الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

داعشْ .. و الجيلُ الخامسُ منْ تنظيمِ القاعدةِ (1-2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- الانطلاقُ من القاعدةِ – قاعدةِ الخلافةِ- إلى دولةِ الخلافةِ الإسلاميةِ كاملةً ! ... زعموا.
يتمثلُ الجيلُ الخامسُ لتنظيمِ "القاعدةِ" في اندماجِ واتحادِ جميعِ التنظيماتِ الإرهابيةِ على مستوى العالمِ في كيانٍ واحدٍ، وتحالفٍ جديدٍ تحت قيادةِ الإرهابي "أبي بكرٍ البغداديِ" الزعيمِ الحالي لما يعرفُ بتنظيمِ "داعش" الإرهابيِ، و سيتمُ تغييرُ اسمِه في المرحلةِ الجديدةِ ليتماشي مع الواقعِ الجديدِ الذي سيتشكل، وكذلك مع مقتضياتِ المرحلةِ ليصبحَ "دولةَ الخلافةِ الإسلاميةِ" ... زعموا!
وفور حدوثِ ذلك ينتهي تمامًا أيُّ دورٍ لتنظيمِ "القاعدةِ" الإرهابيِ، ويختفي بالمرةِ من الوجودِ، ويتوارى عن الأنظارِ -إنْ لمْ يقتلْ- زعيمُه الحاليُ "أيمن الظواهري" نهائيًا.
وذلك أنَّه مع اكتمالِ و تمامِ الجيلِ الرابعِ لتنظيمِ "القاعدة" و المتمثلِ في مرحلةِ "اللامركزية" ، فكان التنظيمُ ممثلًا بمجموعاتٍ منفصلةٍ كــ "أنصارِ الشريعةِ" و "أنصارِ بيتِ المقدسِ" و على شاكلتِهما ، وكانتْ اللامركزيةُ التي تمتعتْ بها تلك التنظيماتُ ، سببًا رئيسًا في خروجِ الأمورِ عنْ سيطرةِ التنظيمِ الأمِ في أفغانستان ، وبدأتْ الخيوطُ جميعُها تتسربُ منْ بين يدي زعيمِه الحاليِ "أيمن الظواهري" ، و بدا التنظيمُ على شفا خطوةٍ من الانهيارِ والتفككِ التامِّ، بعد أنْ أثبتتْ فكرةُ اللامركزيةِ فشلَها التامَّ.
وواكب ذلك أيضًا صحوةٌ في وعيِ الشعوبِ العربيةِ والإسلاميةِ، ما مكَّنها من اكتشافِ حقيقةِ تلك التنظيماتِ المنتسبةِ للإسلامِ ، ونتج عنْ تلك الصحوةِ أحداثًا جسامًا كان منها تنحيةُ الإخوانِ عن الحكمِ في مصرَ و محاولةُ الدولةِ الليبيةِ استعادةَ الدولةِ المخطوفةِ منْ قِبَلِ تنظيمي "الإخوانِ" و"القاعدةِ" ، وغيرُها من الأحداثِ التي دعتْ تلك التنظيماتِ إلى إعادةِ التفكيرِ في مجرياتِ الأمورِ و العملِ على التوحدِ مرةً أخرى وتنحيةِ الخلافاتِ جانبًا إلى حين، من أجلِ مواجهةِ التحدياتِ التي تواجه تلك التنظيماتِ الإرهابيةِ.
وصادف ذلك كلُّه صعودَ نجمِ "أبي بكرٍ البغداديِ" و الذي استطاع أنْ يفرضَ نفسَه بقوةٍ على الساحةِ في كلٍّ منْ سوريا والعراقِ وبوحشيةٍ شديدةٍ مقصودةٍ لذاتها، من أجلِ بثِّ الرعبِ في قلوبِ الأصدقاءِ قبل الأعداءِ ، و هو ما دفعَ تلك التنظيماتِ و الأفرادِ الدمويةَ المتوحشةَ من مصاصي الدماءِ و آكلي لحومِ البشرِ إلى الإعجابِ ، بل والافتتانِ به و الالتفافِ حولَه ، و مبايعتِه على أساسِ كونِه مؤهلًا لقيادةِ التنظيماتِ الإرهابيةِ مجتمعةً لتتوسعَ و تضمَّ أرضًا جديدةً يستطيعُ هو من خلالِها أن ينشئ "الدولةَ الإسلاميةَ" المزعومةَ .
فاندفعتْ أفرادٌ كثيرةٌ –وكثيرةٌ جدًا- منتميةٌ بالأساسِ لتنظيمِ "القاعدةِ" بقيادةِ "الظواهري" إلى نقضِ بيعةِ "الظواهري" ومبايعةِ "البغدادي" والانتماءِ للتنظيمِ الوليدِ والتنظيمِ الأمِّ، لكي تنتمي إلى "دولةِ الخلافةِ الإسلاميةِ".. زعموا.
بلْ لقد وصلَ الأمرُ إلى درجةِ أنْ قامَ أفرادٌ من أفغانستان ممن يعتبرون من الرَّعيلِ الأوَّلِ والجيلِ المؤسسِ لتنظيمِ "القاعدةِ" الإرهابيِ ، وأصدقاءَ مقربين "للظواهري" بلْ من "ابن لادن" نفسِه، بنقضِ بيعتِهم "للظواهري" ومبايعةِ "البغدادي" ، وهؤلاء وإنْ لم يكونوا عددًا كبيرًا إلا أنَّ مكانتَهم الكبيرةَ داخلَ التنظيمِ تجعلُ من تركِهم للتنظيمِ ضربةً تكادُ تقسمُ ظهرَ "الظواهري" وتنظيمِه، إنْ لمْ تكنْ قد كسرته بالفعلِ .
على ما سنبينُه في المقالِ القادمِ إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
و ....
في الأُسْبُوعِ القادمِ ... للحديثِ بقية ... إنْ شاءَ ربُّ البرية.