الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

نداء تونس توقف تمدد "سرطان الإخوان".. الحركة تكتسح الانتخابات البرلمانية وتستعد لتشكيل حكومة جديدة وترفض "مداهنة الغنوشي".. وخبراء يتوقعون عودة العلاقات مع تونس بعد قلعها عباءة "الجماعة"

نداء تونس توقف تمدد
نداء تونس توقف تمدد سرطان الإخوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسعى حركة نداء تونس إلى تشكيل الحكومة الجديدة والتي ستدير البلاد لمدة خمس سنوات وسط محاولات من حزب النهضة الذي يعلل نفسه ويرقبها بحكومة ائتلافية تحفظ له بعض المكاسب السياسية والاستمرار في إدارة الدولة، فقد جددت حركة النهضة على لسان زعيمها راشد الغنوشي الدعوة إلى حكومة وحدة وطنية قائلا "إنه لا مجال لإقصاء أحد في تونس اليوم.. أما رئيس حزب نداء تونس، الفائز في الانتخابات فقد قال تعليقا على التحالفات المقبلة إن "حزبه مستعد للتحالف مع الأقرب لنا والعائلة الديمقراطية أقرب لنا" دون أن يسمي حزبًا أو أحزابًا بعينها كما أن عضو اللجنة المركزية لحركة نداء تونس محسن مرزوق أكد في تصريحات صحفية أنه لا يمكن لنداء تونس التحالف إلا مع من يشبها.

وقال إن حزب النهضة لا يشبهنا ولن نتحالف معه حتى يشبهنا على حد تعبيره، وأضاف مرزوق أنه ثمة فارق بين التعايش مع حزب النهضة الإخواني داخل البرلمان وبين التحالف معه الذي يبدو مستحيلا لأن المباديء ليست واحدة.
وبعد الانتصار الكاسح الذي حققه حزب النهضة، طفت على السطح بعض الأسئلة المهمة والملحة.. فما هو مستقبل حزب النهضة التونسي في تونس بعد فوز حركة نداء تونس بأغلبية مقاعد البرلمان وما انعكاسات ذلك على مستقبل الجماعة في الدول العربية لا سيما ليبيا نتيجة لخصوصية العلاقة بين حزب النهضة وحكومة الإخوان غير الشرعية في طرابلس ؟


بارقة أمل 
يقول محمود الخميري سفير تونس لدى القاهرة، إن فوز نداء تونس بالانتخابات التشريعية أمر في غاية الأهمية، مشددا على أن ذلك أعطى التونسيين الأمل في المستقبل.
وأوضح الخميري، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن نجاح الانتخابات التشريعية في تلك الأجواء يعد بمثابة نقطة ضوء وسط الظلام الدامس، مضيفا أن الشعب التونسي يتطلع إلى الانتخابات الرئاسية ويختتم تلك المرحلة المضطربة من تاريخ الدولة التونسية.
وأشار الخميري إلى أنه كانت هناك بعض المخاوف من عمليات إرهابية تعرقل مسار العملية الانتخابية لكن ذلك لم يحدث كما كنا نتوقع عزوفا كبيرا من الشارع لكنه فاجأنا بالاقبال الكبير للتصويت في هذه الانتخابات التي اقرت الديمقراطية في تونس.
وأضاف، "حتى ردود الفعل العالمية اشادت بالانتخابات التونسية"، مشيرا إلى تصريح وزير الخارجية الفرنسي حول العملية الديمقراطية في البلاد، حيث قال "الديمقراطية ممكنة في العالم العربي في تعليقة على العملية الانتخابية في تونس".

وقال الخميري، إن هناك تحديات كثيرة أمام أول حكومة جديدة ستنبثق عن البرلمان الجديد ذي الاغلبية العلمانية أولها التحديات الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والنهوض بالتعليم والصحة والقضاء على الفقر والبطالة، إضافة إلى التحدي الأمني والمتمثل في الإرهاب والذي هو دخيل على الدولة التونسية.
وأوضح، أن الجهاز الأمني في تونس استرد عافيته ونجح في توجيه عدة ضربات استباقية للإرهاب، مؤكدا أن كل من سيرفع السلاح في وجه الدولة سيتم التعامل معه بشدة وحزم.

ذهاب بلا عودة
وترى الفة سلامي الإعلامية التونسية والباحثة بقسم السياسات العامة بالجامعة الأمريكية أن العلاقات بين القاهرة وتونس جيدة لكن أصابها بعض التوتر بسبب المنتمين لجماعة الإخوان.
وأضافت سلامي في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن من خلق هذه الحساسات يتوارى الآن ويتراجع إلى الخلف.
وأضافت سلامي أن فوز حركة نداء تونس بأغلبية نسبية في الانتخابات التشريعية التي شهدتها تونس يعني أن تونس مقبلة على مرحلة جديدة لاسيما وان باكتمال الانتخابات التشريعية نكون قد وصلنا إلى المرحلة قبل الأخيرة من اكتمال خارطة الطريق.
وقالت إن البرلمان الجديد يكتسب اهميته كونه سيملك آلية التشريع لمدة خمس سنوات قادمة وان الاهم هو من سيحكم تونس خلال هذه الفترة. وأشارت سلامي إلى أن هناك تحديات تحتاج إلى حكومة لديها رؤية حتى يمكنها الخروج بتونس من النفق الذي تعيش فيه منذ بداية الثورة، مضيفة أن المرحلة القادمة هي مرحلة العمل ولا مجال فيها لرفاهية الخلافات السياسية لأن هناك تحديات كثيرة أبرزها التحدي الاقتصادي المتمثل في التضخم والركود والعجز الكبير في الميزانية وارتفاع نسبة البطالة. إضافة إلى التحديات الأمنية المتمثلة في النشاط المتزايد للجماعات الإرهابية وهو ما يتطلب تنسيقا امنيا مع دول جوار تونس لاسيما الجزائر.
أضافت سلامي: يجب أن يكون هناك تنسيق أمني مع القاهرة لأنها تواجه نفس العدو، فالجماعات الإرهابية تغزو المنطقة تحت شعارات مختلفة ومسميات عدة من قاعدة لداعش والسفلية الجهادية وغيرها وكلها تحمل ذات المنهج والأفكار.
وأكدت الفة سلامي أن اطرافا دولية واقليمية تدعم الإرهاب في المنطقة وان أجهزة مخابرات اجنبية تساند التطرف ويتضح ذلك من تحركاتهم وعتادهم وترسانة السلاح التي يمتلكونها وهو ما يتطلب جهدًا عربيًا مشتركًا للتصدي لهذا الخطر الذي يهدد كل دول المنطقة.


بداية النهاية 
ويؤكد حميد بن نايل الناشط السياسي الليبي: إن تقدم حركة نداء تونس في الانتخابات التشريعية الأخيرة وتراجع حزب النهضة الإخواني مؤشر قوي على قرب انتهاء هيمنة الإخوان على الدولة الليبية.

وأضاف بن نايل في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن هناك دعمًا قويًا لجماعة الإخوان من أطراف إقليمية وقد تقلص هذا الدعم نتيجة الضغوط الدولية، ما أدى لتراجع نسبة المقاعد التي حصدها حزب النهضة في الانتخابات التونسية الأخيرة لصالح حركة نداء تونس والأحزاب الأخرى.

وأشار إلى أن سبب تراجع شعبية النهضة هو اكتشاف الشعوب حقيقة جماعة الإخوان، وهو ما حدث في مصر وتونس وقريبا سينتهي أي دور سياسي للجماعة في ليبيا، لا سيما بعد أن رفعت السلاح في وجه الشعب الليبي واعترضت إرادته الحرة في اختيار ممثليه في البرلمان الشرعي.
وأشار بن نايل إلى وجود تعاون كبير بين إخوان ليبيا وإخوان تونس في كل المجالات، وأن حزب النهضة قدم خدمات كثيرة للجماعة في ليبيا أقلها الخدمات الإعلامية.


وعي تونسي 

ويقول السفير جلال الرشيدي، مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، إن مؤشرات فوز حركة نداء تونس بأغلبية ولو كانت نسبية في الانتخابات التشريعية التونسية، تعكس ادراك الشعب التونسي لخطورة الإرهاب، وتصدره القرار السياسي في تونس. 
وأوضح الرشيدي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن تراجع حزب النهضة الإخواني يؤكد إن الجماعة انكشفت للرأي العام العربي، لأنها قدمت صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين، وان مشروعها قد فشل. 
وأضاف الرشيدي، أن هيمنة الجماعة على القرار السياسي في تونس عقب الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين، افسد على تونس علاقاتها الخارجية، خاصة مع الاتحاد الاوربي والصين وأمريكا، كما أنه اثر على النشاط الاقتصادي الأول للشعب التونسي، والمتمثل في السياحة.
وتوقع الرشيدي اختفاء الجماعة من المشهد السياسي في المنطقة تماما خلال المدى المنظور، خاصة وان ليبيا تحذو حذو تونس أو سبقتها في ذلك، بعد التراجع الكبير للجماعة في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها ليبيا في يونيو الماضي، ورفضها للتعاطي مع الاليات الديمقراطية والاحتكام للسلاح، وهو ما يكاد يدخل ليبيا في حرب أهلية