الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

رحيل نعمان جمعة.. آخر الوفديين الأحرار

الدكتور نعمان جمعة
الدكتور نعمان جمعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحد الرجال القلائل الذين واجهوا مبارك، وقتما التزم الجميع السكون في الجحور واتجه تجار السياسة لعقد الصفقات، هو الرئيس الرابع لحزب الوفد، والمركز الثالث في انتخابات الرئاسة عام 2005. 
نعمان جمعة، ابن الأصول والزوات، الذي رحل اليوم، عن عمر يناهز 80 عاما، بعد صراع مع المرض في مستشفيات باريس، لينهي مسيرة طويلة من الصراع السياسي، تاركا بصمات كبيرة داخل جدران حزب الزعيم سعد زغلول "الوفد"، ويضيف للمصريين نموذجا سياسيا يحتذي به.
من المشاركة مع الفدائيين في مواجهة الإسرائليين في سيناء عام 1956، إلى أسره من القوات الفرنسية، إلى مواجهة الفساد داخل وخارج حزبه، سطور طويلة يسطرها جمعة بأحرف من نور، حيث التحق دكتور نعمان جمعة بكلية الحقوق، وبعد التخرج عمل وكيلًا للنائب العام، وتنقل بين نيابات جنوب القاهرة، وباب الشعرية، ثم سافر نعمان جمعة إلى فرنسا في بعثة لنيل درجة الدكتوراه في القانون من جامعة باريس، وقد كان.
انضم إلى صفوف هيئة التدريس للاستفادة بكفاءته، وهناك أيضًا عمل بالمحاماة. وبعد عشر سنوات قضاها في باريس قرر نعمان العودة إلى مصر، ليدرس لأجيالها القانون، والتحق للعمل بالتدريس في حقوق القاهرة، وتدرج أستاذ الجامعة في المناصب حتى انتخب عميدًا لكلية الحقوق مرتين متتاليتين، من عام 1988 إلى عام 1994، ورئيس قسم القانون المدنى لمدة سبع سنوات.
وتمكن الدكتور نعمان جمعة من الحصول على حكم تاريخي بعودة الوفد إلى الحياة السياسية عام 1984، كان الدكتور نعمان ينظم عملية ترشيح الوفد لقائمة انتخابات المحليات في شمال القاهرة، بالتعاون مع كرم زيدان وأحمد طه، وذلك للحصول على قرار سليم يمكنه من الطعن أمام القضاء الإداري.
بعد تلك النجاحات بات نعمان هو الذراع اليمني، والرجل الثاني لفؤاد باشا، ظل ملاصقًا له، يشاركه تحركاته، وقراراته، وكل معارك الوفد، ومع عودة الوفد وصدور صحيفته في 22 مارس، 1984، خصص الدكتور نعمان جمعة له زاوية بالصحيفة بعنوان نبضات، في 9 أغسطس عام 2000.
رحل فؤاد سراج الدين، وكان الدكتور نعمان هو النائب الأول لرئيس الوفد، وحسب نص لائحة الحزب، يتولي النائب الأول الرئاسة لحين انتخاب الرئيس الجديد، ثم صار بعدها رئيسا منتخبا للحزب، وبدأ مشوار جديد في النضال السياسي انتهى بمواجهة تاريخية لمبارك في انتخابات رئاسة 2008، ليتنحي قليلا بعدها، ويبدأ صراعا مع المرض انتهى برحيله إلى دار الآخرة.