السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سماسرة الإحباط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليست أزمتنا اليوم فيمن ينتقدون قرارات الرئيس أو حتى يتجاوزون لدرجة التطاول؛ لأن هذا تفعله قلة نعرف اتجاهاتها وأهدافها جيدًا، وليست أزمتنا أيضًا فيمن اختاروا مبكرًا كرسيًا في الصفوف الأولى للمعارضة، فهذا حقهم أيضًا أن يروا الأمور من الزاوية التي تروق لهم وحسب قناعاتهم، ففي مجال الرأي والرؤية والتعبير لا يمكن أن يتحرك الجميع مثل القطيع.. فلا بأس من أفكار خارج الصندوق تنير الطريق لصانع القرار.
ليس هذا هو المزعج، ولكن الأخطر الآن ما رصدته من نشر الإحباط والتبشير باليأس من بعض الأقلام الكبيرة التي تريد فرض وصايتها على صانع القرار.. افعل ولا تفعل، فإذا هو فعل رضوا وإن لم يفعل استشاطوا غضبًا وأعلنوها خصومة وتحولت المسألة إلى "تار بايت" وصيد في الماء العكر وتشويه لكل القرارات وانتقاد لكل شيء، وـننا نسير في الاتجاه الخطأ.
وهذه الأعراض لا تظهر فقط على بعض الكتاب أو الصحفيين ممن يبحثون عن بلاطة على باب القصر الجمهوري، وبالتأكيد تذكرون ذلك الصحفي الذي كان يكتب عن حملة المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي في صدر الصحيفة التي يترأس تحريرها "تقريرًا صحفيًا" وليس مقال رأي ينتقد الحملة ويغمز ويلمز على بعض أعضائها، محاولًا لفت الأنظار على طريقة "خدوا بالكم مني.. أنا هنا".
وحين لم يلتفت إليه أحد راح يُعارض صراخًا وينتقد تطاولًا، ويبحث عن كل ما هو سلبي ويُسخر الجريدة للانتقام وإشاعة مناخ الإحباط وهو أخطر الأسلحة من وجهة نظري ضد "مصر الجديدة".
أقول إن أعراض البحث عن القرب من صانع القرار لا تنطبق فقط على بعض الإعلاميين، وأن مسألة إشاعة الإحباط كثيرًا ما يتبناها بعض السياسيين ممن يهددون بالانسحاب من خارطة الطريق كلما حدث خلاف سياسي أو قانوني حول قضية كانت تنظرها محكمة.. ولا يدرك هؤلاء أن خارطة الطريق هي قرار شعبي وليست ملك تيار سياسي، وأن الشعب يستعد للذهاب إلى الاستحقاق الأخير في هذه الخارطة ولا يملك أحد أن يعوق هذا الخيار.
يتحدث هؤلاء عن الانسحاب مما اتفق عليه الشعب بما يشبه الإجماع، ليس هذا فقط بل إن دول العالم اعترفت بخيار المصريين.. ألم يأتكم يا مَن تهددون بالانسحاب نبأ إخواننا في قمة الخليج بمساندة خارطة طريق مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي - هكذا قالوا نصًا - ألم يأتكم نبأ قطر وهي تقول إن مصر هي نصيرة العرب وليس بيننا وبينها خصومة.. انسحبوا فهذا شأن خاص بكم يُعبر عن قصور رؤية أو بالأحرى عمى.
قلت من قبل إن اليأس خيانة، وأضيف على ذلك أن ناشري اليأس والإحباط عن عمد وسوء قصد خونة.. لا نحتاج أن نرصد القرارات ولا المشروعات التي تتبناها الدولة لنثق في اختيارنا السياسي.
لسنا في موضع الدفاع فليس هناك متهم.. بناء الدولة يحتاج عملًا، جهدًا، إخلاصًا أكثر من الكلام والتنظير.. فما أسهل أن تمسك بمعول هدم، كما فعل الكاتب علاء الأسواني في الندوة التي عُقدت مؤخرًا بلندن وكان عنوانها "الديمقراطية هي الإجابة.. سنوات من الثورة في مصر"، حيث نصَّب نفسه قاضيًا ومؤرخًا وراح يوزع الاتهامات، زاعمًا أن كل مَن وصلوا للحكم في مصر حتى الآن كانوا ضد الثورة، هو يقصد 25 يناير، وهو اتهام فج ليس له علاقة بما يجري على الأرض ولا ما يصدر عن الرئيس من قرارات أو ما تتضمنه خطاباته السياسية صراحة.
لا أدري ما سر هذا الهجوم، وماذا يريد "الدكتور علاء".. هل يُخاطب الشباب قبل يناير تحفيزًا ضد الرئيس.. هل يرى الروائي المعروف أن مصر الآن هي نفسها مصر تحت ظل حكم بديع ومكتب الإرشاد.. هل هذه هي قناعتك.. هل استراح ضميرك وأنت تعلن أن مصر الآن ضد التغيير وضد الثورة وسط حضور أوروبي وأمام كاميرات غربية تنقل على الهواء ما تقول وسط لندن، التي أصدرت المحكمة العليا بها قرارًا يرفع عن المسئولين المصريين الحصانة، بريطانيا التي تثير أزمة مفتعلة مُدَّعية عدم تأمين سفارتها بالقاهرة.. مع مَن ولمن تتحدث يا دكتور؟!.