الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

معونة مصرية إلى بلجيكا.. وتشرشل يشيد بجيش مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
7 سنوات قضاها الدكتور(أشرف صبري) يبحث وينقب ويجمع وثائق يعود تاريخها إلى عام ١٩١٤، إبان الحرب العالمية الأولى. 
فمن هو الدكتور أشرف صبري وماهى قصة وثائقه؟ 
وقبل الحديث عمن هو دكتور أشرف صبري، دعونا نبدأ بالخبر المذهل الذى أوصلته له إحدى الوثائق التى حصل عليها فى رحلة السنوات السبع.
والخبر يتحدث عن تقديم مصر لمعونة مادية إلى دولة بلجيكا!
وبداية ليس فى الخبر أى مزحة.. لكنها الحقيقة التى توصل إليها أثناء رحلة البحث.
والحقيقة تثبتها رسالة مكتوبة بخط يد ملكة بلجيكا آنذاك – وهى جدة ملك بلجيكا الحالى - تشكر فيها الملك فؤاد ملك مصر آنذاك على التبرع المادى الذي أرسلته مصر لشعب بلجيكا تحت بند مساعدات لدوافع إنسانية، وفى الوثيقة تفيد الملكة أن هذه الهبة المصرية (المعونة) قد انفقت على ماخصصت له، وهو توفير الغذاء للشعب البلجيكي، وشراء الأدوية للمرضى أثناء انتشار الأوبئة وخاصة وباء مرض الطاعون.
حدث هذا عام 1914 إبان الحرب العالمية الأولى، وفى نفس التوقيت أصدر رئيس وزراء مصر آنذاك قراره بمشاركة مصر بجيشها فى الحرب  ..  ومن المعروف أن مصر فى ذلك الوقت كانت تحت الاحتلال البريطانى، وبالطبع قد يكون قرار مشاركة جيش مصر نوعا من تقديم الولاء لبريطانيا، وقد يكون إذعانا للأوامر التى لا ترد ولا تعصى - وبغض النظر عن الدخول فى مناقشة التفاصيل التى أحاطت باتخاذ هذا القرار ودوافعه – فالذي حدث فعلا أن مصر شاركت بقوات من جيشها (سلاح مهندسين ، وهجانة حرس حدود وسلاح فرسان) لتقديم خدمات لوچيستية وخدمية، وفى هذه الحرب استشهد من جيش مصر ٦٠٠ شهيد دفنوا فى بلدان عدة من دول الكومنولث ..
ونعود لمن هو الدكتور أشرف صبري وقصة وثائقه؟ 
إنه حفيد أحد القادة في الجيش المصري ممن شاركوا فى الحرب .. تلك الحرب التى احتفل هذا العام باليوبيل الذهبي لها (100 عام)..
والغريب أنه وطيلة احتفالات المئة عام السابقة كانت مصر غائبة تماما، على خلاف جميع الدول الأخرى، رغم مشاركتها بجنود من جيشها وبشهداء بلغ عددهم الـ 600 شهيد، وإرسالها المعونة المادية والإنسانية إلى الشعب البلجيكى! وبالطبع هذا الإنكار لتواجد مصر ودورها، جاء نتيجة عدم اهتمام من كانوا يحكمون مصر فى تلك الحقبة بشهدائها الذين راحوا ضحايا فى الحرب وعدم الاهتمام بإثبات حقوقهم وحق مصر ، وكأن هذا الدور فى نظر من كانوا يحكمون مصر آنذاك إنما هو (فرض وإثبات ولاء وأمر واجب) كان على مصر المحتلة أن تقدمه تجاه المحتل، تجاه دولة بريطانيا العظمى!!. 
واختفى اسم مصر من كل احتفال طيلة الـ 100 سنة، ولم يرتفع أبدا علم مصر ضمن إعلام الدول الأخرى، وضاع حق الشهداء ومالهم من امتيازات، وضاع حق مصر فى أن تكون أماكن دفنهم جزءا من أراضيها وفقا للنصوص الدولية لاتفاقيات الحروب!

** ومنذ 7 سنوات قرر الحفيد الدكتور أشرف صبري إحقاق الحق وإبراز دور مصر.. فأخذ ينقب ويجمع الوثائق.. ونجح على مدى 7 سنوات فى الحصول على عدد من الوثائق المذهلة.
فبالإضافة لخطاب الشكر من ملكة بلجيكا (الجدة)، استطاع الحصول على وثيقة أخرى لا تقل أهمية.. وهى خطاب ألقاه رئيس وزراء بريطانيا  ونستون تشرشل أمام البرلمان البريطانى، وفيه تحدث عن الكفاءة التى تميز بها الجيش المصري أثناء مشاركته فى الحرب.. 
كما أخذ فى تجميع وثائق لمعرفة أسماء الشهداء من جيش مصر (600 شهيد) وأماكن دفنهم والتى تعد أراضي مصرية وفقا للاتفاقيات الدولية للحروب .. خاصة أن كل أحفاد الشهداء من جميع الدول التى شاركت فى الحرب بجنودها لهم امتيازات عديدة مادية وغير مادية ماعدا الشهداء من جيش مصر لأن مصر(التى كانت محتلة) لم تطالب لهم بها ولم تعر الأمر أى اهتمام!.

** وفى هذا العام وأثناء الاحتفال بمرور 100 عام على ذكرى الحرب – التى مرت منذ أيام قليلة كان ممكن أن تغيب مصر كما كانت دائما غائبة، وكان ممكن ألا يرتفع علم مصر وسط أعلام الدول الأخرى..
لكن الدكتور أشرف صبري (عضو حركة الدفاع عن الجمهورية) وحفيد القائد المشارك فى جيش مصر، قام بإرسال رسالة إلى ملك بلجيكا (حفيد الملكة) يطالب فيها بمشاركة مصر وبرفع علم مصر ضمن الدول المشاركة.. مذكرا الملك فى رسالته بما قدمته مصر من شهداء فى تلك الحرب .. وأرسل صورة من خطاب الشكر الذى أرسلته جدته الملكة إلى مصر.. وفعلا أتاه الرد من الملك بالموافقة والترحاب بمشاركة مصر ورفع العلم المصري فى الاحتفالية .. ذاكرا أنه تأثر بشدة بما جاء فى خطاب جدته الملكة من ثناء على الدور المصري فى مساعدة شعب بلجيكا.
وعندها قام الدكتور أشرف بتسليم الرد إلى وزارة الدفاع، فتقرر مشاركة الجيش المصري بوفد من قادة أركانه، وبالفعل وللمرة الأولى وبعد مائة عام ارتفع العلم المصري فى احتفالات الذكرى المئوية للحرب الأولى.. وأثبت الدكتور أشرف القول (ما ضاع حق وراءه مطالب). 
** لكن وكأننا كتب علينا أن يوجد بيننا من ينقص نجاحنا.. فالذي حدث وسعيا إلى المزيد من إعلاء اسم مصر فى الاحتفالية، فقد تقرر سفر وفد  شعبي رفيع المستوى لحضور المناسبة، لتكون فرصة لأن يقوم الوفد المصري (الظهير الشعبي) بعقد مؤتمر  صحفي  على هامش الاحتفال يتم فيه إبراز الدور الإنسانى لمصر آنذاك، وما قدمته من معونة خصصتها لتوفير الأدوية والغذاء للمرضى وللشعب البلچيكي.
وعرض ما قدمه الجيش المصري من شهداء والمطالبة باعتبار أماكن دفنهم أراضي مصرية وفقا للاتفاقيات الدولية، والحديث عن جيش مصر العظيم على مدى تاريخه.. وإبراز ما جاء فى خطاب تشرشل أمام البرلمان البريطانى عن كفاءة الجيش المصري.. 
متخذين من هذه الخطوة فرصة جيدة فى توقيت مناسب لتصحيح النظرة المغلوطة التى يروجها أعداء وخونة مصر عن جيش مصر الآن ..

لكن هذه الخطوة وهذه المشاركة المهمة من وفد شعبي كان يضم شخصيات رفيعة المستوى ومعروفة بمواقفها الوطنية ، هذه الخطوة وهذه المشاركة قد أوقفها تعنت غير مفهوم وغير مسئول من سفير مصر لدى بلجيكا.. الذى وفى محادثة تليفونية مباشرة تمت بينه وبين السفير محمد شاكر والدكتور أشرف صبري أعاق حضور الوفد الشعبي أثناء فترة الاحتفالات.. عارضا أن يتم هذا بعد 15 يوما من الاحتفالية!! .. وهو ما يفقد الحدث أهميته، وبالطبع أفقدنا هذه الفرصة الذهبية لإظهار دور مصر من خلال شعب مصر!. 

** والسؤال:
لماذا يا سفير مصر فى بلجيكا هذا الموقف الذي لا يمكن إلا أن يكون فى غير صالح مصر؟ وإلى متى كتب علينا عدم اكتمال نجاحاتنا بسبب شخصيات مفروض أن دورها العمل لصالح مصر؟!.