سادت حالة من الذعر والخوف،
لدى أهالي محافظة البحيرة، بعد نفوق كميات كبيرة من الأسماك بفرع رشيد بنهر النيل،
بدائرة مركز المحمودية، خوفا من تسربها للأسواق وتداول بيعها.
البداية عندما تقدم جمال خطاب، المحامى
ورئيس لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين بالبحيرة، ببلاغ للمستشار عبد العزيز
عليوة، المحامى العام لنيابات شمال دمنهور بمحكمة المحمودية، حمل رقم 340 لسنة
2014، عرائض كلي شمال دمنهور، طالب فيه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد وزير الري والموارد
المائية بصفته، والتحقيق معه حول أسباب نفوق كميات جديدة من الأسماك بمياه فرع نهر
النيل برشيد، مطالبا في بلاغه بتشكيل لجان متخصصة لبيان أسباب نفوق الأسماك، وبيان
مدى تأثيرها على مياه الشرب وصحة المواطنين.
وعلي الفور قام قسم المسطحات المائية بمديرية
أمن البحيرة، وبالفحص، تبين نفوق كميات كبيرة من أسماك "السلفر" المتواجدة
داخل الأقفاص السمكية المشار إليها، وتم التنسيق مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة المحمودية،
وتشكلت لجنة من الإدارة الصحية، والإدارة البيطرية بالمحمودية، وجهاز شئون البيئة بالوحدة
المحلية، قسم المسطحات المائية بالمديرية، وأسفر ذلك عن تجميع كمية وقدرها 12 طنا من
الأسماك المشار إليها، وإرسالها للمدفن الصحى بإدكو، وتم التنسيق وإدارة حماية النيل
بدسوق، محافظة كفرالشيخ، لتوفير المعدات اللازمة لإزالة الأسماك النافقة، وتحرر عن
ذلك المحضر رقم 5829/2014 إدارى المركز وجار عرضه على النيابة العامة، وجار المتابعـة
لمعرفة سبب ذلك.
وأكد عبده فايد – صياد، أن مشكلة نفوق
الأسماك بنهر النيل موسمية تحدث كل عام في نفس التوقيت من منتصف نوفمبر حتى شهر يناير،
نتيجة زيادة نسبة التلوث بالمياه الناتجة عن صرف المصانع والشركات المخلفات بنهر النيل،
مما يتسبب في نفوق مئات الأطنان من الأسماك.
وأوضح فايد، أن هناك أقفاصا سمكية نفقت
أسماكها بالكامل، وتعرض أصحابها لخسائر فادحة وخسارة رأس مالهم، لافتا أن مهنة الصيد
أصبحت لا تدر دخلا الآن، قائلا: "البحر خلاص مافهوش سمك".
ومن جانبه، أعلن المهندس خالد حسين، رئيس
شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالبحيرة، حالة الطوارئ بالمناطق التي ظهرت بها أسماك
نافقة، كما أعلن أنه تم تشكيل لجنة من الشركة والصحة، لأخد العينات من المياه باستمرار
للتأكيد على سلامة المياه.
ووجه اللواء مصطفى هدهود، محافظ البحيرة،
بتشكيل لجنة من الوحدة المحلية لمركز ومدينة المحمودية وشرطة المسطحات المائية وحماية
النيل والثروة السمكية والإدارة الصحية، للمرور على سواحل نهر النيل أمام قرى مركز
ومدينة المحمودية، للوقوف على أسباب نفوق الأسماك أمام قرية ديروط، إضافة لعمل مسح
لجميع الشواطئ لانتشال أي أسماك نافقة تتواجد على طول الساحل وإعدامها، كما وجه المحافظ
بضرورة متابعة عينات مياه الشرب من المحطات التي تقع على فرع النيل بالمحمودية بمعدل
عينة كل ساعتين للتأكد من خلوها من أي ملوثات.
وانتهت اللجنة صباح اليوم، برئاسة المهندس
فتحي عبد الغنى، السكرتير العام المساعد، بأخذ عينات من تلك الأسماك وإرسالها إلى المعمل
الإقليمى بالقاهرة، ودفع حفارين من حماية نهر النيل، و2 عربة ولودر من الوحدة المحلية
لرفع الأسماك النافقة، ونقلها إلى المدفن الصحى بإدكو، وأكدت نتائج تحاليل الخاصة بمعامل
شركة المياه ومديرية الصحة مطابقة تلك العينات للمواصفات والاشتراطات وخلوها من أي
ملوثات، وجار متابعة أخذ العينات.
ودفعت شرطة المسطحات المائية بـ"لنش"
لسحب الصناديق المخالفة المتواجدة بالمياه وبها أسماك نافقة، لرفعها إلى الشاطئ وإرسالها
للمدفن.
