفقه إلى جانب العلوم الإنسانية إلى جانب تدريس علوم اللغة العربية كالنحو والصرف والعلوم الطبيعية كالطب والفلك والكيمياء.

وبالنسبة للعلوم الدينية تضم 5 مستويات أولها المستوى التعريفي كمدخل لمعرفة أساسيات العلوم الدينية الشرعية ولا بد من اجتياز كل مستوى حتى ينتقل الدارس إلى المستوى الذي بعده، ما يميز المدرسة الأسعار الرمزية التي لا تتجاوز 100 جنيه عن المشاركة داخل تلك المستويات التي يكون كل مستوي بها على ثلاثة دورات كل دورة لمدة ساعتين، كما أن كل مستوى يأخذ شهرين بمعدل يوم واحد في الأسبوع ويكون يوم جمعة أو سبت ليكون مناسبا لكل الطبقات والفئات.
هنا يرى الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الكتاتيب ما زالت موجودة وبكثرة داخل القرى بالمحافظات المختلفة، وتقوم بدور مهم وجليل في تعليم مبادئ الدين وحفظ القرآن الكريم، بدليل أنها عملت على تخريج 16 حافظا للقرآن خلال العام الماضي، لافتا إلى أنه على الرغم من ذلك فلم تعد تمارس دورها كما كان قديما، وذلك لتغير الثقافة العامة لدى المواطنين عما كانت عليه قديما. 
وأشار "عاشور" إلى أن الكتاتيب أصبحت في الوقت الحالي سبوبة من أجل كسب لقمة العيش، فقد يتجه بعض الحافظين للقرآن الكريم من أجل فتح كتاب لكسب لقمة عيشه، مشيرا إلى وجود اختلاف بين الوقت الحاضر والماضي الذي كان الكتاب خلاله يمارس دوره بشكل أقوى عما هو عليه، ويتجلى ذلك حاليا على سبيل المثال في الشيخ الملقن الذي تغير أسلوبه عن الماضي.

وقال الشيخ جمعة محمد علي "مُحفظ": إنه لعودة الكتاتيب إلى ممارسة دورها داخل البلاد لا بد من تسليط الضوء عليها وعلى الدور التنموي التي تقوم به داخل المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة، مشددا على تفعيل دورها من قبل الأزهر الشريف، مشيرا إلى أنه يجب على الدولة ممثلا في الأزهر، أن تسارع بعودة الكتاتيب بصورة رسمية إضافة إلى القيام بحملات الدعاية التي تساعد على نشر دورها داخل المجتمع المصري كله وليس داخل القرى والنجوع فقط.
ولفت إلى إنه خلال العقد الماضي كانت هناك درجة من التدين داخل المجتمع المصري، وكان هناك إقبال على الكتاتيب التي اعتبرت منبرا لتعلم القيم والأخلاق ومبادئ الدين، ولكن مع مرور الوقت ومع غياب الوازع الديني داخل المجتمع المصري ساد مفهوم خاطئ، بأن الكتاتيب يشرف عليها وتدار من قبل الجماعات الإسلامية مثل جماعة الإخوان الإرهابية، فأصبح هناك تخوف من تلك الأفكار السلبية مما أثر على دورها وشكلها العام في المجتمع.
وأشار إلى أن دور الكتاتيب لم يغب بعد، لافتا إلى أنه توجد جمعيات تحفظ القرآن، تستهدف تعليم وحفظ القرآن الكريم، إضافة إلى علم الحديث بالنسبة لكبار السن، بمبلغ رمزي لا يتجاوز 80 جنيها كحد أقصى بالنسبة لصغار السن ومن 100 :120 جنيها بالنسبة لكبار السن ويكون هناك في نهاية كل دورة اختبار شفوي وتحريري على ما تم حفظه، مشيرا إلى أنه يتم إعفاء غير القادرين من أي رسوم مادية.