الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"السيسي" في حوار لصحيفة "الرأي العام" السودانية: رفضنا التصعيد تجاه تصريحات "البشير" قبل زيارته للقاهرة.. التيار الديني لديه مشكلة في البناء الفكري.. ونحب الخير لكل الشعوب

السيسي
السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أدلي الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحوار شامل لرئيس تحرير صحيفة "الرأى العام" السوادنية ، خلال استقبال الرئيس له بالقاهرة ضمن الوفد الإعلامى السوادنى الذى زار مصر بقيادة وزير الدولة للإعلام السودانى ياسر يوسف.
وفيما يل نص الحوار الذي نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد:
الصحيفة: فخامة الرئيس هل ما تم الاتفاق عليه بين السودان ومصر في قمتكم الأخيرة مع الرئيس البشير كاف لوضع العلاقات في مسارها الصحيح؟
الرئيس: أقول لك إن مسيرة الاتفاقيات المشتركة بين السودان ومصر ليست كافية إذا قارناها بما يربط بين البلدين من علاقات ومصالح مشتركة، وأكبر حجم من التعاون بين الخرطوم والقاهرة مطلوب نحتاج للتحرك تجاه بعضنا البعض بإيجابية أكبر، أن مصر والسودان وأثيوبيا دول عدد سكانها 200 مليون نسمة، وهذا سوق لو تم توظيفه لخير الشعوب سننجح إذا صدقت نوايانا وحرصنا على أن تكون مصالحنا واحدة.
الصحيفة: ما هو الضامن الحقيقي لهذه العلاقات من وجهة نظركم سيما أنها تتعرض دائما للانتكاسات؟
الرئيس: ستتطور العلاقات وتتقدم دائما إذا صدقت النوايا وبحثنا عن مصالحنا واصبحنا يدا واحدة، وفكرنا في أن نحب الخير لكل الشعوب، يجب أن نمضي جميعا باتجاه مصالح بلدينا، وأن كان هناك ما استطيع أن أقدمه سأقدمه، "ياريت كل الخير اللي عندي أقدر اٌدم هولك" وسنعمل على أن نتقدم دوما.
الصحيفة: العلاقات بين السودان ومصر ظلت تتأرجح دائما بين التقدم والتراجع مما يضعف من إشفاق الشعبين الدائم على مسيرتها مهما توافرت فرص النجاح؟
الرئيس: صحيح العلاقات مع السودان لم تمض على نسق واحد تتقدم وتتراجع، وأنا اقول"عاوزين نمضي في سياق واحد، ولا بد أن نصبر على بعضنا، إذا كنا حريصين على بعضنا وصبرنا على بعض وعذرنا بعض فيما اختلفنا حوله فمن المؤكد أننا سنمضي للأمام"، فمثلا الموقف المصري الرسمي من تصريحات الرئيس عمر البشير قبل زيارته للقاهرة بشأن حلايب لم نتعامل معها عن طريق ردة الفعل، وحرصنا على أن لا يتم أي تصعيد لأن الحرص على العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين أكبر وأن ما يجمع أكثر مما يفرق.
الصحيفة: هل تتفاءل بعد تراجع العلاقات؟
الرئيس : بالتأكيد إذا وصلنا إلى الرقم 6 على 10 في العلاقات فالخطوة القادمة ستكون 7 سنتقدم للأمام دوما لأن هذه إرادتنا وتوجهاتنا التي ارتضيناها، تواثقنا وتعاهدنا واتفقنا على أن نمضي إلى الأمام دوما وبثبات، وسنكون دائما مع بعضنا البعض لأن لدينا التزاما تجاه الشعبين الشقيقين في السودان ومصر.


الصحيفة: لكن المأثور هو التراجع في العلاقات؟ 
الرئيس: مش عاوزين نتراجع تاني ستجدوني حريصا على أن لا نتراجع أو تنتكس العلاقات بين السودان مصر لدينا الكثير الذي يمكن ان نفعله تجاه شعبينا وبلدينا.. وأؤكد لك أننا في مصر ننظر للسودان بكل الود والتقدير والحب ونتمنى أن نرى السودان دوما بخير وفي أمن واستقرار، لن نتقاطع معكم لآن مصالحنا هي مصالحكم، وهذا حديث سأحاسب عليه يوم القيامة، ومن المهم أن نكون مسلمين حقيقيين في التزامنا تجاه بعضنا البعض بالمصلحة المشتركة لا المصلحة العابرة.
وقال " إن النظام السابق في مصر لم يدرك حجم المسئولية وعظم التحدي، وتعاملوا على انهم سيقدرون عليه لوحدهم.. وده مش صحيح، وأنا أتساءل دائما لماذا يكون خيارنا تصادميا؟ واقسم بالله العظيم لم أقبض على أي شخص حتى تلاوة البيان، ولم يكن هناك ما يستحق التصادم، والجماعات الدينية تتصور دائما أنها الأصح مع أن حكمها تجربة بشر ومن المؤكد أنها ليست مقدسة، وهي قابلة للتصويب والتصحيح والمراجعة، وأنا أقول أن التيار الديني لديه مشكلة في البناء الفكري وليس لديه القدرة على احتواء الآخرين وهذه مشكلة، وكل من يضع الدين واجهه تحدث منه مشكلات.
حتى الآن التحدي الذي تواجهه مصر كبير يتطلب التكاتف حتى نعبر ما نواجهه التحديات، وأن أكبر تحد هو الوعي والإدراك لما يحيط بنا من مشكلات ، وقد عاهدت الشعب المصري منذ أول يوم أن أكون صريحا معه دائما، لأني وجدت أن فاتورة الصراحة أقل بكثير من كلفة إخفاء الحقائق.. والتحديات الموجودة تجعلنا من المهم جدا أن نتعاون لمواجهتها حتى في تجربة دولة جنوب السودان، كنت قد زرت السودان حينما كان الفريق شرفي مديرا للمخابرات، وقلت له حينها أن التحديات في دولة الجنوب ستجعلهم يتقاتلون.
الصحيفة: وماذا عن القضايا الخلافية بدون تفاصيل؟ 
الرئيس: سنتعاون ونتآخى ونتحاور حتى في القضايا الخلافية وصولا إلى حلول مرضية... فنقاط الاتفاق بيننا أكثر من نقاط الاختلاف، وأقول نحن حتى في مشروع سد النهضة نتفهم مطالب الآخرين لإحداث التنمية وننظر لها بعين الاعتبار ، ولكننا نذكر أن مصر تعيش كلها على مياه النيل، وأننا بالتحاور والتعاون والتفاهم سنصل إلى حلول لقضايانا الخلافية.
الصحيفة: فخامة الرئيس تبدو واثقا من مستقبل العلاقات مع السودان؟
الرئيس: نحن واحد في السودان ومصر، ما نتفق عليه أكثر مما نختلف عليه.. بالتأكيد سنتجاوز أشياء كثيرة جدا إذا عملنا بشكل توافقي وتصالحي لتحقيق مصالحنا المشتركة، وأنا هنا لا أعني السياسيين فقط، وأنما أعني أيضا المثقفين والإعلاميين وأعدكم أنكم لن تجدوا مني إلا كل طيب لتحقيق الأهداف والآمال والطموحات المشتركة.


الصحيفة: كيف ينظر الرئيس السيسي إلى أداء ودور الإعلام بين البلدين خاصة وأنكم وجهتم بأن يلعب الإعلام دورا إيجابيا في المرحلة المقبلة؟
الرئيس: أنا ضد الإساءة لأي أحد أو أي دولة لأن هذا لا يعبر عن وعي ولا عن منطق أو إدراك، خاصة أننا نريد أن نعلم الناس الوعي، ولابد للإعلام أن يكون عفا وموضوعيا ومسئولا ومهنيا، كما لابد أن يلعب دورا إيجابيا في بناء علاقات استراتيجية بين البلدين، وانصح الإعلاميين في مصر والسودان: قبل أن تقول كلمة تدبر وفكر..يا ترى تأثيرها حيكون أيه، وأصدقكم القول أنا منذ تسلمت مسئوليتي لم أقل كلمة مسيئة في حق أحد... والإعلام خط ثابت في العلاقات بين مصر والسودان، وهناك فرصة عظيمة لإعلام البلدين في هذه المرحلة التي تقتضي قدرا من النزاهة والمهنية واستصحاب حساسية وأهمية المصالح المشتركة، وأن الإعلامي في تعامله مع مهنته أما أن يؤجر أو يؤثم، ويجب أن نبحث عن مدرسة الإسلام في الإعلام لأنه من المهم جدا تحري الصدق فيما نكتب أو نعبر عنه.
الصحيفة: رسالتكم إلى الشعب السوداني؟
الرئيس: أقول للشعب السوداني الشقيق قاطبة: كونوا كتلة واحدة ويدا واحدة ولا تختلفوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، ففي السودان ما يكفيكم لو توحدت إرادتكم، ولفخامة الرئيس عمر البشير، لك كل الحب والتقدير وأتمنى لك دوام التوفيق.