الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

اضحك مع الدعوة السلفية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم أندهش من بيان الجبهة السلفية بالتظاهر يوم 28 من هذا الشهر تحت شعار "عودة الشريعة وعودة حكم الإخوان والحفاظ على الهوية والقضاء على الفقر وإقامة العدل" وما إلى ذلك من كلمات براقة عفي عليها الزمن، عفى عليها الزمن لأسباب نراها أمامنا، وليس هناك رأي أقوله فهم لا يقتنعون بأي رأي.. ما نراه أمامنا هو أن داعش- وهي أكثر التظيمات الإسلامية تطرفا عبر التاريخ- لم تقم العدل في أي بقعة استولت عليها في سوريا أو العراق، بل ما نراه منها هو قتل وذبح وبيع النساء في سوق السبابا، وقريبا بيع العبيد من الرجال، إذن للقضاء على الفقر لكن إفقار الناس وإدخالهم تحت عبودية الحاكم لا عبودية الله التي يتشدقون بها، هذا عن الفقر والعدل، أما عودة الإخوان فهو أمر أيضا خرج من التاريخ، فالذين خرجوا في 30 يونيو لم يكونو التسعة والأربعين في المائة الذين لم يعطوا أصواتهم لمحمد مرسي، لكن كان معهم كل من أعطاه صوته من شباب الثورة فانتهي به بإبعادهم عن كل مجال، والبدء في تمكين الإخوان من مفاصل الدولة التي كانوا فيها من الغباء بحيث لم يديروا شيئا ولم ينتبهوا حتى لما ينتظرهم بعد الفشل! أما المثير في المسألة فهو أن البيان يدعو من يشاء لحمل السلاح لكن بعيدا عنهم، وفي هذا دعوة سافرة لإمكانية حمل السلاح! وليس هذا بغريب فمهما استخدموا مبدأ "التقية" لا يلويهم شيء عن حمل السلاح، أقول اضحك مع الجبهة السلفية- أو الدعوة السلفية- لأنهم لا يزالون يتكلمون الكلام القديم، ولا يسأل أحد هل كانوا مقيدين أيام مبارك أم استولوا على المساجد وأقاموا المشروعات التي تزيد من حجمهم؟ ورغم ذلك حين تهيأت لهم الظروف لم ينجحوا، ورغم أن السلفيين كانوا ضمن من أيدوا الإطاحة بمرسي، ووقفت قياداتهم مع بقية عناصر الثورة إلا انهم بعد عام ونصف قرروا الغضب والانتفاضة، لأنهم- كما يقولون- يرون أن ما يحدث ضد الإسلام، ماهو الذي يحدث؟! لا يتحدثون مثلا في قانون التظاهر وضرورة تعديله، لأنهم طبعا لو تولوا الحكم يوما سيقتلون كل المتظاهرين ويذبحونهم، يتحدثون عن إغلاق بعض المساجد، ولا يقولون إنها فتحت بعد ذلك مثل مسجد الفتح، ومساجد أخرى هي في الحقيقة زوايا في العشوائيات لا تصل إلى خمسن زاوية يخطب فيها ناس لا يعرفون دينا ولا دنيا، ويتحدثون في أمور أكبر منهم حديثا لا يليق بخطيب أو فقيه، يقولون إنهم منعوا من الخطبة في المساجد، ولا يقولون إنهم خطبوا في المساجد أربعين سنة خطبا كلها تؤيد الحاكم وتمنع الثورة عليه، وكانوا أحد عوامل استقرار الحكم الكبرى، فضلا عما فعلوه في الترويج للتخلف ومعاداة الثقافة والفنون والعلوم، والمرأة طبعا على رأس من عادوه ويعادونه، حين سمعت بهذا البيان أول مرة منذ أيام اندهشت، من الذي فكرهم بهذا الآن؟ مضى عام ونصف لم نسمع لهم صوتا، ثم بحثت عن البيان على المواقع فلم أجد فيها جديدا في الفكر، كله كلام معاد، وسألت نفسي لماذا الآن، لم أجد إلا تفسيرين، الأول هو الابتزاز للحكام ليسمحوا لهم بالفوز بأكبر عدد من مقاعد مجلس الشعب، خاصة أن الانتخابات تتأخر وتتناثر القصص عن ترتيبها بشكل سري، يريدون ببساطة الاتفاق على عدد المقاعد كما كان يحدث مع الإخوان أيام مبارك، يعرفون أن نزولهم الانتخابات بطريقة طبيعية لن يأتي بمقاعد، هذا هو التفسير الأول، الثاني هو خلق سبب جديد للقبضة الحديدية للحكم على الحياة السياسية، هذا عملهم التاريحي مع كل الأنظمة، وفي كل الأحوال ينتظرون الفوز برضاء الحكم والحكام، حيلة قديمة ومنطق يثير الضحك والرثاء.