الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ابحثوا عن الجواسيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما حدث في الفترة الأخيرة من الجماعات الإرهابية في سيناء، خاصة إبادة عدد لا يستهان به من الجنود المصريين في شمال سيناء، وفرار من قتلوهم بأسلحتهم دون أن يتم القبض عليهم، وضرب النار الذي حدث لأحد لنشات سلاح البحرية المصري في دمياط، ورغم أن الجيش المصري تدارك الأمر واستطاع السيطرة على الموقف والقبض على الفاعلين، إلا أن اختراق المياه الإقلمية المصرية يدل على أن هناك تقصيرا أو تسيبا عمديا يكشف عن أن هناك اختراقا من الجماعات الإرهابية لبعض وحدات الجيش المصري، لذلك فإنني أعيد التنبيه إلى ما سبق وأن كتبته في كتابي "سر المعبد" وما كتبته في عشرات المقالات بخصوص إنشاء جماعة الإخوان لقسم في التنظيم اسمه "قسم الوحدات" يختص بتجنيد ضباط وجنود من الجيش المصري وإدخالهم في الكيان الإخواني، وعندما كانت الدنيا غير الدنيا قال المهندس أبوالعلا ماضي عام 2009 في صالون المسلماني أن الحاج مصطفى مشهور مرشد الإخوان الأسبق أخبره في منزل المهندس محيي الدين عيسى، وهو إخواني سابق، عندما كانوا بصدد تشكيل المكتب الإداري للإخوان بمحافظة المنيا أن الإخوان لديهم تنظيم في الجيش "ومن خلاله سنحصل على السلطة"!.
وفي الحقيقة لم يكن كلام مصطفى مشهور الذي نقله أبوالعلا ماضي غريبا أو مستغربا فالرجل كان ثاني اثنين من قيادات النظام الخاص مذ نشأته، وعلى أكتافه كانت حركة هذا النظام ومسيرته، ومن أجل أفكاره وتاريخه عرفته السجون وعرفها، ورغم المغارم والمصاعب والمواجهات إلا أنه ظل مستمسكا بما ظن أنه هو السبيل لاستعادة دولة الخلافة الإسلامية، وأنه لا يمكن أن تعود الخلافة إلا بالسلاح، ولذلك لك أن تبحث عن صلات النسب والمصاهرة بين داعش والإخوان.
أما عن " قسم الوحدات" أو بتعبير أدق "قسم الجيش" بالجماعة والذي كان مختصا بقيادة تنظيم الإخوان في الجيش والشرطة، فقد تم إسناده منذ بدايته لمحمود لبيب ثم لصلاح شادي وهما من القيادات التاريخية للجماعة، وعلى حد ما ورد في موقع "إخوان أون لاين" الموقع الرسمي لجماعة الإخوان ظل "قسم الوحدات" قائما وفاعلا في كل عصور الإخوان حتى تاريخه، حتى أنه قام وفقا لروايتهم بأدوار دولية ووساطات بين فرق جهادية في العالم، فيقول الموقع الرسمي للإخوان عن صلاح شادي المسئول عن قسم "الوحدات" في الجماعة:
" خرج صلاح شادي بعد عشرين عامًا من السجن وكان من آخر أربعة يخرجون من المعتقلات عام 1974م، وما كادت قدماه تبرح السجون حتى سارع فسلم نفسه للأستاذ عمر التلمساني المرشد الجديد للإخوان وتعاون مع كثير من الإخوان في إعادة بناء الجماعة مرة أخرى واختير عضوًا بمكتب الإرشاد وظل كذلك حتى وفاته، وكان له دور قوي في قضية أفغانستان، وكذلك في باكستان حيث استمر الإخوان في القيام بدور الوساطة، وتقريب وجهات النظر بين فصائل المجاهدين، وبينهم والحكومة الباكستانية، فقد قام المرحوم صلاح شادي بجهود من هذا القبيل عقب توقيع باكستان اتفاقية جنيف في أوائل 1989م والتي رفضتها الفصائل الأفغانية" .
ولا شك أن خبرات المرحوم صلاح شادي العسكرية والتنظيمية أهلته للقيام بهذا الدور الدولي التفاوضي الكبير، خاصة وأن وراءه تنظيم الوحدات صاحب الخبرة التراكمية ، وقد ظهرت تفصيلات ما قام به "قسم الوحدات" من خلال بعض تصريحات أدلى بها أيمن الفايد المستشار الإعلامي لتنظيم القاعدة حينما صرح منذ سنوات في إحدى القنوات الفضائية بأنه ثمة تنسيق بين الإخوان في مصر وبين المجاهدين في أفغانستان خاصة أيام الغزو السوفيتي، حينها ـ على حد قوله ـ كان شباب الإخوان من مصر هم أعلى المجاهدين قدرا في أفغانستان .
ثم تمر السنوات وإذا بجماعة الإخوان تظهر على سطح الحياة السياسية بعد الثورة، وتخوض انتخابات البرلمان في إحدى الدوائر بقائمة يتصدرها اللواء عباس مخيمر وكيل المخابرات الحربية السابق! ويظهر للجميع ما كان خافيا، فقد كان مخيمر إخوانيا حتى النخاع، فمن يا ترى لا يزال في الخدمة وهو على صلة بالإخوان؟ ألا يجب على الجهات المعنية أن تبذل جهدها للكشف عن عيون الإخوان في الجيش المصري؟