الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المصالحة.. كامب ديفيد جديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل يقبل الشعب المصرى المصالحة؟ سؤال يجب على القيادة المصرية البحث عن إجابته قبل اتخاذ القرار النهائى بشأنه، فما فعلته قطر مع المصريين لن يمر مرور الكرام على الإطلاق، فلن ينسى الشعب المصرى أن دماء أبنائه أهدرت، واغتيلت أحلام بعضهم، بسبب المال القطرى العفن، كلا ليس المال لوحده، بل الأشخاص أيضا، فهناك قطاع كامل فى جهاز المخابرات القطرى يخطط ويجهز لعمليات تخريبية ضد مصر، بزعامة ورئاسة حمد بن جاسم وزير الخارجية القطرى السابق، وبعلم ومعرفة حمد بن خليفة وزوجته موزة، وهناك عمليات أشرف على تنفيذها ضباط من قطر.
حتى بعد انقلاب الولد تميم على أبيه حمد بن خليفة وأمه موزة، لم يتغير الوضع، بل زاد الأمر سوءا.. فعن أى مصالحة يتحدثون؟
والحديث عن أن الشعب القطرى ليس الحكومة القطرية، وأن الشعب القطرى شقيق الشعب المصرى، وما إلى هناك من شعارات رنانة يطلقها البعض هنا والبعض هناك، ليس سوى فقاعة صابون، فالنفوس لن تتغير بهذه السهولة، فالدم لن يُنسى على الإطلاق.
ومهما قدمت قطر من تنازلات واعتذارات وتعهدات للجانب المصرى، يجب أن تعلم جيدا، أن الشعب المصرى سيظل على موقفه، ولن يتجاوز عن السقطات الأخلاقية، والجرائم القذرة التى فعلها الجانب القطرى. 
ولن أكون مبالغا إذا قلت إن المصالحة -إن تمت- ستكون كامب ديفيد ثانية، بل ربما أكثر إيلاما لنا، فالأولى عقدها السادات وهو منتصر مع عدو صهيونى حاربناه ما يزيد على ثلاثة عقود، والثانية جاءت من شقيق أو كنا نعتبره كذلك، قام بتوجيه الطعنات لنا فى وقت كنا فيه أحوج ما نكون إلى المساندة، غدر بنا وقدم درسا متفردا فى الخيانة، غلب خسة اليهود ونذالتهم المعهودة.
إن قطر اختارت بإرادتها الحرة أن تكون فى صف أعداء الوطن، لم يجبرها أحد على ذلك، بل كابرت وتصدرت المشهد، وفتحت خزائنها لشن الغزوات علينا، ولن أقول حكومة فقط، فالمشهد لدى أن القطريين بما فيهم العائلة الحاكمة موقفهم واضح ومعروف، وإن أراد الشعب القطرى أن يتطهر مما فعلته عائلته الحاكمة فعليه بتغييرهم، بسحقهم، بإعدامهم، حتى يؤكد لنا موقفه منا، حتى يؤكد على أخوته لنا كشعب مصرى.
ومهما قيل عن العمالة المصرية فى قطر، والخطر الذى يهددها من جراء الخلاف الكبير، وأن قبول المصالحة هو الأمر الأكثر عقلانية هو كلام فارغ من وجهة نظرى، فالمساس بالعمالة المصرية شىء، وما فعلته قطر شىء آخر.. فالوجه المصرى الآخر لم يظهر بعد، وإن حاول القطريون إظهاره، فسيجدون أميرهم وعائلته فى «شوال» خيش.
دويلة قطر ارتمت فى أحضان عشيقها العم سام، ليفعل بها ما يشاء، ويمتطيها وقتما أراد، لكنها لم تقرأ التاريخ، لم تعرف أن عروبتها هى السبيل الوحيد لأمانها، حتى إن اختلف العرب بعض الوقت، فالولايات المتحدة ستلفظها بمجرد انتهاء شهوتها، وستتركها لقمة سائغة فى فم الإيرانيين ليأخذوا دورهم بعدها فى امتطائها، ووقتها ستصرخ بأعلى صوتها لنجدتها.
إن الرئيس السيسى يدرك أكثر من أى مصرى مدى تورط قطر وحكامها فى الجرائم التى ارتكبت داخل القطر المصرى، وما يعرفه الشعب لن يتعدى أكثر من 10% من الحقيقة، ورغم ذلك فهو الأكثر دراية بمصالح مصر وأمنها القومى، وعليه فإن القرار بقبول المصالحة أو لا يترك لمجلس الأمن القومى المصرى برئاسته، ولن يتدخل الشعب فيه، فالشعب المصرى سيتخذ قراره بنفسه بعيدا عن القرارات الرسمية، فمصر الآن ومن قبل وفى المستقبل ستظل دولة صديقة لإسرائيل على المستوى الرسمى، لكنها لا تزال وستظل تعتبر الكيان الصهيونى العدو الأبدى لها على المستوى الشعبى.