الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بلاغ إلى رئيس الجمهورية .. مصر أصبحت بلا أمن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
** السيد رئيس الجمهورية .. أتقدم ببلاغى هذا إليكم مباشرة ، رغم علمى جيدا بأن هذه القضية المسئول عنها بالدرجة الأولى وزارة الداخلية ، الوزارة المعنية بأمن مصر الداخلى وأمن المواطنين ..
لكن عندما يغيب عن الوزارة هذا الدور لا أجد أمامى سواك سيدي الرئيس كى أضع أمامكم هذه القضية الخطيرة ..
والقضية أبدا ليست بالشخصية ، لكنها قضية عامة وفى غاية الأهمية ..
فعندما تتعرض مواطنة (تصادف أنها إعلامية) وهى سائرة على قدميها فى منطقتها التى تسكن فيها - والتى هى مفروض منطقة عالية الأمن - إلى خبطات متلاحقة من سيارة ظهرت فجأة فى شارع ممنوع فيه دخول السيارات تماما – حتى سيارات قاطنى الشارع – وعندما لاتتوقف السيارة عن خبطاتها المتلاحقة حتى إسقاطها على الأرض والإمساك بيدها وسحلها على أرض الشارع ما يزيد على 10 أمتار وسط صرخاتها طالبة النجدة، ثم تجمع الناس ونزولهم من منازلهم وصرخاتهم معها، وحتى يلهمها الله ويساعدها بأن تسحب ذراعها إلى الخلف والذى كان على وشك الخلع فلا يجد سائق السيارة بعد تجمهر الناس سوى الإسراع بالهرب ومعه حقيبتها التى كانت معلقة فوق كتفها والتى كان من السهل جدا أخذها من فوق كتفها دون حاجة لخبطات ولا إسقاط فوق الارض ولا سحل لو أن القصد كان فقط السرقة !!
عندما يحدث كل هذا ومكان الحادث يقع بين  كمينين للشرطة كل منهما على بعد أمتار قليلة مما حدث ، ومن الصرخات التى سمعها الناس وأخرجتهم من منازلهم ، ولم يتحرك واحد من أفراد  الكمينين ، والمؤسف أن أحدهما مهمته الوحيدة والسبب الوحيد لتواجده فى هذا المكان هو منع أى سيارة من الدخول فى هذا الطريق !! .. فكيف دخلت السيارة وكيف لم يتحرك والحادثة أمامه والصرخات المتعالية فى هذه المنطقة الهادئة أنزلت الناس من منازلها آخذين فى الصراخ ايضا ؟! ..
ثم الكمين الثانى وهو الكمين الرئيسي المتواجد فى المنطقة لـتأمينها والذى مرت السيارة هاربة من أمامه ، والذى أقر كل افراده بلا استثناء بأنهم سمعوا الصراخ لكنهم لم يعرفوا أسبابه على حد تعبيرهم !! ولا أدرى كيف سيعرفون أسبابه وهم جالسون فوق مقاعدهم ولم يتحرك منهم أحد ليعرف أسباب الصرخات ؟!!
ثم أسئلة كثيرة غريبة أضاعت الوقت وأعطت الفاعل الفرصة للهروب بفعلته !!

** السيد الرئيس .. أعرض هذه القصة ليس كقضية شخصية ، لكنى أعرضها لما فيها من دلالات خطيرة ..
أعرضها بكل مافيها من إهمال وتقاعس وصل إلى أقصى درجاته حتى يمكن وصفه بالتواطؤ ..
القصة ليست فقط فى هول ما حدث والسحل شىء مرعب ورهيب فيما يحدثه من جروح وآلام وإصابات عميقة ممتدة حتى الان رغم المستشفى وسلسلة من الاطباء، رغم العلاجات ورغم مرور أكثر من شهر على الواقعة .. والقصة ليست فقط فى ضياع ما كانت تحويه الحقيبة من اشياء سواء ثمينة أو مهمة – بحكم طبيعة العمل – ولاهى فى الخسائر المادية التى ليست بالبسيطة ..
القصة سيدى الرئيس أن هذه الحادثة بكل تفاصيلها المؤسفة ، سواء في تقاعس أفراد الكمينين أو إهمال قسم الشرطة التابع له الحادث رغم تدخل قيادات فى الداخلية ، لكن واضح أن السادة فى قسم الشرطة يرون فى الامر حادثا تافها يتكرر كل يوم ولا يستحق منهم التحرك وعليه لم يأتوا بأى نتيجة وحتى الان رغم مرور أكثر من شهر على الحادث ..
القصة بتفاصيلها تؤكد أن المواطن لم يعد أبدا فى أمان لأن المنظومة المسئولة عن الحفاظ على أمن المواطن كأنها متخذة قرارها بعدم القيام بهذه المسئولية وترك المواطن يحل مشاكله الأمنية بنفسه والوقوف موقف المتفرج منه !! ..
** السيد الرئيس لقد كنت قبل معايشتى لتفاصيل الحادثة أطمئن كل من يعبر عن قلقه من انعدام الامن بأنها مسألة عارضة نتيجة لكل مامرت به مصر من ظروف استثنائية وأنها فى طريقها الى الزوال .. لكن ماعايشته بنفسي يؤكد انها لن تزول بل ستتفاقم وأننا أمام كارثة مؤكدة اذا ما تأصل وتجذر لدى الناس مفهوم أن الامن أصبح منعدما وان الشرطة متخذة قرارها بعدم القيام بدورها فى حفظ الامن ..
سيدى الرئيس .. مصر ممكن أن تعيش بلا وسائل إعلام لأيام ، بلا قنوات تلفزيونية لأيام ، بلا صحف لأيام .. مصر ممكن أن تغلق فيها المدارس والجامعات لأيام .. بل تغلق فيها محلات السلع الاستهلاكية والغذائية لأيام فسوف نجد فى منازلنا بقايا أطعمة تكفينا هذه الايام .. لكن مصر لا يمكنها أبدا ان تعيش بدون أمن ولو لمجرد ساعات .. فهنا ستتحول الشوارع الى ساحات سرقة وخطف واعتداءات ، وهنا سوف نعيش ما يذكره التاريخ عن عصابات المافيا فى جزيرة سيشيليا بإيطاليا ومواجهة الناس لها بالتسلح الذاتي ، وما نعرفه عن عصابات ولاية شيكاغو وامنها المستباح .. وسوف يضطر كل من يستطيع فى مصر إلى حمل مسدسه او حتى رشاشه الخاص لحماية نفسه وأسرته من البلطجية الذين سيغزون شوارعنا ، بل ليس مستحيلا ان يقتحموا بيوتنا حينئذ ..
** إن السمة التى كانت مصر متفردة فيها ولا ينافسها عليها بلد فى العالم هى سمة الأمن والامان .. فكيف بمصر تفتقد هذه السمة وهذا العنوان الكبير لها ، لأن منظومة الأمن فى مصر قد أصابها الخلل الذى يبدو أنه متعمد ؟!!
** سيدى الرئيس .. أرجوك أنقذ مصر من ان تتحول الى شيكاغو او منطقة آل كابونى جديدة .. الناس الان سيدى الرئيس أصبحت تلجأ الى حمل سلاحها الخاص لحماية أنفسها والامن يجلس فوق مقاعده فى الاكمنة ويعطى إحساسا وهميا وزائفا للمواطن بتواجده ، وعند الواقعة يتأكد انعدام وجوده .. والمسؤولين فى أقسام الشرطة يتعاملون مع البلاغات بكل إهمال ولا يقدمون أى نتيجة تؤكد قيامهم بدورهم ومسئولياتهم ..
** السيد الرئيس .. بعد انتظار وبعد تغلغل الرعب والقهر من فكرة تجذر مفهوم انعدام وجود الامن فى مصر لدى الناس، وما سيترتب على هذا من كوارث .. قررت وضع هذا البلاغ أمام سيادتكم لحماية مصر من هذه الكارثة التى سوف تتفاقم مع الايام لو أننا تركناها تزداد ودون تدخل .. فأرجوك تدخل سيدي الرئيس فليس أمامنا سواك أصبحنا نثق فيه وفى خوفه على مصر وشعبها .