الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رفع المصاحف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في موقعة صفين الشهيرة التي جرت عام 37 هجرية – 657 ميلادية، بين علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، احتدم القتال بين الجيشين، جيش علي وجيش معاوية، كانت هذه معركة فاصلة في تاريخ الإسلام بين الحق والباطل، لقد اغتيل الخليفة الثالث عثمان بن عفان علي يد الثوار من البلاد الأخرى، بعد أن جعل من خلافته فرصة لأهله وأقاربه وبني أمية، وزع عليهم الأموال والبلاد، فثار المسلمون من الظلم واجتمعوا من كل البلاد التي فتحت من قبل وحاصروه في بيته ولم ينفع معهم رأي علي بن أبي طالب ألا يفعلوا ذلك، وقتلوا عثمان، بويع علي بالخلافة بعد ذلك، لكن معاوية حاكم الشام وبعض من الصحابة اعتبروه مسئولا ولم يبايعوه، كان معاوية يريد الخلافة ولم يعلن ذلك، احتدم القتال في صفين وكاد جيش معاوية أن ينهزم فاقترح عمرو بن العاص على معاوية أن يرفع جنوده المصاحف في القتال، لتتوقف الحرب ويلجأون إلى التحكيم بينهما، رفع جنود معاوية المصاحف فتوقفت الحرب التي كادوا أن ينهزموا فيها، قال علي بن أبي طالب قولته الشهيرة "حقا إن هذا القرآن لحمّال أوجه" لقد استخدم هنا القرآن الكريم في الباطل وأوقفت الحرب التي كادت فيها جيوش معاوية أن تنهزم، تم اللجوء إلى التحكيم الذي كان "علي" يرفضه لكن فريقا كبيرا من جيشه أجبروه عليه، اتفقوا على شخصين، واحد من كل فريق يجتمعان ويقرران من الخليفة، اختار معاوية عمرو بن العاص واختار جيش "علي" أبوموسي الأشعري، قال له علي بن أبي طالب: إذا قدمك عمرو قدمه وإذا أخرّك أخرّه، كان يعني إذا طلب منك عمرو أن تعلن رأيك اجعله يعلن رأيه أولا والعكس، كان يعرف دهاء عمرو بن العاص الذي حين اشتعلت الحرب قرر أن ينحاز إلى أحدهما فسأل ولديه لمن ينحاز، قال له أحدهما إن الحق مع علي وقال له الآخر إن الحق مع معاوية، فقال للأول أنت تريد آخرتي وهذا يريد دنياي، سأذهب إلى معاوية، كان يحلم بولاية مصر مرة أخرى بعد أن خلعه منها عمر بن الخطاب.
اجتمع أبوموسى الأشعري وعمرو بن العاص في خيمة، فأقنع عمرو أباموسي بخلع علي ومعاوية معا، إنقاذا لدماء المسلمين، وافق أبوموسي وطلب منه عمرو أن يبدأ بإعلان ذلك فبدأ أبوموسي وخلع "عليا" لكن عمرو بن العاص قال إنه يثبت معاوية على الحكم ولا يخلعه، وهكذا تحققت نبوءة "علي" وخدع ابن العاص أباموسى الأشعري، طبعا لم يرضِ التحكيم جيش "علي" ولا "علي" ودارت الحرب من جديد، لكن خرج من جيش "علي" من أجبروه من قبل على التحكيم واعتبروه سببا فيما جرى، وأعلنوا خروجه هو ومعاوية وعمرو بن العاص عن الإسلام، ولقبوا بالخوارج، حاولوا قتل الثلاثة فيما بعد لكنهم لم ينجحوا إلا في قتل علي.
لماذا أحكي هذه الحكاية الآن، لأن السلفيين الذين أعلنوا الخروج يوم الثامن والعشرين من هذا الشهر أعلنوا أنهم سيرفعون المصاحف، إنهم يعرفون أنه لا تحكيم سيحدث ولا يحزنون، ومؤكد يعرفون أن الشرطة ستمنعهم وتطاردهم فالمطلوب هو أن تسقط المصاحف من أيدي الفارين وتدهس تحت الأقدام وسط الهرج ويصبح النظام قد دهس كتاب الله، لقد خرج شيخ الأزهر الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب وشجب ذلك بقوة، إنه يعرف معنى رفع المصاحف الذي سيسيء إلى القرآن كما حدث من قبل، ومعنى أن تدهس المصاحف، لكن السلفيين للأسف لا يهمهم غير أن يحدد لهم النظام مقاعد كبيرة في مجلس الشعب القادم، إنهم لايقولونها صراحة طبعا . تماما مثل معاوية الذي جعل قتل عثمان حجة للخروح علي عليّ بن أبي طالب لكن للأسف تأخير انتخابات مجلس الشعب سيكون سببا لقلاقل كثيرة، ولا أدري كيف يتصور النظام ان مجلس الشعب لم يعد يهم أحدا، رغم ضيقي الشديد بإعلان السلفيين عن رفع المصاحف لا أستطيع أن أخفي ضيقي بتأخير انتخابات مجلس الشعب كل هذا الوقت.