الجمعة 14 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

شقيق المرشد الأول في سلخانة الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

((هذا الرجل المريض نفسيًا وعقليًا ماذا يريد بالضبط من الإخوان المسلمين يا أخي احترم حتى ذكرى أخيك - إلى هذا المستوى لا توجد مروءة فيك لأخيك حسن البنا))
كانت هذه العبارة هي إحدى عبارات من مئات التعليقات التي تضمنت رد فعل شباب الإخوان على كتابات جمال البنا الشقيق الأصغر لمرشد جماعة الإخوان الأول حسن البنا، وأظنني وجدت أفراد الجماعة يصابون بحالة تشنجات دفعتهم إلى التطاول المستمر على الأستاذ جمال البنا خاصة عندما أصدر كتابه الفريد “,”من وثائق الإخوان المسلمين المجهولة “,” بعد هذا الكتاب أصبح جسد جمال البنا معلقًا في سلخانة الإخوان نهبًا لكل من يحب أن يأكل لحم أخيه، ورغم أن أحدًا لم يستطع أن يطعن في مصداقية الكتاب ومصداقية الوثائق التي تضمنها إلا أن رد فعل الجماعة وأفرادها كان يمثل صورة من صور الاغتيال المعنوي لشقيق مرشد الجماعة الأول وكأنها تحاسب بهذا الاغتيال المعنوي أي كاتب أو باحث يكتب عن الإخوان بعيدًا عن الخطاب الرسمي لها وبعيدًا عن توجيهات “,”أصحاب السلطة والحظوة الإخوانية“,” حتى ولو كانت كتاباته تعبر عن الحقيقة.
ويبدو أن الشيخ جمال البنا لم يدرك تمام الإدراك حقيقة تحوّل جماعة الإخوان إلى جماعة كهنوتية وبالتالي لم يجل في خاطره أنه من الممكن أن يتعرض لهجوم جارف يتضمن سبًا وقذفًا وتخوينًا وتكفيرًا وتحقيرًا لمجرد أنه فتح باب وثائق الإخوان!! فوثائق الجماعة يجب أن تمر أولاً على مجموعة الكهنة الكبار ليتم السماح ببعضها وحجب بعضها، فالجماعة يجب أن تظهر دائمًا في صورة نقية بيضاء لا شية فيها تسر الناظرين من الجمهور، وسر معبدهم لابد أن يظل مختبئًا في خزائنهم ومخازنهم، ومن قبل رفضت الجماعة وفقًا لما جاء في مقدمة كـَـتبها المرشد الأسبق مصطفى مشهور في كتاب الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ اعتبار هذا الكتاب تأريخًا رسميًا للجماعة، ورغم أن كتاب محمود عبد الحليم كان يمثل تقديسًا للجماعة إلا أن الجماعة أرادت أن تتملص من أي معلومة أو وثيقة من الممكن أن يتضمنها الكتاب وتثير استياء القراء .... فهي. وفقًا لتاريخها. جماعة زئبقية لا تريد أن تثبت على حال.
لم يتعلم جمال البنا من خبراته السابقة، ولم يفهم الجماعة رغم أنه ظل ملاصقًا لشقيقه الأكبر حسن البنا لسنوات، ولكنه تحرك بنفسية الباحث المتجرد فكتب كتابه هذا الذي يتضمن وثائق احتفظ بها عبر سنوات، بعضها يكشف أشياء غائبة عن الرأي العام وبعضها يفسر أشياء كنا نحتاج إلى تفسيرها وبعضها يلقي الضوء على شخصية حسن البنا وشخصيات أخرى اقتربت من الجماعة، لا يهم أن تكشف الوثيقة عن أمور سلبية، كما أنه من الممكن أن تكشف الوثيقة عن أمور إيجابية ولكن الباحث الذي يبحث عن الحقيقة لا يتوقف عند مدلول وثائقه. وإن كانت تساعده وتساعد غيره في التحليل لوقائع تاريخية. أما الشيخ الكهل الوقور جمال البنا فلم يسلم من ألسنة الإخوان عندما كشف القناع عن وثائقهم الحقيقية إذ عندما علمت جماعة الإخوان عزم جمال البنا على نشر كتابه هذا وأنه ينوي متابعة نشر العديد من الأجزاء ستكون تالية لكتاب الوثائق خشيت الجماعة من ردود فعل تتوالى للرأي العام عن بعض هذه الوثائق فكان الاتفاق داخل مكتب الإرشاد على بدأ توجيه حرب إعلامية ضد الرجل تنال من مصداقيته وتظهره في صورة الرجل المخرف الذي يهرف ويقول ما لا يعرف، وبدأت الاتهامات تتوالى على شقيق البنا حيث اتهمه الإخوان بأنه يصدر العديد من الفتاوى التي تخرجه من الملة وقاموا بتحريف العديد من فتاويه فقالوا في عشرات المواقع الإخوانية على شبكة الإنترنت أنه يبيح التقبيل بين الرجل والمرأة دون أن تكون هناك صلة زواج بينهما!! رغم أن جمال البنا لم يقل ما نسبه الإخوان له على هذه النحو ولكنهم حرفوا كلمه عن مواضعه!! وقالوا عنه أيضًا أن حسن البنا تبرأ منه قبل موته وأنه كان يغير من أخيه لأنه وصل على درجة عالية من الشهرة وأنه يبحث عن وسيلة تشهره وتضعه في مصاف أخيه، وتوالت الشتائم والتجريحات في حق الشيخ التسعيني.
إلا أن الإخوان بالرغم من ذلك لم يستطيعوا نفي أي وثيقة وردت في هذا الكتاب أو جحدها أو دحضها .. سلاح الإخوان في مواجهة شقيق شيخهم ومرشدهم هو نفسه سلاحهم أمام أي باحث يتناول تاريخهم ووثائقهم .. هو سلاح التجريح والتشهير ولكن التجريح والتشهير لن يكون أبدًا غمامة يختبأ الإخوان خلفها ويدارون بها سوأتهم.