الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

"لوفيجارو" الفرنسية: كوباني مقبرة "داعش"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يمكن لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أن يحجب عن الأنظار، حجم الانتكاسة والضربات الكثيرة التي تعرض لها، والتي حدت من ديناميكيته السابقة، وأجبرته على التراجع في أكثر من مكان، رغم القدرات الكبيرة التي لا يزال يتمتع بها، وفق ما أوردت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، التي تعرضت في تقرير لها إلى الخطوة الغبية التي أقدم عليها التنظيم بالتورط في معركة كوباني التي تحولت مقبرة التنظيم.
وقالت الصحيفة، إنه وبعد توالي الضربات الجوية الساحقة، والعمليات النوعية الجديدة التي أصبحت قوات النخبة العراقية خاصة تقوم بها، كثرت معارك التنظيم الخاسرة وتفاقمت خسائره في العدة والعتاد، رغم نجاحه حتى الآن في الاحتفاظ في مدينة الموصل في العراق والرقة في سوريا.
ولكن داعش الذي ينشط إعلاميًا وافتراضيًا بشكل مميز، يراكم التجارب الفاشلة والصفعات التي يتلقاها، خاصة بعد انجراره إلى مصيدة الفئران في كوباني.
وتقول الصحيفة: "أجبرت الضربات الجوية داعش على التوقف عن التقدم" في سوريا والعراق معًا، وأصبحت تحركات قوافله اللوجستية في غاية الصعوبة، في حين تتعرض مدفعيته للضرب بمجرد رصد أدنى تحرك".
ورغم سيطرته المستمرة في العراق على الموصل ثاني المدن الكبرى، إلا أن التنظيم فقد الكثير من المناطق في "البلاد السنية" العراقية، وهو ما يُبرزه بشكل كبير اندحاره في جوف الصخر جنوب بغداد، وهروبه من مصفاة داعش خاصة، في الأيام القليلة الماضية.
وأثبتت التحولات الميدانية وخسائر داعش، النقلة الكبيرة في عمليات التحالف، إذ بمجرد ما تنتهي عمليات القصف الجوي، حتى تتحرك قوات النخبة العراقية على الأرض، لتطهير ما تبقى من جيوب داعش على الجبهة، وللتأكيد على نجاعة الإستراتيجية، تقول الصحيفة، منذ بداية العمليات لم تتدخل المروحيات الأمريكية من نوع أباتشي الهجومية، سوى مرة واحدة، عندما كان داعش يهدد مطاربغداد جديًا.
وإذا كان داعش يعاني في العراق، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن الأمور أفضل في سوريا، وخاصة في كوباني، بعد سقوط التنظيم في الفخ الذي نصبه له التحالف فحول المدينة إلى مصيدة فئران.
ففي الوقت الذي كان يمني التنظيم نفسه بسحق مقاومة المدينة الكردية، نجحت التكتيكات العسكرية المضادة، في إيهامه بإمكانية تحقيق ضربة معنوية كبرى، فدفع بعشرات المقاتلين ثم بمئات المسلحين لحسم معركة كوباني، فإذا المدينة تتحولة إلى مصيدة فئران، ففي الوقت الذي يتجمع فيه المقاتلون في كوباني فإن ذلك يسهل كثيرًا على التحالف قتل العشرات منهم بأقل جهد ممكن، وفي نفس الوقت يصر التنظيم على الدفع بقوات إضافية على حساب جبهات أخرى، مثل دير الزور أو ريف حلب، فضلًا عن معقله في الرقة، وهو ما كلفه غاليًا.
فبعد أن سيطر على هذه المدن الثلاث بدرجات كبيرة في السابق، فقد داعش دير الزور وآبار النفط فيها لمصلحة الجيش النظامي السوري، وفقد السيطرة على قطاعات واسعة فيها، ما أجبره على هدنة غير معلنة مع النظام، في المدينة التي كانت تضم مستودعات سلاحه الذي سطا عليه في معركة الموصل في العراق في يونيو.
وفي حلب أيضًا فقد التنظيم شمال المنطقة الاستراتيجي على الحدود التركية لصالح لواء التوحيد القريب من الإخوان المسلمين، والغرب الذي لا يقل أهمية لجبهة النصرة الغريم والشقيق "اللدود" المنبثق عن القاعدة.
وبالنظر إلى التطورات الميدانية على الأرض، يبدو أن العد العكسي لكتابة نهاية التنظيم، بدأت في العراق وفي سوريا، وخاصة بفضل المصيدة كوباني.