الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المصريون استعدوا لـ"28 نوفمبر" بـ"الأبواب المصفحة".. تجارتها راجت خلال الـ3 سنوات الأخيرة.. التركي والصيني الأكثر رواجًا والأقل سعرًا.. والألمانى باهظ الثمن ويتسم بالمتانة ومضاد للحرائق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
غدًا الجمعة 28 نوفمبر، خروج "الخوارج" في مظاهرات للفوضى والتخريب، اليوم صار كالبعبع الذي يخشاه المصريون وأعدوا له العدة خوفًا وتوجسًا، البعض قرر أن يسافر إلى بلدته في الريف بعيدًا عن ضجيج المظاهرات واحتمالات الانفجارات، والبعض الآخر قرر البقاء في بيته وإغلاق الأبواب بعد استبدالها بأخرى "مصفحة" لزيادة التأمين تحسبًا من هجوم ناصر الجماعة ونهبهم.
"الأبواب المصفحة" ظاهرة راجت تجارتها خلال الثلاث سنوات الأخيرة عقب ثورة 25 يناير.. وعلى الرغم من ارتفاع أسعارها إلا إن الإقبال عليها كان كبيرًا كما تقول ياسمين الألفي، وتضيف: أسكن في التجمع الخامس في جنوب الأكاديمية وهي منطقة معروفة بكثرة السرقات نظرًا لارتفاع مستوى قاطنيها المادي والاجتماعي، والهدوء الذي يغلف المكان ويغري بانتشار الجريمة.
وتوضح، منذ الوهلة الأولى التي قررت وزوجي السكن في هذا المكان، قمنا بشراء الباب المصفح قبل أي شيء آخر في البيت وقام زوجي بشراء باب مستورد من إيطاليا تجاوز ثمنه الـ20 ألف جنيه.
وتقول رشا فتحي: "أقطن منطقة شبه خاوية في التجمع الخامس وكانت السنة الأولى لنا في المكان شديدة الصعوبة فلا جيران محيطون بنا على الإطلاق لذلك كان من الأهم أن يوفر لنا زوجي كل عناصر الأمان وهو ما جعله يبحث عن الباب المصفح وكنا آنذاك لا نعرف ما هو الباب المصفح لكن نصحنا به أحد المهندسين الذين كانوا يعملون على تشطيب الشقة وبعد شرائنا لهذا الباب لم نندم لأنه إلى حد كبير خصوصًا خلال الانفلات الأمني الذي شهته البلاد عبر الثلاث سنوات الماضية.

ويؤكد فيصل على، أنه قرر منذ أيام الذهاب لشراء باب مصفح خشية ما يمكن أن تسفر عنه الأحداث في 28 نوفمبر، واضطر نظرًا لظروفه الاقتصادية الاكتفاء بشراء الباب الصيني فهو الأرخص سعرًا وكذلك فعل أشقاؤه الذين يقطنون بالقرب منه في حى المعادى الذي يعد من المناطق الهادئة نسبيا.
أما أصحاب المحال التجارية، عدد كبير منهم غير نشاطه نظرًا للإقبال الشديد الذي صاحب ظهور هذه النوعية من الأبواب وتحديدًا من بعد ثورة يناير.
هنا يقول وليد إبراهيم صاحب محل يعمل خصيصًا في مجال الأبواب المصفحة: كل النوعيات الموجودة من الأبواب في مصر هي أبواب مستوردة وتتراوح أسعارها على حسب بلد المنشأ الموردة للباب فمنهم الصيني وهو الأقل سعرًا بين الأبواب ويبدأ سعره من 1600 جنيه بتركيبه ويبلغ طوله 7 سم، بينما التركي وهو عبارة عن 2 كالون و15 لسان للغلق موزعة على حافة الباب ويتميز هذا الباب بأنه أكثر أمانا عن الصيني إلى حد ما ويتراوح سعره ما بين 200 وحتى الستة آلاف وهناك نوعان، الأول يبلغ سمكه 7 سم والآخر 10 سم ولكن على رأس هذه النوعية من الأبواب يأتي الألماني ولكن قليلين من يقبلون عليه نظرا لسعره الباهظ.

ويستكمل الحديث السيد محمد إبراهيم صاحب محل أبواب مصفحة قائلًا: "كنت أعمل في مجال الموبيليا والمطابخ ولكن بعد حالة الإقبال الشديدة التي صاحبت ثورات مصر وحالة الرعب التي انتابت الكثيرين رأيت أن العمل في استيراد الأبواب المصفحة والتعامل مع المدن الجديدة سيكون أفضل طريقة للكسب السريع وربما التعامل مع نوعية أبواب مثل الألماني تحديدًا، لأن القليلين في مصر من يستطيعون شراء هذه النوعية من الأبواب وربما كل الأبواب في مستوى الأمان قريبة جدا من بعضها ولكن يختلف الشكل والرقي من باب لآخر وقد يصل سعر الباب الألماني في بعض الأحيان إلى خمسين ألف جنيه ولذلك فقد يستغرق الاتفاق عليه الكثير من الوقت لإنهاء تفاصيل الاستيراد وهنا يأتي إلى الزبون راغبًا في شراء وتركيب باب مصفح وقد يطلب الألماني تحديدًا ولكن في كل الأحوال لا يقل سعر عن 12 ألف جنيه، حيث نقوم باستيراده ويأتي مغلفا ومغطى بالكرتونة الخاصة به وكل ما علينا هو أننا نذهب لتركيبه الذي يستغرق من ساعتين إلى ثلاثة ساعات.
ويضيف المستورد من الأبواب الألمانى محدود للغاية السوق وله شكلان الأول: بعمق وعرض 7 سم والآخر بعمق وعرض5 سم وقد يصل في بعض الأحيان إلى 10 سم ويزود بقلب نحاس وفي بعض الأحيان بنوافذ زجاجية ولكن الزجاج غير قابل للكسر أو الحرق بل مقاوم للحرق وقد تمت عليه الكثير من التجارب وأثبت نجاحا كبيرا.
اللافت، أن شراء البواب المصفحة لم يعد في ظل الظروف التي تعيشها مصر ضربا من الرفاهية، فقد اصبح من الأساسيات لدى مختلف الطبقات لأنه يلبي حاجة طبيعية هي الشعور بالأمان.لذا يقول صالح عصام، كان شراء تلك النوعية من الأبواب مقتصرا على طبقة الأغنياء ولكن الآن تأتي إلنا أسر تعيش في شقق بسيطة وفي بعض الأحيان تكون الأسرة بسيطة ولا تملك حتى من المال ما يجعلها قادرة على فرش منزلها فرشا كاملا ومع ذلك يكون الأهم بالنسبة لها شراء باب مصفح حرصا منها على سلامة أطفالها، لأن هذه النوعية من الأبواب صعبة الكسر وفيها عدد من الكوالين لا يمكن فتحها. وتتراوح أسعار الأبواب المصفحة من ألف جنيه وحتى الـ20 ألف جنيه على حسب قطر ومساحة الباب وهو المتحكم الأساسي في درجة الأمان.