رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإخوان في مهرجان القاهرةالسينمائي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لأول مرة منذ انطلاقه، يتعرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فى دورته الـ36 لأكبر عملية قرصنة وسرقة للأفلام السينمائية المدرجة على برنامج المهرجان بعد إقرارها والموافقة عليها، وقبل عرضها على النجوم والنقاد خلال العروض الخاصة، وقبل العرض الجماهيرى، مما أثار حالة من الارتباك داخل رئاسة المهرجان خاصة بعد تلقيها تهديدات عبر الهواتف المحمولة بضرورة استبدال الأفلام المدرجة فى البرنامج بالأفلام التى تم الإعلان عنها من منظمة مجهولة أطلقت على نفسها "إخوان داعش".
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل فوجىء رئيس وإدارة المهرجان بلافتات وأفيشات كثيرة معلقة على جدران دور السينما المخصصة لعرض أفلام المهرجان بل على جدران دار الأوبرا، وفى أغلب شوارع وميادين القاهرة تعلن أن المشاهدة للجميع ومجانا، وبلا مقابل لمشاهدة هذه الأفلام التى تم إنتاجها وإعدادها فى أماكن سرية وبلاتوهات واستديوهات تحت الأرض وداخل أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة، وبعضها أماكن طبيعية داخل بعض السجون..
ولأن القضية خطيرة وتتعلق باسم الدولة وليس مجرد قضية سينمائية وقرصنة على حقوق الغير مؤلفين ومنتجين ومخرجين وممثلين فقط، وأن الصمت عليها وتنفيذ تهديدات منظمة إخوان داعش للإنتاج الفنى قد يعرض رئاسة وإدارة المهرجان للمحاكمة ليس الجنائية بل العسكرية، وتوجية اتهامات بالتحريض على الإرهاب، ونشر وإذاعة أفلام سينمائية لجماعة إرهابية، فقد قرر رئيس المهرجان التقدم ببلاغ للنائب العام لإبراء ذمته ومسئوليته.
وتضمنت وقائع البلاغ المقدم من، رئيس المهرجان، للنائب العام، أن إدارة مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ36 فوجئت بالسطو على الأفلام الجاهزة للعرض واستبدالها بأفلام أخرى ونشر إعلانات وأفيشات عنها والدعوة لمشاهدتها فعلى سبيل المثال فإن فيلم "الصبى والعالم" وهو من إنتاج البرازيل، وناطق بالبرتغالية وهو أول عرض له فى العالم العربى وإفريقيا، تم استبدالة بفيلم آخر بعنوان "المعزول والعالم" من إنتاج تركى وبطولة أولى أيضا للمعزول الإخوانى محمد مرسى، ويحكى قصتة من الميلاد وحتى العزل من منصبه، ولكن ليس بصورة حقيقية ولكن بصورة كوميدية..
وذكر رئيس المهرجان فى بلاغه أيضا أن فيلم "عائلتنا" وهو من إنتاج اليابان وناطق باليابانية تم استبداله من المنظمة المجهولة إخوان داعش للإنتاج الفنى، بفيلم "جماعتنا" ويشارك فى البطولة عدد من مرشدى جماعة الإخوان منذ التأسيس على يد حسن البنا وحتى المرشد الأخير المحبوس محمد بديع، متضمنا سردا لأسرار حول تلك الجماعة التى هى أقرب إلى جماعات المافيا والعصابات، والأساليب، التى تطبقها تلك الجماعة فى التعامل مع أعضائها والآخرين ونهايتها فى 30يونيو.
وأوضح البلاغ أن الفيلم الفلسطينى "عيون الحرامية" تم استبدالة بفيلم آخر بعنوان "عيون الشاطر" من إنتاج قطرى وبطولة نائب المرشد المحبوس خيرت الشاطر، ويسرد قصة أكبر سرقات تعرضت لها مصر واقتصادها على يد الشاطر وخاصة وجود الإخوان فى الحكم والأموال التى هربها وأن عيونه كانت فى كل مكان، وفيلم "باب الوداع" تم استبداله بفيلم "سنة الوداع"، ويحكى قصة عام الوداع لتلك الجماعة الإرهابية من فوق مقاعد الحكم فى مصر وهو العام الذى وصلت أيامه إلى  369 يوما من 30 يونيو 2012 حتى 3 يوليو2013..
والطامة الكبرى التى أصابت المحقق وهو يستمع إلى أقوال رئيس المهرجان حديثه عن سرقة فيلم "فلسطين ستيريو" للمخرج رشيد مشهراوى، وإنتاج تونسى فلسطينى فرنسى مشترك ويحكى ويفضح الاحتلال الإسرائيلى حيث تمت سرقته أيضا؛ لمنع وصول الصوت الفلسطينى للعالم واستبدالة بفيلم آخر وهو "إخوان مولوتوف" ويحكى قصة بطولات الإخوان فى إلقاء زجاجات المولوتوف على المواطنين وسيارات الشرطة، والفيلم من أفلام البطولة الجماعية وليس البطولة الفردية ومخرج الفيلم الوزير الإخوانى المحبوس أسامه ياسين ومساعدة القيادى المحبوس محمد البلتاجى..
وتوقف المحقق قليلا ووجه حديثة لرئيس المهرجان ومقدم البلاغ قائلا له أليس جماعة الإخوان من الجماعات المناصرة للقضية الفلسطينية فلماذا تسطو على هذا الفيلم أيضا؟ ولماذا تمنع فضح الاحتلال الإسرائيلى؟ فرد عليه قائلا: هل نسيت ياسيدى رسالة المعزول لبيريز وعبارة الصديق الوفى فقال له معك حق وواصل رئيس المهرجان سرد وقائع البلاغ قائلا إن فيلم "القطع" وهو إنتاج ألمانى تم استبدالة بفيلم "الذبح" وهو من إنتاج داعش ويسرد وقائع ذبح أبرياء على يد داعش، وأيضا على يد أنصار بيت المقدس فى سيناء..
وقدم رئيس المهرجان وقائع أخرى تضمنت السطو على فيلم "زى عود الكبريت" وهو من إنتاج مصرى واستبدالة بفيلم " المرشد والكبريت" ولكنه بطولة مهدى عاكف المرشد السابق المحبوس، والذى يجسد حب عاكف للصدام والحرق وأنه يحتفظ فى منزله وجيوبه بعشرات علب الكبريت لاستخدامها وقت اللزوم وتوزيعها على الأعضاء وفيلم "الضوء يسطع هناك فقط" واستبدالة بفيلم" الهروب للدوحة فقط" وبطولة القرضاوى وعمرو دراج وجمال حشمت وعدد من الهاربين الى الدوحة، خشية ملاحقة العدالة لهم من الجرائم التى ارتكبوها..
وقبل أن ينهى المحقق استماعة لوقائع البلاغ سأل رئيس المهرجان هل لديك أقوال أو اتهامات أخرى؟ فكانت المفاجأة بإعلانه أن فيلم وحيد فقط نجا من عملية القرصنة والسطو هو فيلم "حائط البطولات" وهو من إنتاج مصرى ويجسد بطولات الجيش المصرى العظيم فى صد ودحر الغزاة، لأن الإخوان ومنظمة إخوان داعش للإنتاج الفنى ليس لديهم بطولات أو من يستطيع تقليد هذا الفيلم، وأصدر المحقق قراره بأن توجه إدارة المهرجان الشكر للمنظمة المجهولة، ويسمح بعرض أفلامها على الجمهور مجانا، ووقف تحريات الشرطة للبحث عن الأفلام المسروقة.