الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تظاهرات فيرجستون بداية الكابوس الأمريكي.. العنصرية تطل بوجهها القبيح من جديد.. عدد قتلى السود يفوق البِيض بنحو 21 مرة.. منذ مقتل مايكل براون

تظاهرات فيرجستون
تظاهرات فيرجستون بداية الكابوس الأمريكي.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تؤكد الأزمة الحالية المندلعة في مدينة فيرجيستون بولاية ميسوري الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تزال مشبعة بنيران وأحقاد العنصرية رغم كل ما تدعيه من دعاوي الديمقراطية وانتهاء عهد العنصرية الأسود من التاريخ الأمريكي منذ فترة طويلة والذي توجته بنجاح الرئيس الأمريكي الأسود باراك أوباما في الانتخابات الأمريكية لدورتين متتاليتين والذي ظنه البعض إعلان لانتصار كفاح السود في أمريكا من أجل المساواة.
ولكن الأحداث الأخيرة التي اشتغلت جذوتها منذ شهرين تؤكد عكس هذه الإدعاءات وأثبتت أن بذور العنصرية ما زالت كامنة في النفوس ومستعدة لأن تطل بوجهها القبيح عند أول اختيار وهو ما أثبتته الأزمة الحالية المندلعة في مدينة فيرجيستون بولاية ميسوري منذ الثامن من أغسطس الجاري بعد أن قتل شرطي أبيض شابا أسود (18 سنة) دون أن يكون مسلحا، وتحولت المدينة على أثر هذه الحادثة إلى ساحة حرب وتم إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال واستدعاء قوات الحرس الوطني بعد أن عجزت الشرطة المحلية عن احتواء الاحتجاجات التي تحولت من مظاهرات سلمية إلى عمليات عنف ثم جرائم نهب وسلب جماعية

ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، حيث انتشر هذا النوع من الحوادث العنصرية منذ الستينات وحتى الآن إلا أن الحكومات المتعاقبة عمدت إلى تجاهل المشكلة المتعمقة الجذور في المجتمع الأمريكي مكتفية بإصدار بعض التقارير والتوصيات التي لم تسمن ولم تشبع من جوع.
وكانت إحدى أشهر تلك اللجان اللجنة الاستشارية حول الاضطرابات المدنية التي شكلها الرئيس الراحل ليونيد جونسون عام 1967 وأصدرت تقريرها في العام التالي، وأقترحت حلولا أهمها إطلاق مبادرات وتجارب جديدة لتغيير ما وصفته بنظام الفشل والإحباط المهيمن على الأقليات مع التوصية بتمويل غير مسبوق للنهوض بها.
وأكد هذا التقرير والتقارير التي تليه في أحداث مماثلة أن هناك دوافع كأمنة وراء تفجير غضب السود أهمها إحساسهم بالظلم والتهميش وعدم المساواة، وقلة الفرص التي يحصلون عليها، وتدني الخدمات المقدمة لهم على المستوى الاقتصادي والصحي والتعليمي، وقلة فرص العمل.
وقبل نحو عامين أصدر الدكتور ديفيد كلينجر أستاذ علم الجريمة في جامعة ميسوري تقريرا مهما أثبت فيه أنه في الفترة من 2008 إلى 2011 شهدت مدينة سانت لويس بالولاية 98 حالة إطلاق نيران مباشرة من ضباط صوب مواطنين، وهي واحدة من أعلى معدلات استخدام الأسلحة النارية من جانب الشرطة في الولايات المتحدة.


ووفقا لصحيفة "يو اس ايه توداي" نقلا عن إحصائيات حكومية أن شرطيا أبيض يقتل مواطنا أسود بمعدل مرتين أسبوعيا في أنحاء الولايات المتحدة، وفقا للأرقام المسجلة في الفترة من 2005 إلى 2012. وتبين الإحصائيات أن 18% من السود الذين قتلوا خلال هذه الفترة كانوا تحت 21 عاما.
وقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد "بيو" الشهير عن أن 80% من السود اعبروا أن ما يجري في ميسوري يثير قضايا مهمة حول العنصرية يجب مناقشتها، بينما انخفضت هذه النسبة بين البيض إلى 37% فقط، بما يعني أنهم لا يتعاطفون مع شكوى السود من أنه يجري اضطهادهم، فيما اعتبر 47% ممن شملهم الاستطلاع من البيض أن مسألة العنصرية أو الاضطهاد العنصري حظيت باهتمام في هذه القضية أكثر مما ينبغي.
واعتبرت الصحف الأمريكية المظاهرات التي تشهدها عدد من المدن الأمريكية على خلفية قرار أصدرته لجنة محلفين يوم الإثنين بعدم توجيه أية تهمة لرجل شرطة أبيض قتل شاب أسود يدعى مايكل براون في ضاحية فيرجسون في مدينة سانت لويس في أغسطس أنها "انتفاضة ضد العنصرية"، و"بالكابوس الأمريكي".




فيما قامت وكالة الأنباء العالمية "روسيا سيغودنيا" بمتابعة الأحداث وتحديث الأنباء حول المواطنين الأمريكيين الأفارقة الذين قُتلوا على يد رجال القانون، مؤكدة أنه من الصعب متابعة أعداد المواطنين الأمريكيين الأفارقة الذين قُتلوا على أيدي ضباط الشرطة، وذلك أنه لا يوجد أية إحصائيات أو تقارير التي قد تفيدنا بالقبض على المشتبهين بهم والقضاء عليهم.
إلا أنه وفقًا للتقرير الحديث، فعدد قتلى المراهقين والرجال الأفارقة الأمريكيين يفوق عدد نظيرهم البِيض بنحو 21 مرة. ومنذ التاسع من شهر أغسطس، تاريخ مقتل مايكل براون، سقط 12 مراهقًا قتيلًا على يد ممثلي السلطة القانونية.
ولا تزال العنصرية تلقى بظلالها المخيفة على المجتمع الأمريكي مهددة بويلات عظيمة على الرغم من تعمد الحكومات المتتالية تجاهل المشكلة بل وإنكار وجودها على الإطلاق.