وفاة أحد جيراننا في المنطقة، صوان كبير في قلب الشارع يمتلئ بالمعزيين، ومقرئين وسماعات كبيرة في كاقة أركان الصوان والشارع، أردد في سري البقاء لله وربنا يرحمه لكي أصبر نفسي على تحمل علو الصوت. الساعة 11 ينتهي العزاء ويعم السكون في المنطقة، أشعر براحه شديدة مع تصفير في الأذن، أنام وفي اليوم الثاني أصحى على صوت القرآن مره أخرى بصوت عال، لكي أكتشف أن العزاء سيدوم ثلاثة أيام أو أكثر من الساعة 11 صباحًا إلى الساعة 11 ليللًا.
يوم السبت الماضي كان ماتش برشلونة وريـال مدريد وعند ضربة الجزاء للريـال يقوم أحد الجالسين على القهوة ليطفئ الماتش بسبب آذان العشاء.
في الإعداية ومع عودة المدرسين الذين سافروا إلى السعودية إلى القاهرة مره أخرى وهم يحملون معهم الفكر الوهابي، وكانت كرة القدم في مصر في عز مجدها وكان الأهلي قد فاز على الزمالك بالنتيجة الشهيرة 6/1، ودخل أستاذ اللغة العربية بعد ما سمع تحليل الماتش وكيفية أحراز الأهداف، وأخذ يسأل مين بقى قام صلى المغرب قبل العشاء وقت الماتش طبعًا ماحدش عمل كده، الأستاد طبعًا كان مليان وفيه 80 ألف واحد وكلهم هناك من العصر يعني ولا واحد فيهم صلى عصر ومغرب وعشاء وممكن يكون ضم عليهم الظهر ولم يصله.
وأخذ المدرس يندب ويصوت على شباب الأمة الإسلامية وكأنها أرملة فقد زوجها الذي كان يتكفل بكل شيء في حياتها وهي لا تعلم شيئا في الحياة غير استقباله وقت عودته من العمل وتحضير الطعام له.
مره سألت صديقي وإحنا راجعين من الجامعة وهو بيحضر السماعات عشان يحطها في ودنه عشان يسمع محمد منير، بتعمل إيه لما السواق بيكون مشغل أغاني بصوت عالي؟ قال لي بحط السماعات في ودني وأعلي الصوت في الموبيل على آخره، سألته مره ثانية طب لو مشغل قرآن، قال لي ده كده بيحرجني بالذوق فبشيل السماعات في الشنطة وأقعد متكدر طول الطريق.
