الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الانتحار أقرب طريق للمصريين للهروب من مشكلات الحياة.. اليأس والفقر والفوارق الطبقية المتهم الأول.. مواطنون يرفضون تحميل المنتحر كل الذنب دون النظر للأسباب.. وآخرون: الروح أمانة الله.. وقاتلها كافر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل أصبح الانتحار أقرب طريق للمصريين للخلاص هرباً من المشكلات الكثيرة التي تحيط بهم؟.. يبدو هذا السؤال بكل ما يحمله من قسوة ومرارة ملحا بعدما أصبحنا نستيقظ على حالات انتحار كثيرة وموجعة تغتال شبابنا كل يوم.. فمن الموظف الذى انتحر بإلقاء نفسه فى النيل لأنه لم يستطع شراء لبس العيد لأبنائه.. والشاب الذي تم رفضه باختبار الخارجية لأنه غير لائق اجتماعيا وإلى زينب مهدى التى انتحرت بدافع اليأس والشاب القبطي الذي انتحر أمس الجمعة لمروره بضائقة مالية.
كلها حالات تدفعنا لطرح عدد من التساؤلات الأخرى هل هو اليأس أم العوز جعل المصريين يعرفون طريقهم إلى الانتحار وهم الذين عرفوا عبر التاريخ بأنهم شعب ابن نكتة صبور حمول؟ .. وهل المنتحرون مجرمون أم ضحايا؟ لماذا فقد المصريون تدينهم الفطري وهم الذين يعرفون حرمة الانتحار من واقع الآيات القرآنية؟.. "البوابة نيوز" استطلعت آراء المواطنين في هذه الظاهرة التي أصبحت تحصد أرواح شباب مصر.
في البدایة، یقول محمود المنیاوي، 31 سنة: إن الله حرم قتل النفس لأنها أمانة أودعها الله للإنسان، لیس من حقه أن یتخلص منها، لأنه لا یملكها، متسائلا: هل یرید أي إنسان أن یخسر آخرته، یكفینا خسارة الدنیا، فالمنتحر بإقدامه على التخلص من نفسه يكون قد خسر أشیاء كثیرة في دنیاه، ولا أظن أن الحل هو خسارة الآخرة أیًضا.
ویقول عوض عبدالراضي، 45 سنة: الانتحار یعني الضعف، وهذا هو السبب الرئیسي وراء عدم قدرته على حل مشكلاته في الدنیا، وأساس الضعف البعد عن الله عز وجل ، والذى قال: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معیشة ضنًكا"، وبالتالي كل ضعیف مهموم فهو بعید عن الله، ولذلك یختار حلا بعیدا كل البعد عن شرع الله، فالانتحار حرام بكل المقاییس.
وبالمثل، تقول هناء تمیم، 30 سنة: إن الانتحار حرام بكل المقاییس، ولا جدال فى ذلك، فكلنا نعلم أن الاقدام على التخلص من الروح أو القائها للتهلكة حرام، والانتحار تهلكة، إًذا هو حرام شرًعا، وبالتالي كل من یقدم على تلك الخطوة آثم، وهذا لیس كلامي هذا الكلام قاله النبي محمد صلى الله علیه وسلم، وقاله الله عز وجل في كتابه العزیز.
بتهكم شدید، یتحدث عبد ربه محمود، 52 سنة: ما المشكلة التي تدفع الشخص إلى التخلص من أمانة الله، مشیًرا إلى أن كل منتحر بعید عن الله، وبدًلا من أن یتقرب إلى الله، فإنه یبتعد أكثر فأكثر، وبالتالي فهو مخطئ في حق عقله قبل أن یكون مخطئا في حق نفسه ودینه.
وعلى النقیض، أشارت سمر عبدالكریم، 27 سنة، إلى أن الانتحار ازداد فى ظل الظروف التى نحياها خاصة مع انهیار كل الأحلام، والظروف الاقتصادیة الصعبة، فمن الطبیعي أن یصل الإنسان إلى مرحلة یقرر فیها إنهاء هذه المسرحیة السخیفة التي یقف فیها في موضع لا یراه لائقًا له، أو ظالما.
ویرى محمود الزهیري، 25 سنة، أن الموت أو الحیاة ملك للإنسان وهو وحده من سیحاسب علیها، ولذلك فهو حر یفعل ما یشاء، وفي النهایة سیحاسب على أفعاله، وإن كان علماء الدین یؤكدون أن الانتحار حرام، ولكن في هذه الظروف یجب أن یعیدوا النظر.
"هو الانتحار حرام واللي بیأدي للانتحار مش حرام".. بهذه الكلمات استنكر هادي عایش، التركیز على حرمة الانتحار دون حرمة الأسباب المؤدیة للانتحار، قائًلا: یجب أن ننظر إلى الظروف دون قبل النظر له على أنه مات كافًرا كما یروج البعض، لأن الله لا ینظر إلا لقلوبنا.
ویؤید هاني عبدالسلام، 36 سنة، ما قاله الآخرون عن الانتحار وقال: إذا كنا نقول إن المنتحر قد ارتكب ذنبا، فمن تسبب فى انتحاره قد تسبب في عدد من الذنوب، منها خسارة شخص لحیاته، وإحباطه وهدم حیاته، ودفعه إلى الانتحار، یتم أولاده، ترمیل زوجته، كل هذه ذنوب ارتكبها، ولذلك المنتحر ضحية من دفعه إلى الانتحار.