الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"كوباني" الكردية.. مدينة باسلة أوقفت إرهاب "داعش"

داعش
"داعش"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من القدرات والإمكانيات والمهارات التي اكتسبها مقاتلو التنظيم المعروف بـ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وأيضًا سمعته الوحشية التي يحرص التنظيم على أن تسبقه إلى المناطق التي يرغب في الاستيلاء عليها، والتي مكنته من تحقيق انتصارات ومكاسب كبيرة على الساحة السورية، إلا إن هذا التنظيم وجد نفسه يصطدم بمدينة باسلة تقف في وجهه لا تخشى بطشه، يقاتل أهلها بكل ما أوتو من قوة مدافعين عن مدينتهم ببسالة جعلتهم يحظون باهتمام سياسي وعسكري وإعلامي واسع النطاق لصمودهم في وجه هذا التنظيم المتشدد، لذا كان لزامًا أن نسلط الضوء على هذه المدينة وعلى أهميتها بالنسبة للفصائل الكردية وبالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية".
كوبانى أو عين العرب كما يطلق عليها مؤخرًا هي مدينة سورية تقع شمالي محافظة حلب على الحدود مع تركيا والتي يحاصرها حاليًا تنظيم الدولة الإسلامية سعيًا منه للسيطرة عليها وحسم معركته مع المقاتلين الأكراد - وهم اهل المدينة الذين يستميتون في الدفاع عنها.
وتعتبر كوباني من أقدم المدن الصغيرة في المنطقة ولكن لا توجد مصادر تؤكد سبب ومعنى تسميتها حيث تعددت الروايات، فترجح رواية إلى أن سبب تسميتها يرجع إلى الشركة الألمانية التي كانت متعهدة لمد وتنفيذ خط السكة الحديدية الواصلة بين اسطنبول وبغداد عبر شمالي حلب، حيث افتتحت مكتبا لها في موقع كوباني الحالي لإنجاز المشروع وأن سكان المناطق القريبة كانوا يسمعون من بعض الخبراء الأجانب اسم "كومباني" أي شركة باللغة الإنجليزية، وتم تداول الاسم وتحويره مع مرور الزمن ليصبح ما هو عليه اليوم "كوباني".
وفى رواية أخرى تشير إلى أن أصل الاسم جاء من اسم القرية التي كانت موجودة فيها ( كاني عربان ) وهو اسم كردي قديم للمنطقة ومازال يطلق على الطرف الشمالي من المدينة، والتي كان بها عين مياه يقصدها رعاة من العرب لرعي أغنامهم منها، وترجم هذا الاسم بعد ذلك إلى العربية ليصبح "عين العرب".
تتوسط كوباني جغرافيا أكبر تكتلين للأكراد في سوريا وهما (القامشلي) شمال شرق سوريا و(عفرين)شمال حلب، وتعد كوباني الثالثة من ناحية عدد السكان الأكراد الموجودين بسوريا، وتضم المدينة ما يقرب من 440 قرية ومزرعة والتي يسكنها الأكراد العرب، وتبعد مدينة كوباني عن القامشلي بما يقرب من 200 كيلو متر، وعن مدينة عفرين ما يقرب من 160 كيلو مترًا.
وتتميز كوباني بأنها تضم إدارة ذاتية بقيادة كردية وتضم هيئات محلية أشبه بالوزارات من أبرزها الدفاع والحماية والعدل والداخلية والزراعة والثقافة.. ونشأت تلك الإدارة بعد سيطرة مقاتلي "وحدات حماية الشعب الكردي"، التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "بي واي دي" وهو أكثر الأحزاب الكردية نفوذًا وإعلانه الإدارة الذاتية والتي تشمل ثلاثة مدن وهي ( قامشلي – كوباني – عفرين)، وذلك إثر قتال مع النظام السوري وإخلاء القوات النظامية مقرات لها وطرد الأكراد لكل العناصر التابعة لحزب البعث الحاكم.
وترجع أهمية كوباني بالنسبة للفصائل الكردية والتي تدافع عنها بشراسة، أنها تمثل لهم جزءا مهمًا بالنسبة للحلم الكردى بالاستقلال وتكوين (المشروع القومي الكردي) خصوصًا بعد نجاح تجربة الإدارة الذاتية الكردية حيث تشكل كوبانى إحدى المقاطعات الثلاث التي أعلنها حزب ال(بي واي دي) وفي حالة سقوطها أمام داعش لن يتمكن الأكراد وقتها التحرك بين المدينتين الأخرتين (القامشلي وعفرين) وبذلك يسقط مشروع الدولة المستقلة الكردية لوقوعها في قلب المشروع الاستقلالي الكردي.
أما بالنسبة لأهميتها لتنظيم داعش فهناك عدة آراء حيث يتجه رأي أنه بالرغم من سيطرة التنظيم على شريط حدودي طويل مع تركيا، بالإضافة لسيطرته على عدة معابر لكن التنظيم يرى أن لهذه المدينة أهمية خاصة لما لها من موقع يؤدي إلى غرب مناطق حلب وشرق مناطق بالرقة وهما منطقتين تحت سيطرة التنظيم، وبالاستيلاء عليها سيحافظ التنظيم على مواقع فرض سيطرته بها وأيضًا ربط هذه المناطق وتزداد رقعة نفوذه على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا.
ويتجه رأى آخر أن أهميتها ترجع إلى رغبة التنظيم في ضرب المشروع القومي الكردي باسم المشروع الإسلامي الذي يتبناه حيث إن تنظيم الدولة يؤكد أن الصراع مع الأكراد ليس عرقيا بل دينيا.
وتعد المشكلة الأكبر التي تواجه الأكراد في كوبانى بالرغم من بسالتهم في الصمود في وجه التنظيم هو عدم الحصول على الإمدادات بالشكل اللازم نتيجة موقع المدينة الجغرافى المعزول بين المناطق العربية.
يذكر أن التنظيم يقوم بشن هجمات مباغتة منذ أكثر من شهر على مناطق بالقرب من عين العرب سيطر خلالها على نحو 67 قرية، مما دفع قرابة 160 ألف شخص من المدنيين الأكراد إلى الفرار إلى تركيا.
كما كان قد وصل نحو 300 مقاتل كردي من تركيا إلى سوريا لمساعدة إخوانهم المحاصرين في سوريا.