الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عن الإلحاد وكيف تكون مواجهته

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كلما ازداد الحديث عن الإلحاد تذكرت أكثر من مقال كتبته بعد أن وصل الإخوان الضالين إلي الحكم وصار محمد مرسي رئيسًا أحذر فيه من موجات الخروج عن الدين بعد أن بدأ يظهر أمامنا كل يوم كيف أنهم وقد جاءوا بعد ثورة وبعد انتخابات مهما كان السبب فيها من نجاح محمد مرسي ، مثل العناد مع أحمد شفيق باعتباره من عصر مبارك ، أقول بعد أن ظهر أمامنا أنهم لا يؤمنون بالثورة التي جاءت بهم وأنهم ماضون في التمكين لأنفسهم فقط من مفاصل الدولة وأنهم مثل نظام مبارك لا يرون إلا أنفسهم ولم يعترفوا أبدا بقصورهم حتي في العمل اليومي ولا اتساع الحكم عليهم فكانت اختيارتهم كلها من الإخوان بصرف النظر عن قدرات من يختارونه . كتبت وحذرت من خروج الناس من الدين بعد أن أغلقت أمامهم كل نوافذ الحرية الشخصية أو بدا أن الأمور تتجه إلي ذلك بسبب من زايدوا علي التاريخ بالدين . المهم خرج الإخوان من الحكم وازداد الإرهاب تضامنا معهم وكان هذا أيضا أحد الأساب الأقوي للخروج من الدين خاصة والناس تري القتل كأنه وجبة طعام وتري داعش وغيرها في البلاد العربية تقطع الرؤوس وتسبي النساء وتبيعهن في أسواق الرقيق ، ازدادت أعداد الملحدين ، وكان لبعض البرامج التليفزيونية التي تصورت أنها حين تستضيف الملحدين من الشباب وتشتمهم سيكون لها أثر إيجابي ضد الإلحاد . والحقيقة أنها برامج أيضا ساهمت في زيادتهم لأن كل من يراها يسخر من هذا الاقتحام التافه بقضية ليست تهم الجميع . لا أحد أدرك أن الإلحاد في جوهره قضية فلسفية شائكة ومعقدة وأن من يسمون أنفسهم ملحدين في الحقيقة هم زهقانين من عيشتهم ومن تدخل الشيوخ في كل شيئ بالدين ومن الفتاوي المضحكة التي تبدو لصاحبها هامة وهي تقلل من عظمة الدين .
المتابع لتاريخ الإلحاد في الدنيا يكتشف أنه لم يكن يوما ظاهرة عامة لكنه كان ظاهرة عند بعض الفلاسفة وبعض الشعراء والأدباء . تاريخ الإلحاد في الإسلام يضم أسماء من الصوفية أيضا كان لهم تصور في الكون الموجود بذاته مثل الفلاسفة . يعني بلا خالق , وكل الملحدين كانوا عشرات هم من أعلنوا إلحادهم أو اقتربوا منه . فالحلاج مثلا المؤمن بوحدة الوجود ويري التماهي بين الإسنان والله أمرا ممكنا اتهم بالإلحاد أيضا وصلب . هو صاحب القول الشهير "ليس في الجبة إلا الله "مشيرا إلي توحده مع الخالق ولم ينتبه أحد إلي أن الصوفية لهم مقامات أولها الزهد وآخرها الفناء حيث تفني ذات الصوفي في ذات الله ويخرج عن الملكوت ، تجارب تراها في الموالد مع الرقص الذي إذا اشتد لم يعد الصوفي شاعرا بما حوله وبعضهم بالفعل يأكل النار فلا تحرقه . لقد صار روحا . الأمر يتجاوز الصوفيين العرب إلي كل الشعوب . لم يحدث أن كان الإلحاد أمرا عاما وما نراه حولنا هو زهق وملل من كثرة الحديث الساذج في الدين الذي لم يترك شيئا لا يتكلم فيه حتي دخول الحمام ، اسمع الآن عن دعوات لمقاومة الإلحاد ولا بأس في ذلك لكن أسمع كلاما لا معني له مثل أن الإلحاد مؤامرة خارجية وما إلي ذلك من كلام أقرب إلي السياسة الساذجة والأفكار الأمنية . أيها الناس قاوموا الإلحاد . هذا حقكم وحقنا لكن انظروا حولكم وتأملوا ما هي الطريق لنضع الدين في مكان عظيم لننتهي من هذا الأمر الذي سيزداد أيضا بسبب سوء التشخيص وسوء الفهم واستسهال الحلول .