"ليلة أنس وفرفشة"، ليس وصفًا ساخرًا، ولا "متحذلقًا، وإنما هو ما حدث بالفعل في حفلة بلاك تيما الجديدة في ساقية الصاوي، والتي تمكن خلالها الباند من إدخال البهجة بجرعات عالية جدًا في نفوس المئات من جماهيره ممن ملأوا قاعة النهر عن بكرة أبيها، حتى أنه لم يكن هناك موطئًا لقدم.
بزحام معتاد، و"مود" جاهز للانطلاق بعيدًا عن روتين اليوم، استقبل الحضور إطلالة بلاك تيما، التي خطفت عقوله بأغنية "كل مرة"، لتزيد من جرعة "الهايبرة"، عبر أغنيته الأشهر" أنا مش فارس ولا فتى أحلام"، ليتفاعل الجميع بشكل مباشر بالتصفيق والهتاف المتناغم مع لحن أمير صلاح في أغنيته "قول آه"، لتتصاعد من بعدها هتافات "قومنا بثورة وثورة مضادة في نفس الوقت وماشاء الله"، لتكون أفضل خاتمة للأغنية.
وكما هو معتاد في حفلات الباند المليئة بالحماسة، فتحولت تلقائيَا نيران التشويق إلى حقيقة عبر إشعال "الشماريخ"، لتضيف المزيد من الأدرينالين الغنائي لدماء الجماهير، ليقوم أحمد بحر بتهدئة وتيرة الحفل قليلًا عبر أدائه الأكثر من رائع لأغنية "يا أما"، والتي لمست بكلماتها وأحاسيسها قلوب الجميع، وعاد مسار الحفل لحماسته الطبيعية عبر أغنية "زحمة".
واستمر بلاك تيما في إمتاع جماهيره الغفيرة طوال أكثر من ساعة ونصف هي عمر الحفلة، عبر أغنيات "خليك مستني"، و"إيه يعني لما سبتيني"، متبعًا إياها بـ" بزداد"، حتى حانت اللحظة المرتقبة بأداء أغنيته الأكثر انتشارا "بحار"، ومن بعدها "افلت زمام آمالك"، ليسدل بها الستار على احتفاليته" المجنونة".