الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشلل الرعاش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع الاحترام الشديد والدعاء بالشفاء لكل من اختبره الله بمرض الشلل الرعاش فإن العنوان الوحيد الذي يمكن أن نصف به ما يحدث من الإخوان - ومن يحترموهم- ويصف أيضا طريقة السلطات في مقاومة خططهم، فلا هو شلل يوقف الحركة ولا هي حركة حقيقية تحركها خلايا المخ الصحيحة.
يظن الإخوان وأذنابهم أن لديهم قدرة على خداع الشعب من جديد وأن يدفعه للميادين تحت شعار الوحدة من أجل الوطن وضد ضياع ثورة يناير، وهي حركة لا تنتج عن عقل صحيح واعي لما يصدره من أوامر لأطرافه، ليس لأن الشعب فهم اللعبة فحسب بل لأن الأنامل المرتعشة لا يمكنها تحريك عرائس الماريونيت.
وعلى الجانب الآخر من الشاطيء تقف السلطات بين الفاهم لمخطط يحاك ومرتعش يتحسب كثيرا قبل أن ضغط الزناد رغم أنه يعلم تماما أن العدو يتسلل بعشرات الوجوه، لا أعني هنا بالسلطات جنود الجيش أو الشرطة، لكنها السلطات بكل أشكالها بإعلامها المشلول لكنه يصدر بعض الارتعاشات غير المفهومة فيتفرغ أحيانا لزيادة الدعاية للقنوات المعادية للدولة بنشر ما تقول ويفرغون ساعات ليس لتنوير الناس ومناقشة الطريق القادم، وبنقاباتها التي لم تعد مصالح أعضائها سوى خيال من الماضي فلا تحسين للمهن ولا لممتهنيها، ارتعاش في سلطات المحليات التي يرتعش شللها من آن لآخر فيصدر ضجة أكثر مما يصدر فعلا ومحافظ الاسماعيلية خير نموذج.
هذا الشلل الرعاش ليس له علاج سوى بزرع خلايا جديدة قادرة على القراءة الشاملة والعامة للواقع وللمستقبل وقادرة على كتابة خطط قابلة للتنفيذ تضع لكل فرد في الأمة دور ينفذه وطريق لمراقبة ومتابعة هذا التنفيذ، وكما أن الواقع صعب فإن العلاج أيضا صعب لكنه ليس مستحيلا.
ليس من المستحيل أن نستخرج عشرات الخطط والبحوث من الأدراج وننفض عنها تراب التعامي ونضعها في أيدي من يمتلك القدرة على تنفيذها، وليس من المستحيل أن نعيد للقنوات الأربعة عشر التي تنفق عشرات الملايين من أموال الشعب للاختيار بين العمل الجاد أو الإغلاق البات، ليس مستحيلا أن ندخل في أنظمة العمل في الوزارات نظما للتقييم ونربط جودة عمل الموظف بما يحصل عليه من علاوات وبدالات، ليس مستحيلا أن نطرح على الناس استثمار أموالهم المدخرة في مشروعات تخلق للعاطلين فرص عمل وتخرج البائسين من بؤسهم وتعيد لخزائن الدولة ما فرغ في مصاريف دون عوائد.
لم يعد في الوقت متسع لتفاهات على مواقع التواصل والتعامل معها وكأنها المعبر الأول والوحيد عن التسعين مليون مواطن، فندلل الجهلة والخونة لمجرد أن لهم موقع متميز في عالم وهمي، الردم على نفايات التاريخ سواء تاريخ مبارك أو مرسي لن يحدث إلا إذا أوجدنا عالم مشيد باتقان ومخطط له بعقول منيرة، وإلا فالبديل أن يظل انتشار الشلل الرعاش ليصيب الجميع فتخرج جثث الماضي وقد تجد طريقا لتتوحد معا وتتحول إلى مسخ شيطاني يدخلنا في دائرة جهنمية من الداعشية.
كثيرا ما قرأنا وسمعنا عن الوقت الذي يداهمنا لكن الوقت الآن يمكنه أن يدوس علينا ويجرنا لما لا يريد عاقل لهذا الوطن، أهلك لاتهلك، الشعب المصري هو الحل في هذا الوقت تحديدا هو الأهل الذي قد نهلك دونه بعد أن رأينا المعاونين من الأصدقاء يلتهون في همومهم الاقتصادية أو أقربائهم في الجوار فالمصالح أهم أحيانا من القناعات.
لم يعد أمامنا سوى سواعدنا وإشغال الناس جميعا في مصالح مشتركة وحقيقية وليست مصالح ضيقة أو استرجاع لماض ليس لنا سوى التعلم من أخطائه، إذا لم يحدث هذا فلا نلومن إلا أنفسنا.