الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

باجي قايد السيبسي العجوز الداهية

 الباجي قايد السيبسي،
الباجي قايد السيبسي، زعيم حزب نداء تونس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ينظر غالبية التونسيين إلى الباجي قايد السيبسي، زعيم حزب نداء تونس، والمترشح لكرسي قصر قرطاج، في جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية، على أنه طوق النجاة، ومنقذ التوانسة من كابوس جماعات الإسلام الراديكالي، الذي أدخل البلاد في أزمات اقتصادية، قضت على كل ما هو مأمول من ثورة الياسمين التونسية، من عمل وعدالة اجتماعية، بعد أن نجحت التيارات المتطرفة في ركوب موجتها وغيرت مسارها لتعود تونس إلى الوراء ويتحول حلم الزهور إلى كابوس مزعج.

الشعب التونسي حن إلى العودة للمستقبل تحت حصار الأزمات الاقتصادية الطاحنة وانفلات الأمن وارتفاع معدل البطالة وتوقف السياحة في بلد مثلت فيه الشمس والابتسامة والسماء الصافية أهم مصادر الدخل القومي، فلمست الجماهير الورد في الخريف وتاقت عيونها لجماله ومثل الباجي قايد السيبسي رمز الأصالة والمعاصرة وقارب أمل للشعب التونسي للعبور إلى المستقبل.

والسيبسي العجوز المخضرم يبلغ من العمر 88 عاما، استثمر خبرته السياسية الطويلة في خلق حالة توازن بين حزب النهضة الإخواني والأحزاب الليبرالية، فالخلفية التاريخية للعجوز الداهية كما يطلق عليها التوانسة صنعت له شعبية كبيرة في قلوب الشعب فهو مناضل قومي حارب الاستعمار الفرنسي عقب تخرجه من كلية الحقوق في باريس عام 1950 ورفع السلاح في وجه الاستعمار وكان أول المنضمين لجيش التحرير الوطني وحارب الاستعمار حتى استقلال تونس عام 1957.

عين مستشارا لأول رئيس لتونس وهو الحبيب بورقيبة ثم ريئسا لإدارة الأمن الوطني، وفي عام 1965 عين وزيرا للد اخلية ثم وزيرا للدفاع عام 1969 وفي عام 1981 وزيرا للخارجية وفي عام 1989 تقلد منصب رئاسة البرلمان التونسي، وعقب سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن على اختير الباجي قايد السيبسي لرئاسة الحكومة الانتقالية في 27 فبراير 2011.

وفي 2012 أسس حركة نداء تونس لمعالجة الخلل في موازين القوى السياسية في تونس بعد هيمنة الجماعات الراديكالية على السلطة في البلاد، ونجح في ممارسة ضغوط على حكومة النهضة حتى استقالت العام الماضي، وحصل حزبه على نسبة الأغلبية في الانتخابات التشريعية التي شهدتها تونس مؤخرا ورفض التحالف مع حركة النهضة في الحكومة المقبلة، وحقق أعلى نسبة أصوات في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 40 % من نسبة أصوات الناخبين وسيعيد مع منافسه المنصف المرزوقي المدعوم من جماعات الإسلام الراديكالي، والذي حصل على 33 % في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وتشير التقديرات إلى فوز الباجي السيبسي في جولة الإعادة بكرسي قصر قرطاج لا سيما وأن مرشحي الجولة الأولى من الانتخابات جلهم من الليبراليين في مقابل المنصف المرزوقي الذي استهلك كل أصواته في المرحلة الأولى حيث صوتت له كل تيارات الإسلام السياسي.