الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإخوان صفحة وانتهت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حي سألني المذيع التليفزيوني منذ يومين: ماذا تتوقع من دعوة الثورة الإسلامية المسلحة يوم الثامن والعشرين من نوفمبر؟ قلت على البديهة بيت الشعر الشهير: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا/ فأبشر بطول سلامة يا مربع، ثم أردفت قائلا: لن يحدث شيء، ولن تستطيع جماعة الإخوان ومن معها من الجماعات الإرهابية أن تؤثر في الشارع المصري على الإطلاق، فهي تسير ضد حركة الحياة، تسبح ضد الأمواج، وهي مع ذلك فاشلة في قراءة الواقع، ولم تنجح عبر تاريخها إلا في شيء واحد هو "الفشل" كما أنها جماعة مفسدة، تدعو إلى إفساد البلاد وإراقة الدماء، وهناك قاعدة ربانية قالها الله تعالى في كتابه الكريم: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين" لذلك لن يصلح الله أي عمل يدعو له الإخوان.

جماعة الإخوان التي تسير ضد حركة الحياة تم طردها من الحياة المصرية، بل من سماء الحياة العربية والإسلامية بالكامل، وأصبحت فصلا من فصول التاريخ، وسيذكرها التاريخ بكل سوء، وأذكر أن أحد الأطباء النفسيين قال لي: إن جماعة الإخوان حالة مرضية نفسية جماعية، وإن مقرهم الطبيعي كلهم كلهم هو مصحة نفسية، فتلك الجماعة المطرودة من حياة مصر لا تستطيع أن ترى الواقع، وهي تعيش في واقع متخيل، فعلى سبيل المثال بالنسبة للعقلاء حين يتم طرد موظف ما بسبب أخطاء ارتكبها فإنه يقوم بالاعتراف بخطئه والاعتذار عنه، بالنسبة للمكابرين فإنهم يدعون أنهم لم يقعوا في خطأ قط وأنهم تعرضوا لظلم، بالنسبة للأغبياء فإنهم سيقولون هناك مؤامرة كونية ضدنا، بالنسبة للمجانين سيقولون: من الذي قال إنه تم طردنا من وظيفتنا؟! نحن ما زلنا نشغل عملنا لأن لنا شرعية تعيين، وبالنسبة للخائنين فإنهم يسارعون إلى الاستقواء بقوى خارجية، وبالنسبة للمجانين الخائنين المجرمين فإنهم يستقوون بالخارج ويطلبون معاقبة من طردهم .
وقد فعل الإخوان كل ما سلف، فجمعوا الغباء مع الجنون مع الإجرام مع الخيانة، وزادوا عن ذلك بأن قالوا : إن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري، وإن الجيش المصري تآمر عليهم ليسلب الحكم لنفسه ويجعل البلاد تحت حكم عسكري، ولكن لماذا ادعى الإخوان ذلك وهم يعرفون أنهم كاذبون أفاقون مخادعون؟ ادعوا ذلك حتى يثيروا الغرب وأمريكا على الشعب المصري، ادعوا ذلك لسلب الشرعية من الشعب وتسليمها للأمريكان، ادعوا ذلك أملا منهم في العودة لحكم شعب يكرههم ويمقت أيامهم وأفعالهم وأشخاصهم الكئيبة الفظة الغليظة، لا يهمهم أن يقبلهم الشعب، ولكن الذي يهمهم هو أن تقبلهم سيدتهم أمريكا، ولأنهم يعرفون أن الشعب لن يثق فيهم مرة أخرى فإنهم يبحثون عمن يفرضهم على الشعب .

ولأن تصرفاتهم وخيانتهم ظهرت أمامنا دون لبس أو غموض، لذلك فقد أصبحت كما قلت جماعة مكروهة من الشعب المصري كراهية التحريم، وإذا فرض وكانت هناك جائزة كبرى للغباء فلا شك أنها لتلك الجماعة، كان لديها منذ اللحظة الأولى من الثورة عليها كل الفرص لتعيد صياغة نفسها وتعيد طرح حزبها من جديد على الشعب إلا أنها لم تفعل لأنه جماعة الفرص الضائعة، وهكذا هي عبر تاريخها، في كل مرة كانت تقع في أزمة كان لديها دائما فرصة، ولكنها كانت تهدر هذه الفرصة، ولعلي وأنا أختم المقال أقول لأعضاء جماعة الإخوان :"ألم تنظروا مرة بشكل واقعي لسبب فشلكم، ثم سبب إهداركم لفرص العودة" السبب واضح هو أنكم لا تعملون من أجل الله، حتى وإن ظنت القواعد ذلك، فأنتم تسيرون في ركب الشيطان، أنتم لا تتاجرون مع الله، ولكنكم تتاجرون بالله، وما كان الله لينتصر بكم أبدا وأنتم تتاجرون به.