الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"الأنبا ميخائيل" أسد الصعيد وعميد كهنة الكنيسة الأرثوذكسية رحل.. وذكراه تبقي

لأنبا ميخائيل
لأنبا ميخائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لأكثر من 60 عامًا منذ رسامته كأسقف، وهو يرفض الصلاة بعيدًا عن إيبراشية أسيوط، حتى إنه رفض السفر للخارج لتلقي العلاج.... إنه "الأنبا ميخائيل" مطران أسيوط ورئيس دير أبومقار، أقدم مطارنة الكرازة المرقسية الأرثوذكسية.
ولد الأنبا ميخائيل في عام 1921 وترهبن في 19 فبراير 1939م، وتمت رسامته كأسقف في 25 أغسطس 1946م، مطران أسيوط ورئيس دير أبومقار، منذ حوالي 62 عامًا، حيث سيم مطرانًا بيد البابا يوساب في 25 أغسطس 1946.

ترهبن بدير الأنبا مقار وعمره أقل من عشرين عامًا باسم متياس المقارى، كان شجاعًا دائم الدفاع عن الحق ما جعله يصطدم بممارسات رئيس الدير الخاطئة، وعنفه الراهب متياس عن سلوكه بكل وداعة؛ لكن رئيس الدير قرر أن يتخلص منه، وأصدر قرارًا بطرده، وفي الليلة نفسها ظهرت السيدة العذراء أم المخلص للأنبا يوساب بابا الإسكندرية وأمرته بالإسراع إلى دير أبومقار وأنه سيجد راهبًا اسمه متياس، عليه أن يرسمه مطرانًا على أسيوط التي كان كرسيها شاغرًا.
وأسرع البابا إلى الدير، وفوجئ الرهبان بزيارته واحتفلوا به؛ لكنه سألهم فورًا عن الراهب متياس المقارى، فظن الرهبان أنه سمع عن الخلاف بينه وبين رئيس الدير فقالوا له: إنه سيغادر الدير اليوم! فأجابهم قائلاً: نعم سيغادر الدير؛ لأنه سيرسم مطرانًا على أسيوط، ولم يكن يتجاوز عقده الثاني بعد.

وتمر الأيام ويرأس الأنبا ميخائيل دير أبومقار وجلس الأنبا ميخائيل على كرسي أسيوط في 25 أغسطس عام 1946 ولاقى معارضة شديدة من بشوات أسيوط لصغر سنه.
واجه الأنبا ميخائيل بشجاعة الإرهاب في أسيوط من سبعينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي ضد المحافظ المتطرف محمد عثمان إسماعيل، وحاول الرئيس الأسبق أنور السادات تشويه صورته أمام الشعب القبطي بعد اعتقال البابا شنودة ونشر شائعات عنه مفادها أن الأنبا ميخائيل يسعى لرئاسة الكنيسة القبطية.
ويعزو البعض كثرة ظهور السيدة العذراء في أسيوط منذ عام 1986 حتى عام 2007 في عيد ميلاده، إلى علاقته القوية بأم المسيح.
كما أن الأنبا ميخائيل المطران الوحيد في تاريخ الكنيسة الذي رفض الصلاة خارج إيبراشيته، ولو لمرة واحدة، كما أنه لم يترك مقر إيبراشية أسيوط لعشرات السنين، ولمواقفه يلقبه أقباط أسيوط بعدة ألقاب منها "شيخ أو عميد مطارنة مصر" و"أسد الصعيد"، "عميد أساقفة الصعيد"، كما يلقبونه أيضاً بـ"شيخ مشايخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية".

وهذه الألقاب لم تأت من فراغ، بل إنها نتاج مواقفه الحاسمة تجاه القضايا والمشكلات الخاصة بالكنيسة في أسيوط، والتي يتبع فيها أسلوبًا غريبًا بعض الشيء وهو الامتناع عن الاحتفال، وكان قراره بمنع الاحتفال هو أكبر عقوبة يمكن أن يصدرها، منها عندما قام بتهديد محافظ أسيوط اللواء نبيل العزبي، بإلغاء الاحتفالات بعيد السيدة العذراء بديرها بدرنكة، والتي تأتي في شهر أغسطس من كل عام، وذلك ردًا على رفض المحافظة بيع قطعة أرض بجوار الدير، بعد أن طلب منه الأنبا ميخائيل شراءها عدة مرات ووعده بشرائها، ولكنه لم يف بذلك الوعد، بل قام ببيعها لشخص آخر، وكان رد فعل مطران أسيوط ذا أثر بالغ على قرارات محافظ أسيوط، الذي عقد اجتماعًا موسعًا يضم المجالس الشعبية المحلية والمساحة وأملاك الدولة ليقدموا حلاً للمشكلة، واستقروا على تقديم مساحة 13 فدانًا في المنطقة الجبلية التي تقع في نطاق دير السيدة العذراء بدرنكة مجانًا، ولكن عمدة أساقفة الصعيد أراد أن يشكرهم فقرر شكرهم ببيان رسمي من مطرانية أسيوط حتى يعرف الجميع أنه لا خلافات بينه وبين المحافظة، وأن الاحتفال بصوم العذراء سيكون في ميعاده السنوي كالمعتاد في أغسطس. 
ومن المعروف عن الأنبا ميخائيل أنه رفض السفر خارج مصر للعلاج، في أثناء مرضه المفاجئ خلال شهر يوليو من العام الماضي، والذي اضطر الأطباء إلي أخذه للقاهرة للعلاج، في مستشفى الحياة وعندها تجمع الآلاف من أقباط أسيوط وبكوا كأنهم أطفالاً تركهم أبوهم.

وتوالت البيانات منه كان أولها ثاني يوم لذهابه للقاهرة ليطمئن أبناءه في أسيوط على صحته، ومحبتهم هذه لم تظهر حيث ذهب للقاهرة لكنه أيضًا عند رجوعه إلى مقر المطرانية، قوبل بالزغاريد والتجمعات الكثيرة وتجمع الآلاف أيضًا، ليكونوا في استقبال أبيهم الذي غاب عنهم للعلاج.
فى شهر مارس 2009 أعلن الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط ورئيس دير أبومقار وأكبر الأساقفة سنًا على مستوى الجمهورية استقالته من رئاسة دير أبومقار الموجود فى الكيلو 92 بطريق مصر إسكندرية الصحراوى ورفض الأنبا ميخائيل الإعلان عن أسباب استقالته التى كانت مفاجأة بالنسبة للجميع ويعتقد أن سبب الاستقالة هو كبر سنه وعدم استطاعته السفر والاهتمام برئاسة الدير.
ورحل الأنبا ميخائيل عن دنيانا يوم الأحد 23 /11 /2014 بأسيوط، عن عمر يناهز 93 عامًا.