الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التونسيون يقررون اليوم مصير ثورتهم.. ملهمو "الربيع العربي" يختارون بين السبسي العلماني والمرزوقي الإخواني.. 11 ألف لجنة تستقبل نحو 5، 3 ملايين ناخب.. ومخاوف من أعمال عنف تعقب الانتخابات

الانتخابات في تونس
الانتخابات في تونس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ استقلال تونس الخضراء عن فرنسا عام 1956 لم يتقلد كرسي الرئاسة فى تونس سوى الحبيب بورقيبة الملقب بأبو الاستقلال والذى انقلب عليه رئيس وزرائه زين العابدين بن على فى نوفمبر 1987 ، وهو نفس التاريخ الذى اختاره التونسيون لاختيار رئيس جديد لتونس خلف للرئيس زين العابدين الذى خلعه التونسيون فى ثورة الياسمين فى عام 2011.
وتشهد تونس اليوم الأحد انتخابات تعد علامة فارقة في تاريخ التونسيين بكل طوائفهم، لانها تأتي تكليلا لنجاح الشعب الذي فجر الثورة في المنطقة العربية بأكملها وكان بمثابة البركان الذي تطايرت حممه الثائرة لتطول جميع الدول العربية وتلهب أراضيها بمطالبات الحرية والديمقراطية، حيث تمكنت الدولة العربية من اجتياز الاختبار بنجاح وتمكنت من الابتعاد عن العنف والفوضى السياسية التي عانت منها الدول العربية الأخرى أثناء الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية، لكن الشباب الذى فجر الثورة ينتخب اليوم العواجيز.
فمنذ الساعة الثامنة صباح اليوم الاحد فتحت لجان الاقتراع التونسية ابوابها امام مواطنيها لاختيار أول رئيس بعد ثورة الياسمين في 2011 ليحكم البلاد لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. .
واشارت تقارير صحفية تونسية الى أن الناخبين التونسيون اليوم ينهون عملية الانتقال للاستقرار السياسي بعد حوالى اربع سنوات على ثورة الياسمين.
وأوضحت التقارير أن نحو 5,3 ملايين ناخب تم دعوتهم في أول انتخابات رئاسية تعددية منذ ثورة 2011 وسط تدابير أمنية مشددة تحسبا لأي تهديد إرهابي، مضيفة أن نحو 11 الف لجنة تستقبل جمهور الناخبين في ربوع تونس حتى اغلاق اللجان في الساعة السادسة مساء .
وتشير التقارير الى احتمالية فوز الباجي قائد السبسي (87 عاما) زعيم حزب نداء تونس العلمانى الذي فاز بـ86 مقعدا في البرلمان إثر الانتخابات التشريعية في 26 أكتوبر التي أشادت الأسرة الدولية بطابعها الديمقراطي ، ويلي السبسي رئيس الفترة الانتقالية المنصف المرزوقى المدعوم من جماعة الاخوان المسلمين وحزبها النهضة الذي حكم من نهاية 2011 إلى بداية 2014 وحل ثانيا في الانتخابات التشريعية والذى تخلى عن تقديم أي مرشح مؤكدا أنه يترك حرية الخيار لاتباعه لانتخاب رئيس "يشكل ضمانة للديمقراطية".
ويتنافس في هذه الانتخابات 27 مرشحا على المقعد الرئاسي من بينهم مناضلون سابقون ضد الاستبداد ووزراء سابقون عملوا مع نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، فضلا عن رجال أعمال وقضاة وإعلاميون، وأعلن خمسة مرشحين انسحابهم من السباق.
ووفقا لجميع استطلاعات الرأي، فمن المرجح فوز المرشح الرئاسي الباجي قائد السبسي، البالغ من العمر 88 عامًا، رغم أنه عمل بشكل بارز في اثنين من الأنظمة الاستبدادية، مما يهدد بالقضاء على مكاسب الثورة التونسية والعودة إلى الحكم الاستبدادي مرة أخرى، ونعرض مجموعة من المرشحين الأوفر حظا بالفوز في تلك الانتخابات:
ا

لباجي قائد السبسي:
على الرغم من تقدمه في العمر، حيث يكمل عامه الـ88 في نوفمبر الحالي، إلا أنه يعتبر الأوفر حظا للفوز في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة فجرها الشباب.
والسبسي الذي يعرف "بالعجوز الداهية" لديه تاريخ سياسي عريق، حيث أسس حزب نداء تونس في 2012 الذي تمكن من تحقيق فوز باهر في الانتخابات التشريعية الأخيرة، والذي حصل على المركز الأول بـ86 مقعدًا من جملة 217 في البرلمان.
وقد كان السبسي رئيسًا للوزراء في الحكومة الانتقالية الثانية بعد الثورة في الفترة ما بين 27 فبراير وحتى 13 ديسمبر 2011، وتقلد مناصب وزارية في حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وأبرز الحقائب الوزارية التي تولاها وزارتي الداخلية والخارجية، كما ترأس البرلمان في حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في بداية التسعينات.


المنصف المرزوقي:
ويعتبر المنافس الأبرز للسبسي، حيث يحتل المركز الثاني في استطلاعات الرأي، ويعرف المرزوقي بأنه كان من أشد المعارضين ضراوة للنظام الاستبدادي السابق، أسس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وتم انتخابه بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011 رئيسًا مؤقتًا لتونس من قبل أغلبية المجلس بدعم من حركة النهضة وحزب التكتل وحزب المؤتمر الذي يرأسه شرفيا المرزوقي.


حمة الهمامي:
سياسي يساري تونسي والناطق الرسمي باسم حزب العمال ومن أبرز الوجوه السياسية على الساحة التونسية حاصل على الأستاذية في الآداب العربية وكان من أبرز وأشد المعارضين لنظامي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي من بعده.
بدأ حمة الهمامي نشاطه السياسي سنة 1970 في الحركة الطلابية واعتقل لأول مرة سنة 1972 على إثر مشاركته في أحداث ما يعرف بالسبت الأسود والتحق عام 73 بمنظمة آفاق العامل التونسي الماركسية اللينينية المحظورة وبسبب انتمائه لهذه المنظمة حكم عليه بعد عامين من التحاقه بها بالسجن 8 سنوات ونصف قضى 6 سنوات منها وتعرض فيها للتعذيب الوحشي ثم أُرسل للعلاج في فرنسا على حساب الدولة، وكانت هذه هي الحالة الوحيدة التي اعترف فيها بورقيبة ضمنينا بوجود التعذيب في السجون التونسية، وقد ساهم بعدها في سنة 1986 في تأسيس حزب العمال الشيوعي التونسي وعين ناطق رسمي باسمه.


نجيب الشابي:
ساهم في تكوين الخلايا الأولى للبعث في تونس، واعتقل في 1968 عقب التحرّكات الطلابيّة وحكم عليه بـ11 سنة سجن قضى منها سنتان ثمّ تمّ تحويله للإقامة الجبريّة بالشمال الغربي، عاد إلى تونس سرّا في 27 ديسمبر 1977 وأسّس حزب "التجمع الاشتراكي التقدمي" الذي تحصّل على تأشيرة العمل القانوني سنة 1983.
أعلن سنة 1991 القطيعة مع نظام بن علي بسبب معارضته للنهج الأمني في معالجة القضايا السياسية، ترشّح سنة 2004 وسنة 2009 للانتخابات الرئاسية لكنّ ترشّحاته كانت تواجه بتعديلات دستوريّة تقصيه في كلّ مرّة، انظمّ إلى أوّل حكومة بعد الثورة واختار تولّي مهمّة وزير التنمية المحلّية.


مصطفى بن جعفر:
وهو سياسي تونسي وأمين عام حزب التكتل، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي منذ 22 نوفمبر 2011، ومرشح للانتخابات الرئاسية التونسية 2014.
انتمى منذ نهاية الخمسينات إلى الحزب الحر الدستوري الجديد، ولكنه خرج عنه في السبعينات مع المجموعة التي ستعلن سنة 1978 عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، والتي كان هو نفسه أحد مؤسسيها، وإثر التحول الذي سلكته حركة الديمقراطيين الاشتراكيين برئاسة محمد مواعدة سنة 1991، أعلن عن معارضته للتوجه الجديد، فرفت من الحركة سنة 1992.
وأسس سنة 1994 التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، كما ساهم سنة 1996 في تأسيس المجلس الوطني للحريات بتونس، قدم ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2009 إلا أن المجلس الدستوري لم يقبله بداعي أنه غير منتخب كأمين عام لحزبه، بعد الثورة التونسية رفض المشاركة في حكومة محمد الغنوشي التي اقترحت عليه حقيبة الصحة العمومية.
انتخب رئيسًا للمجلس الوطني التأسيسي في 22 نوفمبر 2011 بأغلبية 145 صوتًا مقابل 68 صوتًا لمنافسته مايا جريبي زعيمة الحزب الديمقراطي التقدمي اليساري.


الهاشمي الحامدي:
الزعيم الحالي لحزب تيار المحبة الذي فاز بمقعدين في الانتخابات التشريعية، له شعبية في الأوساط الفقيرة في الجنوب التونسي، حقق حزبه السابق العريضة الشعبية مفاجأة كبيرة في انتخابات المجلس التأسيسي لعام 2011 بعد فوزه بالمركز الثاني لكن هيئة الانتخابات خفضت مقاعده بسبب بعض التجاوزات.


كلثوم كنو:
رغم ضآلة فرصتها في الفوز بالانتخابات الرئاسية إلا أن "كنو" تبقي أول مرأة ترشح نفسها للرئاسة في تاريخ تونس، وهي قاضية شغلت منذ 1984 منصب ملحقة بالتفقد في الإدارة العامة للمالية حتى عام 1989 ومن ثم عينت قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بـالقيروان، ثم تم نقلها إلى توزر ثم تونس وهو منصب نادرًا ما يتم اسناده لامرأة.
انتخبت كمفوضة باللجنة العليا للحقوق في ديسمبر 2010. وفي سبتمبر 2014 ترشحت ضمن 26 رجلًا لمنصب رئاسة الجمهورية.
وقد كانت كلثوم كنو من أبرز القضاة المدافعين عن استقلال القضاء في عهد الرئيس المخلوع وهو ما تسبب في تجميد ترقيتها لسنوات إضافة إلى الخفض من أجرها دون مبرر.


عبد الرزاق الكيلان:
عميد المحامين السابق وأصبح أحد وزراء حكومة الترويكا السابقة بعد انتخابات المجلس التأسيسي عام 2011.
عين سفيرًا لدى بعثة الأمم المتحدة في جنيف إلى غاية 2014، يخوض معركة الرئاسة كمرشح مستقل لكن حظوظه في الفوز أو المرور للدور الثاني ضئيلة جدًا بحسب استطلاعات الرأي.