الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تاريخ الانحطاط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الذي دفعني لاختيار هذا العنوان، وأتمنى أن تكون هذه المقالات سلسلة نتذكر فيها معاً تاريخ الانحطاط على كل المستويات وخاصةً الانحطاط الأخلاقي لقول الشاعر:

      إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .:. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا 
فالذي دفعني لذلك هو انتحار الشابة "زينب المهدي" التي كانت من النشطاء والداعمين لحملة "أبو الفتوح" ومرت برحلة صعبة لا يتحملها عقلها الصغير وعمرها القصير فهو عقل بلا تجارب وبلا شكوك مفترض فلم يتحمل هذا العقل البريء قسوة التجربة فأقدمت زينب على الانتحار ونحن حتى الآن لا نعرف الدافع الحقيقي وراء إقدام زينب على الانتحار وما نقوله هو عموميات.
والذي أحزنني بشدة ولكنه لم يصبني بغرابة هو هذا الاستغلال المنحط لمأساة زينب المهدى، فجماعة الإخوان الإرهابية والتي تجيد فن "الردح" على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت، إن آخر كلمات زينب أنها قالت (يسقط حكم العسكر) وأنها أصيبت باكتئاب بسبب حكم العسكر ورد الآخرون المعادون للإخوان بأن زينب كانت من نشطاء حملة دعم "أبو الفتوح" وأن الإخوان قاموا بخطفها عندما كانوا على عداء مع أبو الفتوح وحدث ما حدث وأصيبت زينب باكتئاب وخلعت الحجاب وارتدت عن الدين لأنها حدث لها صدمة ممن يحملون رسالة يزعمون بأنها نصرة للدين، ودخل آخرون على الخط "خط الانتهازية" قائلين: إن سبب إصابة زينب بالاكتئاب هو عملية ختان أجريت لها... إلخ. 
الكل يستغل المأساة لتسويق بضاعته المزجاة، وحقيقة الأمر أن زينب دفعت حياتها بسبب هذا الانحطاط الأخلاقي والاستغلال الأمثل لقضايا الشباب والأمة واستغلال آلام الناس ومعاناتهم لتحقيق مكاسب حزبية أو سياسية دنيئة فقررت أن أكتب عن بعض السلوكيات المنحطة والمخادعة التي يعتنقها الشباب البريء ثم يكتشف أكاذيب، فيكفر بها وتحدث له هذه الحالة. حالة فقدان الثقة والكفر بكل ما حوله صادقاً كان أو كاذباً... وسوف أبدأ بسرد قصة بمناسبة زينب – متعلقة بزينب الغزالي الداعية الإخوانية القديمة – فعندما سألت زينب الغزالي عن البيعة لجماعة الإخوان قالت إنها بايعت حسن البنا فتجب الحاضرون حيث إن حسن البنا كان قد مات، فقالت إنها بعد صلاة العشاء كانت في حالة روحانية عالية فحضرها الإمام حسن وقال لهم ألم يأن تصحيح إسلامك يا زينب وتعملين من خلال جماعة الإخوان؟ فسلمت عليه وقلت له أنا تحت أمرك يا إمام، فمد يده لكي أبايعه فوضعت يدي في يده وأطبق على يدي بيده الأخرى، وردد قسم البيعة وأنا رددت خلفه.
فمثل هذه التخاريف يؤمن بها الشباب البريء وعندما يكبر عقله يشعر بأنه كان ساذجاً إذ إنه كيف كان يؤمن بمثل هذه التخاريف أما أن أكتشف هذا السخف مبكراً فهو تحدث عنده صدمة نفسية .
فأولاً: تعليقاً على تخاريف "زينب الغزالي" أن الإسلام قبل حسن البنا كان صحيحاً ولم يتم تصحيح الإسلام ببعث حسن البنا فالتعبد إلى الله لا يحتاج لظهور حسن البنا حتى يكون شاهداً على صحة أو بطلان إسلام الناس. 
ثانياً: أن بيعة النساء في الإسلام ليس فيها ملامة الأيادي كما زعمت زينب الغزالي وعلق بعض الخبثاء على هذه البيعة بأن الحالة الروحانية التي كانت عند زينب الغزالي هي أغنية كوكب الشرق أم كلثوم "هات عنيك تسرح في دنيتهم عنيا .. هات إيديك ترتاح بلمستهم إيديا .. يا حبيبي تعالى". 
تخاريف رابعة العدوية بأن جبريل بشرهم بالنصر فإذا بالهزيمة الساحقة والهروب في زي النساء والمنتقبات فماذا يصدق الشاب البريء الصغير أمثال "زينب المهدي" هل يصدق جبريل الذي وعده بالنصر الذي لم يتحقق بل حدثت الهزيمة أما يصدق القيادات الضالة التي تتلاعب بأصحاب العقول البريئة؟.
ماذا يفعل صاحب العقل البري وهو يرى شيخاً كبيراً أبيض شعر رأسه وشعر لحيته وهو يخطب ويقسم بالله بأن مرسي راجع راجع وإن من يشك في رجوع مرسي كمن يشك في وجود الله!
ما هذه التخاريف المدمرة لعقول الشباب وعندما يحدث العكس ألا وهو عودة مرسي إلى السجن مرة أخرى راجع راجع فبعض الشباب يكفر ويترك الدين إلى الإلحاد ولعل الأزهر رصد حالات الإلحاد في مصر بعد ثورة 25 يناير إلى 30 يونيو فوجد أن أكبر موجة إلحاد حدثت في مصر هي أثناء حكم جماعة الإخوان لأن ما حدث عند الاتحادية للمعترضين على الإعلان الدستوري الذي أعلنه مرسي أصاب عدداً كبيراً من الشعب المصري بالإحباط بسبب الممارسات القمعية لجماعة الإخوان وأستقواء هذه الجماعة بأفرادها على الشعب وتأكد الشعب أن الإخوان سوف يمارسون عمليات سحق لخصومهم بدأت بتكفير الخصوم ووصفهم بأنهم علمانيون وفلول وحقيقة الأمر أن جماعة الإخوان ليس لديها أي موانع أخلاقية تمنعهم من إلصاق التهم بالخصوم عندما يسمع الشباب البريء أن رسول الله " صل الله عليه وسلم " حضر إلى رابعة العدوية و ألتقى بمرسي وطلب منه أن يتقدم للصلاة فيكبر الناس ويهللون ويستبشرون بوعد النبي " صل الله عليه وسلم " ثم يحدث العكس الهزيمة والانكسار والهروب في زي النساء وحلق اللحي كيف تتحمل العقول الصغيرة هذه المتناقضات ومن الذي يخطب في الناس ويروي لهم قصة حضور النبي "صلى الله عليه وسلم" إلى رابعة وتبشيرهم بالنصر هو أستاذ التاريخ الإسلامي د/ جمال عبد الهادي. 
كيف تتحمل هذه العقول التناقضات وخاصة فيما يخص الدين الذي هو ثوابت عند كل من يعتنقه؟ كيف تشكك هذه العقول في الثوابت التي يعتقدها؟ كيف يكون حال الشاب عندما يرى الثوابت تنهار وتتحول إلى متغيرات كاذبة مخادعة؟
والذي أريد أن أنبه إليه كل الشباب الغافل أن جماعة الإخوان لا علاقة لها بقضايا الأمة على جميع تفريعاتها إلا إذا كان وراء هذه القضايا مغنم لهم ولجماعتهم – كجمع التبرعات والحصول على تمويل والاستحواذ على جمعيات أهلية أو مكاسب – ولعل موقف الرئيس الفلسطيني أبو مازن بتأكيد أن يكون إعمار غزة خاضعا لجهتين فقط الرئاسة الفلسطينية والدول المانحة ونزع هذه الميزة من منظمة حماس التي كانت تحصل على كل التبرعات لصالح تنظيم الإخوان الحمساوي وتحرم كل أبناء القطاع منه وخاصة الذين على خلاف سياسي مع حماس مثل منظمة فتح ولعل حماس ردت على أبو مازن بتفجير بيوت الفتحاوية وتفجير المنصة المعدة للاحتفال برحيل الرئيس الفلسطيني السابق / ياسر عرفات رمز كفاح الشعب الفلسطيني وحتى لا يصدم الشباب فكل قضايا الإخوان التي تبنوها وسوف يتبنوها في المستقبل فلابد أن تعود بفائدة على التنظيم الدولي ولو يعلم الشباب ما حصل عليه الإخوان من وراء قضايا فلسطين وأفغانستان والبوسنة وغيرها من التجارة بآلام الشعوب الإسلامية لكفروا بهذه الجماعة التي ما زالت تعرضهم لبطش الأنظمة وتعرضهم للصدام مع شعوبهم وهم يتجولون في العالم "استبايول – الدوحة – لاهور – لندن ... إلخ لجمع المال" واكتنازه مقابل العمالة وتنفيذ المخططات الأجنبية لتدمير المنطقة وتنفيذ الأجندات الأجنبية وسوف نواصل الكتابة في سلسلة تاريخ الانحطاط ونذكر مدى عمالة هذا التنظيم للجهات الأجنبية ويكفي أن عصام العريان في جريدة الحياة اللندنية العدد (16767) قال إن مقر الإخوان كان قبلة لرجال السفارة الأمريكية بالقاهرة للتعرف على أحوال المنطقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكنا نمدهم بكافة المعلومات وكان لي النصيب الأكبر في هذه اللقاءات... إلخ. 
وقد قام نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك بالحصول على بعض التسجيلات لهذه اللقاءات التي كانت تتم بمقر جماعة الإخوان وقام بتقديم عصام العريان ومعه مجموعة من قيادات الإخوان للمحاكمة وحكم على عصام العريان عضو مجلس شورى جماعة الإخوان بخمس سنوات سجنا والتهمة هي التخابر مع دولة أجنبية.