السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الموت في سبيل الحكم أسمى أمانيهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتصاعد الأحداث وتتوالى حتى أصبحنا لا نستطيع اللحاق بها، وفي ذات الوقت تختلط الألوان في “,”لوحة الحكم“,”، فتظهر وكأنها لوحة سيريالية غير مفهومة، أو كأن أحد المجانين أمسك بفرشاته، وأخذ يلطخ اللوحة بالألوان، حتى غلب عليها اللون الأحمر، ثم أخذ ينظر إليها بفرحة شديدة وكأنه أنجز إبداعًا فريدًا لا مثيل له؛ ولذلك ليس لنا إلا أن نقول المثل المعروف: “,”المجانين في نعيم“,”، أو بيت الشعر الشهير:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
ومن البلايا التي أُصبنا بها في السنة الماضية أن تولى على مصر رجل فاقد العقل، ينتمي إلى جماعة فاقدة الرشد، ومن خلال معرفتي الشخصية به كنت أعلم أنه إنسان ضيق الأفق بليد المشاعر متدني الذكاء، ولكن فرقت بيننا الأيام والأحداث والاختلافات، ثم ذات فجأة أصبح رئيسًا لمصر، ولله في خلقه شئون، فأخذت أرثي لمصر نصيبها الذي نالته بعد ثورة عظيمة، وتوقعت أن ينهار هذا الحكم في خلال عام؛ إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحمل الشعب هذا الكم من البلادة والغباء والتعصب والكراهية؛ ولذلك فإنني - لمعرفتي بالجماعة وغباء قادتها- أيقنت أن حكم الجماعة لن ينتهي لمصر فقط، ولكن توقعت أن تنتهي جماعة الإخوان نفسها من الوجود، وها نحن الآن أمام كلمة النهاية، حيث سيكتب التاريخ: “,”جماعة الإخوان أنشأها حسن البنا وأغلقها وقضى عليها بديع ومرسي والشاطر“,”.
ولكن كيف فكرت الجماعة البائسة في اللحظات الأخيرة قبل أن تلفظ أنفاسها، أو بالأحرى كيف تفكر؟ لن أتحدث عن مرسي بطبيعة الحال؛ لسببين، أما عن السبب الأول فهو أن مرسي لا يفكر أصلًا؛ إذ التفكير نعمة أنعم الله بها على الإنسان الحر، ومرسي هو أحد عبيد الجماعة، السبب الثاني أن الذي يفكر هم الأغبياء من قادة الجماعة، فتخيلوا أن غبيًّا يفكر، وأن عبدًا يسير وراء هذا الغبي يطنطن بكلماته، فماذا تنتظرون؟! ومع ذلك فإن الغبي الذي أجهد نفسه بالتفكير، حتى أصابه الإجهاد، وجد أنه وصل إلى فكرة نيرة وذكية، ما هذه الفكرة؟ سأنقل لكم الحوار الذي دار بين بعض قادتهم لتعرفوا كيف يفكر هؤلاء، وهذا هو الحوار:
“,”بديع: يا جماعة الخير أرجو أن تهدأوا، الموضوع سهل وبسيط، ونستطيع حله بسهولة، لا تُروعكم هذه الملايين التي خرجت، فهي لا تعني شيئًا، الأهم يا إخوة هو موقف أمريكا، فهي التي أوصلتنا للحكم، إذن فليكن خطابنا موجهًا لأمريكا.
عزت: ولكن كيف نخاطبهم؟!
بديع: نتذاكى عليهم، فنحن قوم أولو ذكاء وعبقرية، نوهمهم أننا قوة كبيرة في الشارع، وأن الجماهير تريد مرسي.
الشاطر: ولكن ستقف أمامنا عقبة، هي ما تبثه القنوات الفضائية، فقد بثت الملايين الذين خرجوا ضد مرسي، ونشرت جوجل إيرث إحصائية بالأعداد.
بديع: المسألة سهلة، نأخذ هذه الصور والصور القديمة التي كانت لمظاهرات سابقة مؤيدة لمرسي ونضعها على شاشة قناتنا بعد أن نقسم الشاشة إلى مربعات، ونكتب تحت كل مربع هذه مظاهرة محافظة الإسكندرية، وهذه مظاهرة الشرقية، وهكذا، فنوهم بذلك الإدارة الأمريكية بأن هناك مظاهرات حاشدة لمصلحة مرسي، ونطلق عليها مظاهرات الشرعية.
عزت: أوافق على هذا، ولكنني أقترح أن ننظم “,”المظاهرات النقالة“,”، فستساعدنا على ترسيخ فكرتنا.
(ولمن لا يعلم فإن المظاهرات النقالة هي فكرة إخوانية ابتكرها بعض الإخوان الذين انشقوا بعد ذلك، وكانت بمناسبة إحالة الإخوان لمحاكمات عسكرية عام 1995، فقررنا وقتها أن نقوم بعدة مظاهرات فجائية في مناطق مختلفة، فنقف في مظاهرة في ميدان المطرية، ثم نترك الميدان ونذهب بالأوتوبيسات إلى ميدان آخر، ثم ثالث وهكذا، فيخيل للنظام أن هذه مظاهرات متعددة، وفي الحقيقة هي مظاهرة واحدة متنقلة).
الشاطر: وأنا أقترح أن نفض اعتصامات الشعب.
عزت: كيف؟
الشاطر: في المحافظات نستخدم العنف؛ لإخافة الجماهير وإعادتها إلى بيوتها، وفي القاهرة بخصوص الاتحادية والتحرير، ننشر شائعات تفيد بأن هناك عمليات عنف وتفجير قنابل ستحدث في التحرير والاتحادية، ونستمر على نشر هذه الشائعات فيخاف الناس وينصرفون، ساعتها ستضغط أمريكا على الجيش كي يدافع عن شرعيتنا.
ثم كان القرار النهائي بعد هذا الاجتماع والذي صاغه محمد بديع: أن نستمر في التمسك بالحكم، حتى ولو وصل الأمر في النهاية للقتال، فإما أن ننتصر أو نستشهد.
كان الإخوان يهتفون أيام الجهاد الرخيص: “,”الموت في سبيل الله أسمى أمانينا“,” فأصبح هتافهم: “,”الموت في سبيل الحكم أسمى أمانينا“,”!!