الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

خالد الصاوي: الإخوان تمتطي الدين للوصول للمال والسلطة

الصاوى
الصاوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعض المصانع التي تدار برأس مال أجنبي تحاول أن تزرع الموالين لها والعاملين فيها، ليصبح لهم مقاعد في البرلمان وهذا قد يكون أخطر من التمويلات الأجنبية لأن رأس المال، لا دين له ولا وطن ومصلحته الذاتية فوق كل مصلحة، بهذه الكلمات بدأ خالد الصاوي، الكاتب والناقد والسياسي حواره معنا.
فإلى الحوار:
*متى بدأت العمل السياسي؟
كان ذلك في الثمانينات داخل جامعة القاهرة، ونظمت الكثير من المظاهرات، ضد نظام مبارك وحرس الجامعة، وتعلمت السياسة على يد إسماعيل صبري عبدالله، ورفعت السعيد، والشيخ خليل عبد الكريم، وعبد الغفار شكر، وكنت اتوقع أن تمر مصر بهذه المشكلات الاقتصادية والسياسية، وخاصة بعد تحالف رجال الأعمال، وفعلا بدأ تفتيت مصر اقتصاديا وبيع القطاع العام والخصخصة، وطالبت بأن تتحمل الدولة مسؤليتها في علاج مرضى الكبد وخاصة بالانترفيرون وحاولت وزارة الصحة أن ترشيني بعلاجي على نفقة الدولة لكنني رفضت وقلت مثلي مثل كل المرضى وانتصرت بعد كفاح عامين وتم دخول الانترفيرون التأمين الصحي ومراكز علاج الكبد وعندما أصبت بالسرطان، لم استسلم لليأس، وقررت فضح سياسات وزارة الزراعة والحكومة التي أغرقت مصر بالمبيدات الزراعية المسرطنة، وأعلنا عن رابطة مرضى السرطان التي أصبحت رئيسها، ووقفنا وقفة احتجاجية أمام جار القضاء.
طالبنا فيها بالآتي محاكمة يوسف والي، على صفقات المبيدات الزراعية المسرطنة، وأن تشمل مظلة التأمين الصحي جميع المصريين، كما طالبنا بوقف التعامل مع الكيان الصهيوني وخاصة في مجال الزراعة.
*كيف تم تفريغ الساحة السياسية للإخوان؟
الإخوان وكل تلك الجماعات بعيدة عن صحيج الدين، وهى تمتطي الدين للوصول للمال والسلطة معا، ونشأت عام 1928 في حضن الانجليز والقصر، وكل مواقفها التاريخية ساهمت في ضرب الحركة الوطنية المصرية لصالح الاستعمار، وكان كتابي الأول الذي كتبته بطبعة محدودة " حول الإسلام والتأسلم ومشروعنا النهضوي"، كان يحلل ظاهرة التأسلم السياسي ويبين خصائصها وزاد الطين بلة أننا صدرنا العلم والثقافة لبعض الدول العربية، فصدرت لنا الوهابية مدفوعة الأجر، وكان نظام السادات هو الذي أعطى لهم جميعا الفرصة لضرب التيارات التقدمية المعارضة له، واستغل وجودهم نظام مبارك، ليكونوا فزاعة للشعب المصري وبسط لهم النفوذ وترك لهم حرية السيطرة على قطاعات من الاقتصاد المصري وخاصة في مجالي التعليم والصحة وكم من صفقات عقدها نظام مبارك معهم، وعندي قناعة أن أي نظام لا يغلق ملفي التأسلم السياسي والفتنة الطائفية فهو نظام فاشل ومستبد.


ما هي الطرق والأساليب المثلى لمواجهة الإرهاب؟ 
بالنسبة للقضاء على الإرهاب، يجب أن نستخدم تكتيكا سريعا وهو الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، وهذه لن تحدث إلا بأن يلمس المواطن زحفا تدريجيا ناحية العدالة الاجتماعية، وأن يكمل الجيش والشرطة فعليها تتبع بؤر الإرهاب، وتحاول القبض عليها أو القضاء عليها، أما التكتيك الثاني فهو طويل الأمد، ويعتمد على تنشيط القوى الناعمة في المجتمع مثل ثقافة التنوير وإعطاء فرصة للفنون المختلفة لأن تقوم بدورها، ولابد من استخدام الإثنين معا وبالتوازي لأننا قد نقضى على الإرهاب المسلح، ولكن الإرهاب الفكري أخطر.
البرلمان المقبل خطير، فهل يمكن أن يكون المال السياسي له دور داخله، وتشكيل الحكومة؟
أخطر برلمان في تاريخ مصر الحديث، هو البرلمان المقبل لأنه سوف يسن القوانين التي تساير الدستور الجديد، والخوف وهذا وارد أن يكون المال السياسي له الغلبة في البرلمان المقبل، وسيشكل الحكومة لدرجة أن بعض المصانع التي تدار برأس مال أجنبي تحاول أن تغرس بعض الموالين لها والعاملين فيها، ليصبح لهم مقاعد في البرلمان وهذا قد يكون أخطر من التمويلات الأجنبية لأن رأس المال، لا دين له ولا وطن ومصلحته الذاتية فوق كل مصلحة.


*رغم غياب الإخوان عن المشهد الانتخابى، إلا أن ظاهرة أبو كرتونة ما زالت موجودة، فهل تغيرت ثقافة الشعب بعد الثورتين؟
ظاهرة أبو كرتونة، هي ظاهرة لا تنشأ إلا في ظل فساد اقتصادي وسياسي، وهذا هو المناخ الذي تترعرع فيه، ولكن أعتقد أن الوعي المصري ارتفع ليستطيع أن يرفض ذلك، وسيتجه إلى من هو مع الصالح العام إلا بعض سماسرة الانتخابات، ستجدهم على أي مائدة، طالما أن تملأ بطونها وتملأ جيوبها، وأعتقد أن المصريين أصبح لديهم حاسة الفرز وإن وصل الشخصية " أبو كرتونة " فنعرف أننا نعود للخلف لأن مثل هؤلاء لن يستطيعوا بناء مصر في المرحلة العسيرة من تاريخها وهم أنفسهم من شوهوا المشهد السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي في مصر قبل ثورة يناير، وهم أنفسهم من جرى وأمسك في تلابيب الإخوان معربين عن رغبتهم في إقامة الدولة الإخوانية.
*هل الشركات العالمية له رجالها في مصر، وهل ينسحب ذلك على بنى سويف؟
الشركات عابرات القارات متعددة الجنسيات، هي من تتحكم في سياسة العالم، فبالطبع لها رجالها هنا، وهم أكثر خيانة من الجواسيس لأنهم الستارة التي يبسط بها المستعمر نفوذه، وهم طابوره الخامس وبالطبع هناك مافيا صناعة مهمة في مصر لديهم رجالهم الذين اشتروا ذمم بعض السياسيين في بني سويف، وأيضا بعض الإعلاميين الفاسدين وكذلك بعض من الجماهير المغلوبة على أمرها التي تسعى لقوت يوم بعد عوز ثلاث سنوات.
قيادات الإخوان في بنى سويف اختفت وبعضها هرب خارج البلاد، فمن يحرك الجماعة الآن في بني سويف؟
يحرك الجماعة الآن في بني سويف جيل الوسط، وأيضا بعض القيادات الشابة إضافة إلى الطابور الثالث أو الخلايا النائمة، لكن وفي اعتقادي أن تيار التأسلم السياسي ضعيف وهش شعبيا، فقد فقد تعاطف جماهير الشعب المصري، ولكن فرصتهم في تناحر القوى السياسية المدنية وعدم التنسيق فيما بينها.


*هل تعتقد أن هناك تنسيقًا بين الإخوان وتنظيم الجهاد "أحمد يوسف"، بعد الإفراج عنه؟
جماعات التأسلم السياسي كلها منبثقة من الإخوان، وهي حلقات عنقودية لا تتقابل فيها إلا القيادات الكبرى، للتنسيق فيما بينها، ومن يمارس العمل السياسي ومن يمارس استخدام التنظيمات المسلحة، فهناك تنسيق من الرأس بين القيادات الكبرى ثم يتم تمرير الأمر على القيادات الوسطى والشبابية، وبالطبع بتم تمويل كل هذا باتفاق بين القيادات ليدفع شباب الفقراء ثمن رفاهية القيادات وثرائهم

الإمارات العربية وضعت الجماعة الإسلامية على رأس التنظيمات الإرهابية، ولكنها في بنى سويف تمارس أعمالها بقيادة جمال شمردل، فكيف ترى ذلك؟
أعتقد أن الإمارات سبقتنا بخطوات في ذلك
كيف ترى مصر من خلال دعوات الثورة المسلحة يوم 28 نوفمبر؟
أولا لا يجب أخذ الأمر على محمل الاستهتار أو السخرية، فالأمر جد خطير فهذا الإعلان له هدفان، الأول محاولة توريط الجيش مع الشعب وندخل لا قدر الله في نفق سوريا أو ليبيا أو العراق أما الثاني فلشغل الجيش والشرطة بالجبهة الداخلية وتتم عمليات مسلحة كبرى على الحدود مع غزة أو ليبيا ويحاولون السيطرة على مترين فقط على الحدود ليزعزوا ثقة الشعب في الجيش.
*حزب مصر القوية يحرض على العنف، ويهتف بسقوط العسكر، ولم يتخذ معه أي قرار، كيف تفسر ذلك؟
للأسف الإدارة المصرية تواجه ضغوطا كثيرة من الداخل والخارج، مما يجعلها متأنية في اتخاذ القرار ويعتبر حزب مصر القوية بزعامة أبو الفتوح الإخواني، هو آخر ما تبقى للإخوان من أسلحة سياسية، وأعتقد أن الإدارة المصرية تعرف أن الشعب المصري رفض كل أشكال ومسميات التأسلم السياسي كل، ولم يعد يثق بهم مطلقا لذلك سيموتون سياسيا، ولكن الاقتراب منهم الآن مع دعوة أبو الفتوح الخبيثة، لتخليه عن الجماعة سيجعل الضغوط الخارجية تزداد علينا فبالصبر سيتم حظر كل الأحزاب الدينية في مصر، كما بدأ ملف التمويلات الخارجية يظهر على صعيد المناقشة واتخاذ القرار، وهذا يفسر لماذا تم ضم فايزة أبو النجا للجنة الأمن القومي.
كيف ترى جامعة بنى سويف هذا العام، وهل اختلفت عن العام الماضى؟
جامعة بني سويف كانت معقلا للإرهاب والإرهابيين، كما كانت تضم بعض الشباب التنويري الذي وقف ضدهم ومنهم الراحل حاتم عبد العظيم، وكذلك إبراهيم الصحاري وأيضا عبد الرحيم على، ومجموعة من شباب آخرين وكنت أساهم معهم في تنظيم الأنشطة وأنا أول يساري يخطب في معرض عن فلسطين في كلية التجارة أيام مجد جماعات الجهاد، والآن الجامعة تحاول ولكن من داخل الصندوق والتعامل بشكل أكاديمي لا يتناسب مع رجل الشارع، ولا مع طلاب الريف فالمؤتمرات غالبا ما يحضرها طلاب بعينهم ولكن يجب على الجامعة أن تحتوي مثقفي ومبدعي المحافظة لأنهم أكثر قدرة على التأثير في الشباب، ورفع وعيهم الفكري.


كيف ترى سيطرة الإخوان على الاستثمار في المجال الطبى؟ 
تداخل الإخوان مع رجال الاستثمار المصري وسيطروا على مجالات التعليم والمدارس، ليسيطروا فكريًا على الأجيال المقبلة وكذلك الاستثمار في هذا المجال مربح لحد كبير، وكذلك تكونت المراكز الطبية الإخوانية وأيضا للترويج لبعضهم البعض حتى سيطروا على القطاع العلاجي والصحي وهو قطاع يربح أرباحا غير عادية في ظل الفوضى والفساد، وأيضا يتقدمون ببعض المجاملات في تقديم الخدمة العلاجية لبعض الأشخاص من الفقراء ليستميلوهم إليهم، ولا يمكن مواجهة الإخوان في القطاع الصحي والتعليمي إلا بأن تقدم الدولة خدمات علاجية تغني المواطن من الاحتياج لهذه المراكز، وكذلك الاهتمام بالتعليم الحكومي وتغير نمط المنظومة التعليمية الفاشلة.
*البعض يرى المتلونين أخطر على مصر من الإرهابيين، فهل هذا صحيح؟
المتلونون هم من انتفعوا من نظام مبارك، وتركوه يغرق وهم أنفسهم من جروا خلف الإخوان لاهثين، ينتظرون بألسنة مدلاه ما يرميه لهم الإخوان وهم يتملقون، وهم أنفسهم من يهلل للنظام الحالي وهؤلاء خطر جدا لأنهم أذرع الفساد الحقيقية في المجتمع، وهم الطابور الخامس للمستعمر وهم شركاء في اتجاه الشباب إلى العنف، لأن وجودهم يستفز الشباب ويحبطهم فكيف تبني بلدًا بشباب محبط؟!
حزب النور شارك في 3 يوليو، هل مازال مع ثورة 30 يونيو؟
حزب النور مع مصلحته ومصلحة قياداته فبعد 30 يونيو هرولت قياداته على السفارة الأمريكية، لتظهر نفسها الخادم المطيع بديلا عن الإخوان، وهم أكثر انغلاقا في الفكر من الإخوان ويجنحون لحب السلطة وجمع المال.
*هناك بعض المتطلعين يقوم باستئجار بعض الشباب على الفيس، لتشويه منافسيهم، فكيف يمكن مواجهة ذلك؟
هذا تم مبكرا ولكن أصبحوا معروفين وللأسف يتم استغلال شباب نقي بسبب طموحه وفقره، ليقوم بهذه المهة القذرة، ويختبئ المحرضون وراء نقاب النساء، وأناشد الشرفاء أن يحظروا هذه الصفحات من عندهم حتى تتم محاصرتهم وسط أشباههم.
*كيف ترى الأداء الأمنى في محافظة بنى سويف وجهود رجال الشرطة؟
الأمن بصفة عامة وفي بني سويف بصفة خاصة، يتحمل أعباء كثيرة حيث إن بني سويف كانت مرتعا للتأسلم السياسي، بكل حلقاته منذ ثمانينيات القرن الماضي، وزاد الطين بلة أن المرشد العام للجماعة الإرهابية قد استوطن في بني سويف، وذلك يعد عبئا أكبر على المنظومة الأمنية في بني سويف، ورغم ذلك نجد عملا جبارا تقوم به الأجهزة الأمنية منذ أحداث رابعة ومرورا باحتفالات السادس من أكتوبر، وإذا نظرنا لخريطة العمليات الإرهابية التي أجهضت نجد أن بني سويف تعد من المحافظات التي كانت ضربات الأمن فيها استباقية، ومن الملاحظ أن المنظومة الأمنية في بني سويف لا تتعالى على النقد، بل تدرسه وتحاول تطوير نفسها وتعرف طبيعة المرحلة التي تعيشها مصر.