الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الشعب البوركيني ينجز انتفاضة وثورتين في نصف قرن.. رفض شعبي لتولي رئيس الأركان خلفًا لكومباوري.. والجنرال المتقاعد كواميل لوجيه الأقرب لتولي الرئاسة

الشعب البوركينى ينجز
الشعب البوركينى ينجز انتفاضة وثورتين في نصف قرن..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يكن ما حدث اليوم هو الثورة السلمية الأولى لشعب بوركينا فاسو.. الدولة التي يبلغ تعداد سكانها حاليًا ما يقارب 17 مليون نسمة وتقع في غرب أفريقيا، حيث قامت الانتفاضة الأولى للشعب البوركينى في عام 1966 ضد الرئيس موريس ياموجو أول رئيس للبلاد بعد استقلاله عن فرنسا في عام 1960 حيث ضاق الشعب ذرعًا بالرئيس بعد انتخابه بستة أعوام، عندما اتخذ قرارًا بخفض رواتب الموظفين بنحو 20% مما أدى إلى غضب الشعب البوركينى الذي نزل إلى الميادين مطالبًا بتنحى موريس والذي استجاب بالفعل لمطالب الشعب البوركينى وتنحى في 1966، وتولى خلفًا له أول رئيس مسلم هو أبوبكر سنجولا لمازين والذي انفتح على العالم العربي والإسلامى واستمر في الحكم حتى عام 1980، ثم تولى بعده الرئيس سي زبرو الذي لم يمكث سوي عام واحد،ثم تولى الرئيس الرابع ازمبيتس ودرجو الذي كان مواليا للقوى الاستعمارية والغرب فثأر الشعب ضده وكانت أول ثورة شعبية بعد الانتفاضة الأولى ضد موريس في 66،وكان الرئيس توماس سنكارا قائد للثورة التي اطاحت بازمبيتس وتم انتخاب سنكارا رئيسا للبلاد بعد أول ثورة شعبية فىعام 1983، ولكن تم اغتيال الرئيس توماس سنكارا في عام 1987،وتم اتهام الرئيس المخلوع بليز كومباورى بقتله والاستيلاء على الحكم إلا أن كومباورى نفى تورطه في الاغتيال، واستمر الشعب البوركينى تحت حكم بليز كومباورى وحزبه على مدى 27 عاما،حتى تمت ثانى ثورة شعبية في بوركينافاسو في 27 أكتوبر وانتهت بتنحى كومباورى هذا اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2014.


البوركينيون يريدون "لوجيه"

أكد بونكونغو عمر ـ عضو الحركة الشعبية من أجل التقدم، الحزب الحديث في بوركينا فاسو واللاعب الرئيسى في تحريك الشارع ضد الرئيس المخلوع بليز كومباورى ـ أن احتمالات اختيار الجنرال المتقاعد كواميل لوجيه كرئيس مؤقت للبلاد خلفًا لكومباورى باتت كبيرة في ظل مطالبة الثوار البوركينيين في ساحة الاعتصام به كرئيس.

وأضاف عمر في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" أن جميع مطالب الثوار البوركينيين تم تنفيذها، ولايزال فقط اختيار رئيس، وربما يتم التوافق على كواميل، خاصة وأنه من ضمن الفريق الذي فاوض الرئيس مع رئيس هئية الأركان للتنحى.

وأوضح عمر أن هناك سيناريوهات مطروحة الآن في الساحة السياسية البوركينية ومن بينها طرح أسماء من الأحزاب لتشكيل حكومة مع وضع شرط بعدم ترشح أي عضو من هذه الحكومة الانتقالية في الانتخابات المقبلة.

وأشار عمر إلى أن الرئيس حاول طيلة 27 عامًا إضعاف الأحزاب، ما أدى بنا إلى الانضمام لحزبه ثم الانشقاق عنه قبل الإطاحة به وتشكيل جبهة الحركة الشعبية من أجل التقدم التي قادت الشارع للنزول ضد الرئيس.

وتابع عمر أن الرئيس المخلوع حاول إدخال البلاد في فراغ دستورى وفوضى من خلال تنحيه وعدم إسناد البلاد لجهة دستورية خاصة في ظل حل البرلمان ووضع كل الصلاحيات الدستورية في يده، لكن تكاتف القوى السياسية مع الجيش أدى إلى فشل مخططه.

وقال عمر إن الشعب البوركينى له تحفظات في إمكانية تولى رئيس هئية الأركان للرئاسة لأن الشعب البوركينى في الساحات لا يريده، الأمر الذي أدى إلى تأخير موعد تنحى كومباورى.

واستبعد عمر حدوث صراعات حزبية في بوركينا فاسو، خاصة وأن الشعب لم يكن يهمه سوى إسقاط الرئيس وقد تم.


وأكد الناشط السياسي البوركينى "على سنكارا" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" أنه في أكتوبر في عام 1987 استولى بليز كومبارى على الحكم في بوركينا فاسو من خلال انقلاب على الرئيس سنكارا، والعجيب أنه في أكتوبر 2014 تم خلع الرئيس كومباورى من حكم بوركينا فاسو.

وأضاف على سنكارا أحد أفراد قبيلة الرئيس الأسبق الذي تم اغتياله توماس سنكارا إن وجهة النظر بأن ما حدث في بوركينا فاسو سيناريو مكرر لثورة يناير المصرية التي أطاحت بنظام مبارك الذي أراد أن يستمر في الحكم مدى الحياة، لافتًا إلى أن الرئيس المخلوع بليز كومباوري الذي تولى الحكم عقب اغتيال توماث سنكارا في يوم الخميس 15 أكتوبر 1987.

وأضاف سنكارا أن الرئيس بليز وحزبه الوطنى الحاكم أرادا الاستئثار بالسطلة مدى الحياة، حيث قام بتعديل المادة 37 الخاصة بمدة الحكم في عام 91 والتي نصت على انتخاب رئيس الجمهورية لمدة 7 سنوات ثم تعديلها في 97 لمدة 5 أعوام مع إيجاز إعادة انتخابه مرة أخرى وفى 2000 تم تعديلها لمدتين ثم مع انتهاء ولايته طالب الحكومة والبرلمان الموالى له بتعديل المادة حتى تسمح له بمدد أخرى، وبعد موافقة الحكومة على تعديل المادة وتحديد موعد للبرلمان بمناقشة التعديل يوم 29 أكتوبر هب الشعب البوركينى الغاضب ليعلن عن إسقاط النظام واحتلال ساحة ميدان الثورة في العاصمة البوركينية وإعلانهم عدم الرحيل حتى سقوط كومباورى.

وأوضح سنكارا أن الشعب البوركينى استفاد من الثورة المصرية فكانت ثورة سلمية حاشدة أدت إلى اتخاذ الرئيس قرار إقالة الحكومة وتكليفه الجيش بحماية البلاد ثم حل الجيش للبرلمان يوم 30 أكتوبر، ولكن الشعب البوركينى لم يغادر الساحات حتى تم إعلان الرئيس البوركينى تنحيه عن السلطة.

وأكد سنكارا أن الثورة البوركينية استخدمت شعارات "مش هنمشي هو يمشي"، وطالبت بتشكيل حكومة انتقالية ودستور جديد للبلاد.

وتابع سنكارا: إن العالم أجمع اعترف بالثورة البوركينية فالاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة لم تقل إنه انقلاب بل تأكدت بعد تنحي كومباورى بأنها ثورة شعبية ساندها الجيش البوركينى الذي يسعى الآن مع القوى السياسية لصياغة إعلان دستورى بعد حل البرلمان وتنحي الرئيس، ثم تشكيل حكومة انتقالية وفقا للإعلان الدستورى.


"كومباورى" في سطور

ولد كومباوري في مدينة "زينياري" في 3 فبراير1951 ووصل إلى الحكم على فوهة دبابة، وشهد عهده محاولات انقلابات فاشلة.

وكانت قبضة كومباوري القوية على البلاد المنتجة للقطن والذهب والمعتمدة على الزراعة في اقتصادها، أدت إلى انشقاق شخصيات كبيرة في حزبه خلال الشهور الماضية المنصرمة فضلاً عن رغبته في البقاء في السلطة.

قدم كومباوري بعد استلامه الحكم سياسات "تصحيح" أبطل من خلالها سياسات سانكارا اليسارية، وفي العاصمة واجادوجو التي تعد من أفقر دول العالم قام أفراد الحرس الرئاسي بتمرد عسكري على "كومباوري" احتجاجًا على عدم دفع منحة خاصة بالسكن كانت السلطات قد وعدتهم بها في فبراير 2011، ولكنه فر من قصره واتجه إلى مسقط رأسه مدينة زينياري على بعد 30 كيلومترًا من العاصمة، وتلى ذلك إطلاق للنار في الشوارع والاستيلاء على المحال التجارية وسط المدينة وأحرق الجنود منزل قائد الأركان الجنرال "جيلبير ديونديري" ومنزلين لمسئولين عسكريين آخرين، أصيب خلالها عشرات المواطنين إصابات خفيفة ثم جرت محادثات بين المتمردين والمسئولين وتم الاتفاق على تسويات بعد وقف إطلاق النار، ولم تتوقف محاولات الانقلاب ضد "كومباوري" حيث شهد نفس العام مظاهرات قام بها عسكريون احتجاجًا على محاكمة وسجن عدد من رفقائهم المتورطين في جرائم آداب واغتصاب، وحرروا عددًا منهم من السجون وخلال هذه الاحتجاجات تم الاستيلاء على أسلحة حربية من حاميات عسكرية في عدة مدن ومن بينها واجادوجو.

بوركينا فاسو في سطور..

تقع في غرب أفريقيا.. عاصمتها وداجاجو.. اللغة الرسمية الفرنسية.. مساحتها 274، 200 كم2.. عدد سكانها 17 مليون نسمة.. نسبة التعليم الجامعى 10%.. نسبة المسلمين 80%.. الأكلة الشعبية نبات العصيدة والبامية.