الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إسرائيل ترضخ للضغوط وتعيد فتح المسجد الأقصى بعد إغلاقه لأول مرة منذ ٦٧.. الولايات المتحدة حذرت دولة الاحتلال.. ودعوات فلسطينية للتصعيد اليوم الجمعة.. وتخوفات صهيونية من اندلاع الانتفاضة الثالثة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تراجعت دولة الاحتلال الإسرائيل عن إغلاقها للمسجد الأقصى، والذي جرى فجر الخميس، والتي كانت أول بادرة لم تجر من قبل، وسط تأكيدات مصادر على أن دولة الاحتلال رضخت للدعوات الدولية، والعربية، إضافة إلى مخاوف من جانبها من تصعيدات قد تكون بداية للانتفاضة الفلسطينية الثالثة.
ونقلت قناة روسيا اليوم عن مدير المسجد الأقصى قوله بأن بوابات المسجد سيجري فتحها فجر يوم الجمعة، إلا إنه ستجري عدد من القيود على أعمار المصلين داخل المسجد غدًا، حيث يعاد فتح المسجد لمن فوق سن الـ٥٠.
وكانت الولايات المتحدة، من بين الجهات الدولية، التي طالبت بان يسمح لجميع المصلين المسلمين بدخول المسجد الأقصى ودعت جميع الاطراف إلى التحلي بضبط النفس إزاء تصاعد التوتر.

وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، في بيان صحفي نقلته وكالات ومواقع إخبارية فلسطينية، أن الأقصى "يجب أن يعاد فتحه أمام جميع المصلين المسلمين".
وكانت إسرائيل قد أغلقت الوصول إلى المسجد الأقصى تماما إلى أجل غير مسمى لأول مرة منذ 1967، عندما وقعت مدينة القدس تحت سيطرة الاحتلال.
بمحاولة اغتيال يهودا غيلك القيادي في اليمين المتطرف الإسرائيلي الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية.
وكان الحاخام اليهودي المتطرف ايهودا غيلك القيادي في اليمني المتطرف الإسرائيلي قد أصيب بجروح حرجة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة ليلة أمس بعد أن أطلق عليه الشهيد المقدسي معتز حجازي النار من على دراجة نارية حيث قال له "أنت تغضبني بوجودك هنا"، وفقا لما نقلته وسائل الإعلام العبرية، إلا إن قوة إسرائيلية حاصرت حجازي واغتالته لتبدأ مواجهات مستمرة بين الشبان المقدسين وشرطة الاحتلال في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة وامتدت لأحياء أخرى بعد قرار إغلاق الأقصى.

ووفقًا للمركز الفلسطيني للإعلام فقد أصيب عشرات المقدسيين مساء اليوم الخميس، بجروح مختلفة خلال مواجهات عنيفة مستمرة في أحياء متفرقة في مدينة القدس المحتلة، ونقل المركز عن مصادر مقدسية قولها بأن المواجهات اندلعت في قرية صور باهر جنوب المدينة مسفرة عن ٣٠ إصابة في صفوف الشبان؛ كما اندلعت مواجهات مماثلة في جبل الزيتون واشتعلت النيران في العديد من الأشجار بعد استهدافها من قبل الجنود بقنابل الغاز والصوت.
كما استمرت المواجهات في حي جبل المكبر ومخيم شعفاط في حين اعتقلت شرطة الاحتلال المسعف نضال أبو غربية من شارع صلاح الدين.
وفي بيان سابق لحركة فتح، وصلت البوابة نسخة منها دعت الحركة مناضليها وجماهير الشعب الفلسطيني، لنصرة المسجد والأقصى والقدس المحتلة.
ودعت مفوضية التعبئة والتنظيم الجمعة كيوم غضب في كل أنحاء الوطن ودول اللجوء والمهجر، للتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني المساس بالمقدسات على رأسها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، واعتبار انتهاكات واستباحة الأقصى بمثابة إعلان حرب دينية على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية.
كما دعت فتح المواطنين للرباط في الحرم القدسي والمسجد الأقصى لحمايته مهما بلغت التضحيات، ولمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها بتهويد القدس ورموزنا المقدسة.

بيان آخر للحركة صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، حذر من إصرار حكومة دولة الاحتلال على تحويل الصراع إلى ديني، ما يعني إغلاق مسار السلام ودخول فلسطين والمنطقة إلى مجهول، لن يكون فيه علامة سوى الدماء والدمار والضحايا الأبرياء.
وجاء في البيان: "إننا كحركة تحرر وطنية ندرك جيدا طبيعة صراعنا الوطني مع دولة الاحتلال الاستيطاني، ونعمل بكل ما أوتينا من قوة لمنع تقديم المبررات للجماعات الإرهابية التي لا دين لها من استغلال القضية الفلسطينية، وحق شعبنا في الحرية والاستقلال والسيادة، لكن إصرار حكومة نتنياهو المتساوقة مع الأحزاب والجماعات اليهودية المتطرفة والاستيطانية، على التقسيم المكاني والزماني للقدس، واستباحة وانتهاك مقدسات شعبنا والأمتين العربية والإسلامية على رأسها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، سيفقد الجميع القدرة على السيطرة، ويفتح بوابة الصراع الديني، ما يحوَّل فلسطين المحتلة التاريخية والطبيعية والمنطقة إلى ساحة صراع ديني عملنا ومازلنا نعمل على تداركها تحقيقا لعدالة قضيتنا الوطنية، واحتراما لرغبة العالم بالسلام".
ودعت الحركة مناضليها والشعب الفلسطيني في الوطن: "إلى النفير العام والمرابطة في الحرم القدسي وحماية المسجد الأقصى مهما بلغت التضحيات".
وأضافت البيان: "إن اغتيال المواطنين الفلسطينيين المقدسيين وآخرهم على القائمة الأسير المحرر معتز حجازي، وإغلاق المسجد الأقصى ومنع المؤمنين من الوصول إلى مكان عبادتهم، هي جرائم مخالفة للقانون الدولي تتحمل حكومة نتنياهو المسئولية الكاملة عن تداعياتها الخطيرة".

وبدوره حمل المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة مسئولية الأوضاع المتفجرة في القدس، مؤكدًا أن كل الممارسات والانتهاكات والتصريحات المتغطرسة للمسئولين الإسرائيلين اتجاه القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من شأنها أن تصب الزيت على نار التوتر المتصاعد في القدس المحتلة.
وحذر عساف في تصريحات صحفية من التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن إقدام سلطة الاحتلال الإسرائيلي على اغلاق الحرم القدسي الشريف، داعيا جماهير شعبنا إلى المرابطة فيه والدفاع بكافة الوسائل عنه، مؤكدًا أن حركة فتح ستكون في مقدمة الصفوف لإفشال المخطط الإسرائيلي الذي يهدف لتقسيم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين "الأقصى المبارك"، زمانيا ومكانيا، يقود إلى حرب دينية تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم اجمع.
وأكد عساف أن حركة فتح والشعب الفلسطيني سيتصدون بكل الوسائل إلى هذا المخطط الإسرائيلي، داعيا في الوقت نفسه المجتمع الدولي وخاصة اللجنة الرباعية، لتحمل مسئولياتهم وممارسة كل اشكال الضغط على حكومة نتنياهو التي تنتهك بشكل سافر القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة وتهدد ممارساتها على الارض من تهويد واستيطان جهود السلام ومبدأ حل الدولتين.

وبدوره قال عزام الأحمد عضو حركة فتح الفلسطينية، ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض إن القدس يعاني بصورة شبه يومية، وأن أحداث اليوم ما هي إلا تراكمات، ونتاج للتصعيد الصهيوني المستمر على الأقصى والذي يجري على مسمع ومرأى من الجميع دون أي رد فعل من جانب الأشقاء العرب.
وأكد الأحمد في تصريحات خاصة للبوابة على أن الأشقاء العرب مقصرين بشكل كبير في حق القضية الفلسطينية بشكل عام، وبحق الأقصى والقدس على وجه الخصوص.
وأشار الأحمد إلى أن أهل القدس يقفون بصدر عار أمام رصاص الاحتلال، وسط مسمع ومرئى من العالم وبدون أية مواقف على أرض الواقع.
وأضاف الأحمد:" القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ٦٧، وبالتالي هي أراضي محتلة تعاني كما تعاني جنين ونابلس ورام الله وغزة، ورفح، وفوق ذلك هناك معاناه مضاعفه لأهل القدس لأن إسرائيل اتخذت قرارا بضمها لها ولم يعترف أحد بها في العالم كله، حتى الولايات المتحدة ".
ولفت الأحمد إلى أنه حتى الهجوم الأخير على غزة بدأ في القدس، بعملية يندى لها جبين الإنسانية، والمتمثلة في حرق الفتى الفلسطيني "محمد أبو خضير" حيّا أمر لم يحدث في أي مكان من قبل، فلم يجر لا في الاراضي الفلسطينية المحتلة ولا في بلدان أخرى.
وأكد: قدر أهل القدس بأن يجري التعامل معهم بقسوة غير عادية، لكنهم وبرغم ذلك صامدون، ومستمرون على موقفهم.
وأشار إلى أنه ما أن تم وقف الإطلاق النار في غزة، هدأت الأمور في المناطق الأخرى لكنها لم تهدأ يوم في القدس، ولا يمر يوم أو يومين إلا ويسقط شهيد.
وأكد على أن كل ما يجري في القدس يندرج تحت إطار محاولات تهويد القدس التي تجري على قدم وساق من قبل المتعصبين اليهود، لافتًا إلى أن هناك تمييزا عنصريا رهيبا ضد المواطنين المقدسيين، الذين يعون جاهدين ويتحملون العبء الأكبر في التصدي للمتعصبين اليهود وقطعان المستوطنين الذين يحاولوا تغيير هوية المدينة بالسيطرة على بيت هنا، وبيت هناك والسيطرة على المقدسات، وخاصة المسجد الأقصى.
وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني قد صعدت من اعتداءاتها تجاه القدس، والمواطنين المقدسيين، بل ولأول مرة في تاريخ المسجد الأقصى تقوم شرطة الاحتلال بإغلاقه فجر اليوم أمام المصلين ومنعتهم من الوصول إلى باحاته بصوره أثارت انتقاد كل الدول العربية والإسلامية.