الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المال يحدد نواب البرلمان القادم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتناول الرئيس عبدالفتاح السيسي الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق في معظم خطاباته، ويشدد على أهمية اختيار الشعب لمن يمثله في مجلس النواب القادم، والذي يعد الأخطر والأهم في تاريخ البرلمان المصري.
وتسيطر على الساحة السياسية والإعلامية أخبار التحالفات، والكيانات، والقوائم ، والأحزاب التي تنتوي الترشح والمنافسة على مقاعد البرلمان.
وحتى الآن يطفو على سطح الدوائر الانتخابية، نفس الوجوه القديمة، سواء من نواب سابقين أو مرشحين سابقين، وعادت سيناريوهات الماضي لتطل علينا مرة أخرى بنفس التربيطات، والعائلات، وللأسف، لم تعد هناك وجوه جديدة تحمل الأمل في البرلمان القادم، وتمنح الوجه المشرق للحياة السياسية المصرية، على الأقل حتى الآن.
فالشعب أصبح فاقد الثقة في الجميع، لا يجد أمامه سوى الرئيس فقط ليمنحه هذه الثقة، وهو في المقابل يلتزم الحياد، ويفضل الابتعاد عن التأثير في قرارات الناخبين، فلم يبارك قائمة أو تحالفا، ولم يمل إلى حزب، أو حتى أفراد، وهو بالمناسبة يفعل المفروض والصحيح.
إذن كيف سيختار الشعب نوابه القادمين؟ الجواب- الظاهر حتى هذه اللحظة– أن الاختيار لن يخرج عن العصبية القبلية، والمعرفة السابقة للمرشحين، وسيتدخل سلاح المال بقوة ليحدد شكل البرلمان القادم، لنرجع مرة أخرى للسابق.
فاسم أي مرشح مهما كان، لن يكون مهما، واسم الحزب كذلك أيضا، فجميع الأسماء المعروفة والمطروحة، مستهلكة وغير قابلة للتجديد، والأحزاب هي نفسها، لم تقدم جديدا ولم تقدم قديما، وسيضطر الناخب للبحث عن مرشح قدم له خدمة شخصية من قبل، أو تربطه به علاقة صداقة أو قرابة، وإن لم يكن، فسيجامل أحد أصدقائه، وفي أحسن الأحوال، سينتخب فلان مرشح الحزب الذي يراه الأنسب، بناء على معايير شخصية وليست منطقية.
وإذا كان ناخبو القاهرة على درجة من الحيرة في تحديد اختياراتهم، فما بالنا بالمحافظات الأخرى؟ فالاستفتاء على دستور "نص الليل" الإخواني، أظهر ارتفاع الوعي لدى ناخبي القاهرة في مقابل المحافظات الأخرى، حتى الجيزة والإسكندرية، يغلب عليها عدد الدوائر الريفية بها، وهو ما يجعلنا نكرر الحديث مرة أخرى عن استخدام المال في شراء الأصوات، أو توزيع الزيت والسكر والأرز، وربما اللحوم كما فعلها حزب مدني مؤخرا، وهي الأشياء التي يبرع فيها ويحفظها عن ظهر قلب التنظيم الإرهابي، وأخذت منه الخبرة وإن كانت قليلة، الأحزاب السلفية.
ونعود للقول مرة أخرى، إن من يمتلك هذه الأدوات أيضا ويجيدها، الحزب الوطني ونوابه السابقون، هم الأكثر مهارة في إدارة الانتخابات وتربيطاتها، وسيخرج الشباب من الحسبة تماما، فلا المنتمون لـ25 يناير، لديهم القدرة على الصمود أمام حيتان الانتخابات، ولا شباب تمرد قادرون على ذلك، ناهيك عن الصدمة التي ضربت الشعب حين اكتشف خيانة وعمالة بعض شباب يناير، والتشويه الذي لحق بشباب تمرد.
وستلعب المساجد والزوايا دورا عظيما في توجيه الناخبين، رغم الجهد المبذول من الأزهر والأوقاف، فما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت كي نقضي على هذه الظاهرة.
ولا أملك حلولا يمكن أن أطرحها، ربما البحث عن "وهم" التوحد بين الأحزاب المدنية، لمواجهة الأفكار المتطرفة، لكننا في هذه الحالة سنعيد سيناريو القضية الفلسطينية، ربما انحياز الرئيس لتحالف معين، لكننا سنعيد إنتاج الأنظمة السابقة.. المسألة في غاية الصعوبة.. نأمل أن يكون لدى الرئاسة أو أجهزة الدولة المعنية حلول لها.