الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شباب مصر يرسمون خارطة مستقبلها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنت سعيدا أيما سعادة وأنا أشارك شباب الباحثين في مجالات متعددة ومتباينة.. في السياسية والاقتصاد والإعلام وعلم الاجتماع والعلوم التطبيقية وهم يمسكون بأوراقهم البحثية، وأقلامهم وحاسباتهم المحمولة لكي يرسموا خارطة مستقبل مصر.. كنت سعيداً لأن ما طالبت به الرئيس عبد الفتاح السيسي ومؤسسات الدولة من إدماج الشباب في وضع تصوراته للمستقبل، لأننا إذا كنا جزءاً من المستقبل .. فالشباب هم كل المستقبل.. أنا على ثقة أن الرئيس يدرك ذلك جيداً.. وأن وزراء حكومته قد تلقوا توجيهات صارمة بتمكين الشباب ومناقشة رؤاه للمستقبل، حتى يرسم هذا الشباب مصر بريشته، لأن اللوحة ستكون من إبداعه.
لقد شرفت بالمشاركة فى المؤتمر السنوي الأول لشباب الباحثين تحت عنوان "رؤية شباب الباحثين لمستقبل مصر"، والذى نظمته الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى بوزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع المركز العربى للبحوث والدراسات على مدار يومى السبت والأحد الماضيين بمركز التعليم المدنى بالجزيرة.. أرقب عرض أوراقهم البحثية.. وأتفحص رؤاهم.. وأشاركهم جلسات مؤتمرهم.. وأدير النقاش في إحدى ورش العمل.. وأمد إليهم يد المساعدة في صياغة توصيات مؤتمرهم.
وقد شهد المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة البيان الختامي للمؤتمر، وأشاد الوزير بالجهود التى بذلت من أجل إنجاح هذا المؤتمر ووجه الشكر لكل الحاضرين من شباب الباحثين المشاركين وأساتذة الإعلام والمسئولين، مشيراً إلى أن المستوي الذي ظهر به المؤتمر لا يقل علي الإطلاق عن المؤتمرات الدولية أو المؤتمرات التي تعقد علي المستوي الوزاري. وأشا الوزير بالتوصيات التى خرج بها المؤتمر ووعد المشاركين بأنه سيتم إرسال تلك التوصيات لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ولكل الوزارات المختلفة للاستفادة من تلك التوصيات كل فى مجاله والعمل على تحقيقها. كما وعدهم بالتواصل مع وسائل الإعلام كافة لنشر تلك التوصيات للرأي العام.
كما أكد شيخ الباحثين والمفكر الكبير الأستاذ السيد يسين، مدير المركز العربى للبحوث والدراسات، أن المؤتمر يترجم بشكل صحيح فكرة تمكين الشباب من خلال إعطاء الفرصة للشباب في التدريب والتأهيل، معتبرًا تلك التوصيات مدخلاً أساسيًا في وضع رؤية استراتيجية مستقبلية لمصر، وإسهاماً في رسم مستقبل الوطن.
وخلال كلمتها عن الشباب قدمت الدكتورة هبة جمال الدين الشكر لوزارة الشباب والرياضة وعلى رأسها المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، الذي أتاح الفرصة أمام الشباب للمشاركة في مثل هذا المؤتمر لطرح رؤية الشباب لتحقيق تنمية مستدامة لوطنهم ومن أجل مستقبل أفضل له. مشيرة إلي أنه تم تقديم 74 بحثا خلال المؤتمر تضمنت 30 بحثاً في محور الإرهاب، و 18 بحثاً في محور السياسة الداخلية والخارجية، و20 بحثاً في محور البحوث الثقافية والاجتماعية، و4 أبحاث في محور الاقتصاد.
وقد تناول المؤتمر المؤتمر محاور عدة تمثلت في السياسة الداخلية، السياسة الخارجية، القضايا الاقتصادية، القضايا الثقافية والاجتماعية، مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلي ورش العمل لصياغة توصيات تلك المحاور، وإعداد تصور نهائي لرؤية الشباب في بناء مستقبل مصر. ومن بين التوصيات التى خرج بها المؤتمر:
1- فيما يتعلق بمحور السياسة الخارجية أكدت التوصيات أنه يجب أن تنطلق العلاقات المصرية مع الدول الكبرى من منطلق المصلحة الوطنية العليا للبلاد، وأن تدار العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية بصورة تفاعلية واستخدام موسكو كورقة قوية ورابحة فى مواجة النفوذ والضغط الأمريكى فى المنطقة.
2- فيما يتعلق بتوصيات محور السياسة الداخلية في مواجهة التطرف، طالب شباب الباحثين خلق بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية حاضنة لقيم الابتكار والإبداع وتجديد الخطاب الدينى ونشر الفهم الصحيح لمفاهيم الدين.
3- فيما يتعلق بالعلاقة مع دول الإقليم فيجب على مصر التعامل مع دول الخليج كحليف استراتيجى، وتسوية أزمة سد النهضة بما لا يخل بالحقوق المائية لمصر، وفيما يتعلق بإصلاح المنظمات الإقليمية والدولية يجب تعديل ميثاق الجامعة العربية.
4- وفيما يتعلق بتوصيات المحور الاقتصادى، أكد الباحثون ضرورة وضع استراتيجية لعلاج عجز الموازنة وتوفير القدر الكافى من الأمان الاجتماعى لفرص العمل المتاحة مع الحكومة وقطاع الأعمال الخاص دعم وتطوير الأفكار الخاصة بالمشروعات الصغيرة والتركيز على تحويل المزايا النسبية إلى مزايا تنافسية فيما يتعلق بالمنتج المصرى.
5- وفيما يتعلق بتوصيات محور الإرهاب، فقد تمثلت في تصنيف العائدين من صفوف الجماعات الإرهابية، وإعداد قاعدة بيانات عن الشباب المنضمين للجماعات الأرهابية فى دول الإقليم، وإنشاء مرصد لرصد الممارسات الإرهابية وصياغة برامج للأمن الفكرى وبناء برامج تنموية وسياسية وثقافية وإعلامية للعمل على علاج الفئات المتورطة فى العمليات الإرهابية ودعم أجهزة مكافحة الإرهاب والعنف، ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعى من أجل التعرف على الإشارات الأولية لأى نشاط عدوانى أو يحتمل أن يكون على الأمن القومى للدولة.
وقد وعد وزير الشباب والرياضة شباب الباحثين باتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بأن توضع رؤيتهم للمستقبل في الاعتبار لدى كل الجهات المعنية والمهتمة التعرف على هذه الرؤى ووضعها موضع التنفيذ وأولهم رئيس الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والوزارات المعنية، على أن يتجدد هذا المؤتمر سنوياً لمتابعة تنفيذ هذه الرؤى من جهة، وطرح رؤى جديدة تكون مهمتها البناء على ماسبق تنفيذه.
هذه هى مصر.. وهؤلاء هم أيقونتها.. التي ستصنع مستقبلها.. هؤلاء هم شباب النيل المتدفق الذي صنع حضارتها على ضفافه منذ آلاف السنين.. ولا يزال يحدوه الأمل في صنه مستقبلها.. كما ساهم في تسطير تاريخها المجيد منذ عهد مينا موحد القطرين وحتى الشيخ عفت ومينا دانيال اللذيْن علمانا معنى أن نكون مصريين بحق.