الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الكلاب الضالة.. الموت يمشي على أربعة أرجل".. 600 ألف حالة "عقر" سنويًا بمصر.. و55 ألفًا وفاة في العالم.. أطباء بيطريون يصفون أعراض السعار ويؤكدون: الحملات المنتظمة للقضاء عليها هي الحل

الكلاب الضالة..الموت
"الكلاب الضالة..الموت يمشى على أربعة أرجل"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثارت الصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعى حول قيام أشخاص بقتل عدد من الكلاب الضالة حالة من الجدل وصلت إلى حد الاستياء من طريقة التعامل غير الرحيم مع تلك الكلاب، في حين اعتبرها البعض خطوة ضرورية للتخلص منها، والتي تتهم في الكثير من الأحيان بالقتل، حيث تشير إحصائيات صادرة عن مركز المعلومات لعام 2013 لحدوث 600 ألف حالة عُقر سنويًا بمصر، وهو الأمر الذي تواجهه مصر باستيراد 600 ألف جرعة مصل من فرنسا تتكلف نحو 20 مليون دولار علاوة على شراء 300 ألف قرص استركنين وهى أقراص مكلفة.


في اليوم العالمى لمكافحة السعار أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيلها لنحو 55 ألف حالة وفاة في العالم سنويًا بداء الكلب، معظمهم في قارتى آسيا وأفريقيا.

وعلى الرغم من وجود قانون يوجب إعدام الحيوانات التي تظهر عليها أعراض مرض الكلب ويوجب قيام الإدارات البيطرية وأقسام الشرطة بتسميم الكلاب الضالة المتواجدة بالطرق والأماكن العامة وإعدامها مع وجوب ملاحظة دفن الجثث أو حرقها بمعرفة الإدارة البيطرية، إلا إنه مازالت أزمة الكلاب الضالة داخل الشارع المصرى مستمرة، حيث تتكرر حوادث العقر التي تودى بحياة الأشخاص فتسجل الأخبار مقتل ربة منزل بإمبابة أمام منزلها بعدما عقرها كلب ضال ولم تتمكن من مقاومته، وفى قرية بالمنوفية لقيت طالبة تبلغ من العمر 14 عامًا مصرعها، حيث أصيبت بهبوط في الدورة الدموية بعدما عقرها كلب.


"البوابة نيوز" رصدت آراء الخبراء حول واقع الأضرار التي تسببها الكلاب الضالة والأعراض التي تظهر على المرضى من المواطنين إضافة إلى الكلاب أيضًا..

من جانبه قال الدكتور فتحى النواوى أستاذ الرقابة الصحية بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، إن الكلاب الضالة خطرة للغاية وخصوصًا أنها ذات طبيعة عدائية، حيث تهاجم من لا يهاجمها وبدون أسباب تذكر، مضيفًا أن الأطفال هم الأكثر عرضة لهجماتها، فتتسبب الكلاب في أذى الطفل على المستوى النفسى نتيجة الخوف والجسدى إذا ما عقرتهم.


وأضاف النواوى أنه يوجد العديد من الأمراض الخطيرة التي تحملها الكلاب الضالة للأشخاص مثل "داء الكلب" وهو مرض يسبب التهابًا حادًا في الدماغ وفي حال عدم تلقى الشخص المصاب العلاج على وجه السرعة فإن ذلك يتسبب في وفاته، كما أن خطورة المرض تكمن في أنه لا علاج له إلا خلال وقت معين وتكون الأعراض البدائية حالة من الضيق والخمول والصداع وتتزايد لتتحول إلى ألم قوى إضافة إلى نوبات من الجنون، متابعًا أنه لا تقتصر أضرار الكلاب الضالة عند ذلك الحد فهى تعمل على تلويث البيئة عبر فيروسات وأوبئة تحملها ومن خلال القمامة التي تتغذى عليها.


من جانبه قال الدكتور ممدوح مصطفى أستاذ صحة الحيوان بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، إن قضية الكلاب الضالة من القضايا الخطيرة التي تستدعى الاهتمام المناسب بها، مشيرًا إلى أنه يوجد قدر من الإهمال في التعامل مع تلك الكلاب في وقتنا الحاضر، حيث لا يوجد خطة متكاملة لمكافحتها، فحينما يشتكى الناس في قطاع سكنى ما من كثرة الكلاب، تأتى حملات للقضاء عليها وبالفعل يتم القضاء على المشكلة إلا إنها حملات غير منتظمة في الوقت الذي يزداد فيه معدل الكلاب الضالة بشكل كبير.


وأضاف د. مصطفى، أن عقرة الكلب تشكل قدرًا كبيرًا من الخطورة فإلى جانب داء الكلب يوجد السعار أيضًا والأمراض الجلدية كما أنه على الرغم من تقدم العلاج التقليدى الذي كان يشمل 21 حقنة وغيرها من العقاقير مثل مضاد الحساسية، إلا إنه شاق ومرهق، حيث قد لا يستطيع الفرد تحمل تكلفة العلاج من العقر والذي يصل إلى نحو 300 جنيه، واصفًا ذلك بأنه "فوق طاقة البشر" لاسيما بالمناطق النائية والريفية، متابعًا أن هناك العديد من الطرق التي يمكن القضاء بها على الكلاب الضالة وفى مقدمتها استخدام طلقات الخرطوش إلا إنه يمكن التغاضى عن تلك الطريقة إذا كانت مؤثرة على البيئة المحيطة واستخدام السم كبديل.

ولفت إلى أن الكلاب الضالة تتسبب في الإضرار باقتصاديات المنطقة التي توجد بها وخصوصًا في المناطق المأهولة على أطراف المدن، حيث يكثر بها وجود تلك الكلاب، مشيرًا إلى أنه من الأنواع الخطرة أيضًا الكلاب المهاجرة من المناطق الصحراوية إلى المدن فقد تؤثر على الأراضى الزراعية التي يوجد بها ثروة حيوانية مثل الدواجن والماشية، فإذا أصيبت بداء الكلب تنقله للإنسان عن طريق العض.


من جانبه قال الشيخ جمعة محمد علي، إنه يمكن الاستفادة من التجربة الأمريكية التي قامت بتشكيل جمعية الرأفة بالحيوان والعمل على عزل الكلاب الضالة من التجمع السكانى والعمران، مشيرًا إلى أن هناك حالات معينة يباح خلالها قتل الكلاب الضالة في حال إنها تحمل أوبئة أو كونها كلابًا مسعورة تهاجم الناس، مشيرًا إلى أن "الرسول محمد عليه الصلاة والسلام" كان حريصًا على التراحم كما ورد بالحديث النبوى الشريف "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". مستنكرًا ما وقع أمس من قتل الكلاب بشكل عشوائى كما ظهر في الصور بدون أي رحمة.