الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أشعر بالإهانة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دخل عليّ جارى العزيز وفى يده نسخة من جريدة الأهرام العتيدة، وهى للعلم من الجرائد القومية، وسألني: "قريت مقالة الصحفى الكبير أحمد النجار؟" فقلت: "لا.. لم أقرأها بعد" فقال "اقرأ السطرين دول"، وللعجب قرأت شيئا مذهلا فقد قال الكاتب الكبير إن من نزل إلى الشوارع والميادين فى كل أنحاء مصر فى يوم 30 يونيو، نزلوا نزولا احتفاليا بعد أن أكدت لهم الشرطة والجيش عدم تعرضهما لهم، ولم يذكر الكاتب أن هذا حال بعض المصريين وليسوا كلهم، أيضا لم يذكر أننا فى هذا الوقت لم نكن نعرف الرئيس السيسى إلا بوصفه وزيرا للدفاع، وليس بطلا قوميا فى الدفاع عن هذا الشعب، وقد كان وزير الداخلية يلقى القبض على المتظاهرين أمام الاتحادية وغيرها ويترك المتظاهرين أمام المحكمة الدستورية العليا وأمام مجلس الدولة وأمام دار القضاء العالى وأيضا أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، حتى بلغ ألامر ببناء تواليتات فى حديقة مدينة الإعلام الإمامية، وقد كنت أدرس فى أكاديمية العلوم الهندسية والإعلام وطبعا لم أستطع الدخول ومنعتنى الرائحة الكريهة قبل الحشود.
وقد لحقت هذه ألاهانة بعائلتى وفرقتى وأصدقائى الذين نزلوا معى بعد أن تعاهدنا على أننا إذا نجينا نجتمع للاحتفال, وإذا نفذ أمر الله فسنلتقى فى الجنة إن شاء الله (إذا كان ألاقباط سيدخلون الجنة)، وقد كان ابنى من أوصيته بدفنى وقلت له أن يلجأ لأختى لأنها كبيرة العائلة ولقد دفنت إبنها حديثا، ولما سألنى "طب لو أنا إللى مت" قلت "سأتولى أنا أمرك دفنا وترحما وأخذا بثأرك.
وهكذا ترى أيها الصحفى الكبير أننا وطدنا أمرنا على إسقاط هذا النظام حتى لو أدى بنا ألامر إلى الاستشهاد، أما من ناحية استمرارنا فى ميدان التحرير فلقد استأجرت خيمة وكتبت عليها اسم الفرقة ويشهد على ذلك الدكتور عبدالرحيم على، أيضا وفى غمرة هتافنا بيسقط يسقط حكم المرشد تعرفت بعامل ترحيلة يعمل فى البناء باليومية وجرى بيننا تبادل للأحاديث وأعجبت بوطنيته وتركه لقوت يومه لأنه رأى أن حكم الإخوان لن يأتى بأى خير لمصر، بل سيأتى بكل الخير إلى إسرائيل ومن ظاهرها, ودخل علينا صديقى احمد العزيزى وتعرف بالرجل وجرى بينهما حديث مطول وأخرج الرجل من جيبه ورقة مكتوب عليها اسمه ورقم تليفون من نتصل به إذا حدث إليه أى مكروه لانه أقسم ألا يترك الميدان حتى سقوط حكم ألاخوان.
وللعلم قبل أن ننزل فى 30 ملئنا ووقعنا إستمارة تمرد وكتبنا فيها أرقامنا القومية وطبعا كانت داخلية ألاخوان أن تأتى بنا مكبلين بالسلاسل ولم نخشى فى الحق شيئ فهذا وطننا, ولذلك شعرنا بالإهانة لأنك سحبت منا أيها الكاتب الكبير شجاعة الوقوف أمام الطغاة والدفاع عن بلدنا الحبيب ولم نكن لنترك بيوتنا ونذهب إلى الميدان للاحتفال لأننا كنا على يقين أن ألاخوان والمرشد وجميع المنتفعين لن يتركوا مناصبهم طوعا وسيأتى الجيش مع الشرطة للتنكيل بهذا الشعب.
ولأن الاهرام الجريدة القومية ألاولى فلا يليق بها إهانة هذا الشعب لأن الجرائد القومية هى ملك للشعب وتمول بضرائبه, ولأننى أعلم ان هذا راى خاص للكاتب الكبير فقد حاولت أن أهدئ من روع جارى الذى قال "إن إبنى محامى وسأستشيره فى رفع قضية على الكاتب الكبير والصحيفة القومية لأن هذه الإهانة التى لحقت بنا لم تعد مقبولة بعد ثورتين غيرتا من مفهوم الحكم عند الشعب والرئيس الذى قال فى برنامج الرائع إبراهيم عيسى "أن أى شخص يفكر أو يظن أنه يستطيع أن يفعل مالا يريده هذا الشعب فهو واهم"، وأنا أضيف "أو من يستخف به أو بقدرته".