الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

محمود صلاح يكتب: أسرار محاولة الإخوان لاغتيال عبدالناصر "1"

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حادث المنشية

كان صباح يوم الأربعاء 27 أكتوبر عام 1954 يومًا نادرًا عند باعة الصحف في القاهرة. وبقية عواصم محافظات مصر. لأن جرائد الصباح التي كانوا يبيعونها طوال اليوم نفذت كلها في ساعة واحدة أو أقل!

وكل مَن أسعده حظه بشراء جريدة. توقف في الشارع أو جلس في أقرب مقهى يقرؤها بشغف ولهفة. وقد تجمع حوله نفر من الناس يقرءون نفس الخبر المثير الذي ألهب مشاعر المصريين.

وكانت جريدة "الأخبار" اليومية أكثر الجرائد اهتمامًا بهذا الخبر وتفاصيله.

الخبر الذي دخل التاريخ.. ولن يخرج منه أبدًا !

خبر.. محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر‍‍‍!

كانت مانشيتات عناوين الصفحة الأولى كلها باللون الأحمر..

وكانت تقول:

"محاولة اغتيال جمال عبد الناصر".

"إطلاق 8 رصاصات عليه وهو يخطب في الإسكندرية".

"نجاة الرئيس والقبض على الجناة".

"جمال عبد الناصر يخطب مرتين عقب الحادث" ‍!

***

أما القصة الرئيسية على نفس الصفحة الأولى وكان عنوانها "الشعب يقبض على الجناة" فكانت تقول:

"حاول شاب من الإخوان اغتيال جمال عبد الناصر. أطلق عليه ثماني رصاصات وهو يخطب مساء أمس في ميدان المنشية بالإسكندرية. لم يصبه الرصاص. استمر يخطب. قبض الشعب على الجاني وفى يده المسدس. وقبض الشعب على الجناة الذين كانوا معه. الجاني اسمه محمود عبد اللطيف. سمكري من إمبابة في الإخوان.

تولت النيابة التحقيق مع المتهم في السجن الحربي بمعسكر مصطفى كامل. الجاني كان عضوًا في الإخوان منذ 16 سنة. لم يترك جمال عبد الناصر المنصة. صاح في الجماهير: فليبق كل منكم في مكانه. أيها الرجال فليبق كل منكم في مكانه. دمي فداء لكم. حياتي لكم. ودمي منكم ولكم. دمي فداء لكم. أنا لست جبانًا. أنا أقبل الموت من أجل حريتكم. من أجل كرامتكم. من أجل عزتكم".

ومضت جريدة " الأخبار " تكمل قصة الحدث المثير فقالت:

"حاول زملاء جمال أن يمنعوه من الاستمرار في الكلام. لكنه أصر على أن يتكلم. كان صوته رهيبًا مليئًا بالشجاعة والتأثر. واستمر واقفًا أمام الميكروفون والرصاص يتناثر حوله وهو يقول: أنا جمال عبد الناصر.. لا أخشى الموت!

***

مَن إذن أصيب في محاولة اغتيال جمال عبد الناصر؟

ومَن هو الجاني.. والذين كانوا معه ؟

قالت " الأخبار":

" جُرح في الحادث الأستاذ ميرغني حمزة الوزير السوداني والأستاذ أحمد بدر سكرتير هيئة التحرير في الإسكندرية. نتيجة تطاير شظايا زجاج مصباح كهربائي ".

أما المتهمون فهم محمود عبد اللطيف محمد ويبلغ من العمر 35 عامًا. ويعمل سباكًا بإمبابة بالقاهرة. وقد ضبط متلبسًا بإطلاق الرصاص. فقد هجم عليه العسكري حسن الحالاتي وهو من بوليس باب شرقي. وكان يبعد عن المتهم بأربعة أمتار!

وقال المتهم في التحقيق أنه وصل الإسكندرية أمس الأول لحضور الاحتفال. واعترف بإطلاق الرصاص. وقال في أول الأمر أنه أطلق الرصاص على سبيل الابتهاج. باعتبار أنه محارب قديم في فلسطين. وقال إنه نزل في لوكاندة السعادة بمحطة مصر. لكنه أنكر صلته بالمتهمين الآخرين.

وقد دلت التحريات أنهم كانوا يجلسون جميعًا في مقهى. قبل الانتقال مباشرة إلى مكان الاحتفال. وعثر في جيبه على رصاص من نفس النوع المستعمل. كما تبين أن المسدس الذي استعمله من طراز براوننج. والمتهم ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين من عام 1938.

أما المتهم الثاني محمد عامر حماد رئيس قسم بإحدى شركات الغزل "الشركة المتحدة للغزل في الإسكندرية" ووجد في قدمه آثار طلق ناري قديم. وأنكر صلته بالمتهمين الآخرين من الإخوان.

والمتهم الثالث محمد إبراهيم دردير ويعمل بالميناء عاملًا ووجدت معه سبع طلقات. والمتهم الرابع الحسيني السيد عرام. عامل بمخزن المنطقة التعليمية بدمنهور.

وقد اُرتكبت الجريمة على بعد 20 مترًا من المنصة التي كان يقف فيها جمال عبد الناصر. وأطلق محمود

عبد اللطيف الرصاص. في اللحظة التي انتهز فيها هتاف الجماهير عند بدء خطاب الرئيس. وكان السيد الميرغني حمزة يجلس على يسار الرئيس. وكان المتهم في الصف الثاني ويضع على كتفه الأيسر علم التحرير!

وقد تم القبض على 8 آخرين غير المتهمين وأحيلوا إلى قسم المنشية للتحقيق معهم.

***

كيف وقع الحادث ؟

كان جمال عبد الناصر واقفًا على المنصة العالية يخطب.. لم يكن قد مضى على بداية كلمته أكثر من ثلاث دقائق. وكان يتحدث عن كفاح الماضي.

وكان يقول: بدأت كفاحي في هذا الميدان.. ميدان المنشية.. في سنة 1930. خرجت وأنا طالب صغير بمدرسة رأس التين أنادي بالحرية والعزة والكرامة..

هنا دوّت ثماني رصاصات.. كلها كانت موجهة إلى جمال عبد الناصر !

- وصاح بعض الناس: امسكوه.. امسك اللي ضرب.. امسكوه !

لكن جمال عبد الناصر لم يتوقف عن كلامه.

صاح في الجماهير الغاضبة الواجفة التي تفرق بعضها على صوت الرصاص قائلًا: فليبق كل في مكانه. أيها الرجال. فليبق كل في مكانه. أيها الأحرار فليبق كل في مكانه.

كان صوت جمال عبد الناصر يزأر وهو ينادي الجماهير بالثبات.

بينما اتجهت الجماهير إلى مكان الجناة تحاول أن تفتك بهم.

وصرخ جمال عبد الناصر بصوت متهدج: أنا دمي فداء لكم. حياتي لكم. دمي فداء مصر. أيها الرجال أيها الأحرار دمي فداء لكم. حياتي فداء لكم.

وظنت الجماهير أن جمال قد أصيب.. فعلا صراخها واشتدت ثورتها وغضبها لكن جمال استمر يتكلم ويهدئ الشعب.

وقال: أنا جمال عبد الناصر أتكلم. بعد أن حاول المغرضون الاعتداء عليّ وعلى حياتي. إن حياتي فداء لكم. أيها الرجال أيها الأحرار. إن جمال

عبد الناصر ملك لكم جميعًا. حياة جمال عبد الناصر ملك لمصر كلها. وهاهو جمال عبد الناصر بينكم. أنا لست جبانًا. أنا أستقبل الموت سعيدًا. من أجل حريتكم ومن أجل عزتكم. ومن أجل كرامتكم.

وتطلع الناس إلى جمال عبد الناصر.. يطلبون إليه أن يتوقف عن الكلام وأن يستريح.. وأحضروا له كوب ماء فرفض أن يشربها..

واستمر يتكلم ويقول: أيها الناس.. أيها الأحرار.. أنا جمال عبد الناصر سأعيش من أجلكم وسأموت في سبيلكم. سأعيش لأعمل من أجل حريتكم وكرامتكم.. أيها الرجال.. أيها الأحرار.. إذا قتلوني فقد وضعت فيكم العزة. فليقتلوني الآن. فلقد أنبت في هذا الوطن الحرية العزة والكرامة. من أجل مصر ومن أجل حرية مصر أعيش. في سبيل مصر أموت.. والسلام عليكم ‍!

***

لكن المشهد التاريخي المثير لم ينته عند هذا الحد..

فقد صرخت الجماهير تهتف بحياة جمال عبد الناصر

كانوا يهتفون بصوت كالرعد.. " الله معك

يا جمال "!

فعاد جمال عبد الناصر مرة أخرى إلى الميكرفون..

وقال: دافعوا عن بلادكم. احملوا الرسالة بعدي. احملوا الأمانة من أجل عزتكم ومن أجل حريتكم ومن أجل كرامتكم. يا أهل مصر. إذا مت فسأموت في سبيلكم. وإذا عشت فأعيش لأحقق لكم الحرية والعزة والكرامة.

صاحت الجماهير من جديد.. " الله معك يا جمال" !

وكانوا يكررونها بصوت رهيب.

كأن الهتاف تحول إلى دعاء. وإلى صلاة شكر بنجاة هذا الشاب البطل.

كانت الدموع تهطل من العيون.

وكان الشعب لا يعرف ماذا يفعل ؟

هل يصرخ أم يصلي ؟

هل يتجه إلى الرئيس ليحميه.. أم إلى الجناة ليفتك بهم ؟

وعاد جمال عبد الناصر من جديد ليتكلم.

وقال: في هذا الميدان كنت في سنة 1930 أهتف للحرية وأهتف للكرامة. حاول الاستعمار وأذناب الاستعمار أن يقتلوني في ذلك اليوم. لقد قتلوا مَن قتلوا من شهداء وأبطال. ونجا جمال

عبد الناصر. نجا جمال ليحقق لكم العزة وليحقق لكم الحرية. فإذا كان جمال

عبد الناصر لم يمت سنة 1930 وكتب له أن يموت اليوم. فإنه يموت مطمئن القلب. لأنه خلق فيكم العزة والكرامة والحرية.

ومضى جمال عبد الناصر يقول: وبعد 24 سنة من ذلك اليوم. يجيء من يحاول أن يعتدي عليّ في نفس الميدان. في الماضي اعتدى عليّ الاستعمار ونجوت بعون الله لأحقق لهذا الشعب حريته. اليوم يجيء من يعتدي عليّ. إن الخيانة هي التي اعتدت عليّ. إنها ترجو لكم الذلة وأنا أطلب لكم الكرامة. إنها تطلب لكم الاستبداد وأنا أطلب لكم الحرية. وإذا كنت قد نجوت من الموت مرتين بعون الله. فذلك لأزيدكم عزة وأزيدكم كرامة. فليعلم المضللون أن جمال عبد الناصر ليس فردًا في هذا الوطن كلكم جمال عبد الناصر؟ إذا مات جمال اليوم أو غدًا فإن كلكم جمال. إن دمي من دمكم. وروحي من روحكم وقلبي من قلبكم. ومشاعري من مشاعركم.

واستمر عبد الناصر يقول في انفعال: إذا مات جمال عبد الناصر فإن مصر لن تموت. وإذا مت اليوم فسأموت وأنا مطمئن. لأن كل هذا الشعب جمال

عبد الناصر. سأموت أنا وتعيشون أنتم. لتدافعوا عن الحرية والكرامة والعزة. إنكم حملة المثل العليا. إنكم حملة المشاعل. امضوا في الطريق بعدي. سيروا على بركة الله. إذا عشت فأنا معكم. وإذا مت فروحي ستبقى بجواركم. إن حياة مصر ليست معلقة بحياة جمال عبد الناصر. بل هي معلقة بكم أنتم. بشجاعتكم أنتم. وكفاحكم أنتم. إذا مات جمال عبد الناصر فليكن كل واحد منكم جمال عبد الناصر. إن مصر لن تموت. إن مصر قد حصلت على عزتها وكرامتها وحريتها. فإذا مات جمال أو قتل. فسيروا نحو المجد. نحو الحرية. نحو الكرامة.. والسلام عليكم ورحمة الله.

***

من هو محمود عبد اللطيف الذي حاول اغتيال جمال عبد الناصر ؟

أجابت جريدة "الأخبار" أيضًا على صدر صفحتها الأولى على هذا السؤال قائلة:

"الجاني محمود عبد اللطيف شاب في الخامسة والثلاثين من عمره. انضم إلى جمعية الإخوان منذ عام 1938.

وكان وقتئذ في نحو العشرين من عمره. ومكث عضوًا في الجمعية 16 سنة. وكان عاملًا في الجيش البريطاني واشتغل سباكًا هناك. ثم ترك خدمة الجيش البريطاني وفتح محل سباكة في إمبابة. وكان يربح يوميًّا نحو ثلاثين قرشًا. وهو تزوج منذ 10 سنوات من سيدة اسمها سنية إبراهيم عمرها 27 سنة.  ورزق منها ثلاثة أولاد هم عبد اللطيف وعمره 9 سنوات ومحمود وعمره 7 سنوات وحنفي وعمره عامان.  أما والده عبد اللطيف محمد فهو موظف بالمساحة.  وأخوه إسماعيل حاصل على دبلوم تجارة عليا وموظف في شركة البترول التعاونية. وأخوه محمد حاصل على شهادة الابتدائية وهو موظف بوزارة التجارة. وقد اعتقل في عام 1949 عند حل جماعة الإخوان وبقى معتقلًا مدة في معسكر هايكستب. وقالت زوجته "للأخبار" إن زوجها كان من الإخوان. وأنه تغدى معها أمس. ولم يخبرها أنه ينوي ارتكاب هذه الجريمة.

وقالت أمه "للأخبار" إنها لا تقيم معه. لكنها رأته صباح أمس

ولم تعرف أنه سيسافر إلى الإسكندرية. ومحمود عبد اللطيف متوسط القامة، قمحي اللون، أسود العينين، نحيف الجسم، وقد درس التعليم الأولى، وقال والده "للأخبار" أنه سبق أن نصح ابنه بأن يترك الإخوان، بل إنه قبّل يد ابنه توسلًا أن يترك الإخوان، لكنه رفض أن يستمع إليه!

***

لكن أطرف ما جاء على صفحة جريدة "الأخبار" الأولى فقد كان تقريرًا صحفيًّا كتبه الصحفي والروائي الشهير فيما بعد فتحي غانم. عن زيارته لبيت محمود

عبد اللطيف الذي حاول اغتيال جمال عبد الناصر. وكان بعنوان "رأيت بيت الجاني"!

- وقد كتب فتحي غانم بأسلوبه الأدبي يقول:

" ذهبت إلى البيت الذي اختمرت فيه الجريمة. وتنفس القاتل هواء الخيانة والمؤامرة فيه.. في حارة ضيقة بإمبابة يقع البيت. وفي الطابق الثالث في حجرة.. فوق السطوح. تصعد إليها بسلم حجري ضيق متآكل. تستقبلك أضواء شاحبة تعكسها لمبة جاز على ما في الحجرة من أحياء وأثاث متواضع!

" زوجة القاتل في السابعة والعشرين من عمرها.." خمرية البشرة. شاردة النظرات. ومن خلفها سرير" بلدكان" ذو أربعة أعمدة. عليه ملاءة نظيفة حمراء. يرقد فوقها ثلاثة أطفال. قد استغرقوا في النوم. ورأس كل واحد منهم إلى جانب أقدام أخيه" !"وتحت السرير حِلل"!

ومشنة خبز "مرحرح". وإلى جانبه دولاب خشبي. داخله ملابس الزوجة والأولاد. مغسولة ومطوية. وفوق الدولاب قفص من جريد مليء بالبصل الأخضر !وعلى الحائط.. عُلقت صورة الأطفال في المدرسة. ورف عليه أكواب زجاجية وبراد شاي. وظل الأطفال نيامًا..

وكأن النعاس يريد أن يجنبهم ما جناه الأب. أما الأم فقد ظلت ساهرة ترتقب مع الأضواء الشاحبة. نتائج حماقة الرجل الذي تنكر لها ولأبنائها!

***

في نفس يوم محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية.. ضربت صاعقة مدينة ساليرند بإيطاليا ولقي 272 إيطاليًا مصرعهم وأصيب المئات. وفي ليبيا.. زعم بعض المزارعين أنهم شاهدوا طبقًا طائرًا يهبط في إحدى المزارع الليبية. وكان يركبه ستة كائنات أشكالها غريبة. ثم سرعان ما طار إلى حيث أتى‍! وفي كينيا.. تم قتل وأسر 66 فردًا من جماعة ماوماو. أما في مصر وفي الإسكندرية.. فقد جعل حادث المنشية كل شيء يغلي كالبركان.

في صباح اليوم الذي أعقب الحادث.. غادر جمال عبد الناصر الإسكندرية بقطار الديزل عائدًا إلى القطار. لكن القطار توقف في محطات دمنهور وكفر الزيات وطنطا وبنها. حيث احتشدت آلاف الجماهير لتحيي جمال عبد الناصر وتهنئه بالسلامة. أما زكريا محيي الدين..

فكان قد طار إلى الإسكندرية بعد الحادث بطائرة خاصة. ليشرف بنفسه على سير التحقيقات. التي كانت قد بدأت في مكتب قائد المنطقة الشمالية بثكنات مصطفى باشا العسكرية.

وكان الجناة الأربعة الذين تم القبض عليهم قد وُضعوا في السجن الحربي. كما وصل إلى الإسكندرية الأستاذ حافظ سابق النائب العام. وكان قد سمع بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر أثناء وجوده في نادي القضاة بالقاهرة. وتقرر أن يشرف النائب العام على التحقيقات التي ستجريها النيابة على المتهمين.

***

كانت محاولة اغتيال جمال عبد الناصر أشبه بالبركان بالفعل ! بركان.. انفجر على جماعة الإخوان المسلمين ! وكانت إيذانا بعهد جديد للإخوان.. مع المعتقلات والسجون والمحاكمات !

وقد رصدت جريدة " الأخبار" صباح يوم 28 أكتوبر 1954 بداية ما حدث للإخوان بالمانشيت الرئيسي الذي كان يقول "حرق المركز العام للإخوان".. "الجماهير تهجم على المبنى وتحرقه عن آخره"!

ووصفت "الأخبار" ما حدث فقالت:

"أحرقت الجماهير الثائرة المركز العام للإخوان بالحلمية. أشعلت النار في البناء الضخم وحولته إلى رماد. أسرعت 8 عربات للمطافئ. لكن الجمهور هجم عليها يمنعها من التدخل"! ‍

وكادت أن تحدث معركة بين الجمهور وفرقة المطافئ. أقنعهم قائد المطافئ أنه إذا لم يطفئ النار فسوف يحترق الحي كله. اقتنعت الجماهير وتركت خراطيم المياه تطفئ النار. استمرت عملية الإطفاء ست ساعات.

وجاءت أخبار من مختلف الأقاليم عن حوادث مماثلة هاجمت الشعب فيها مراكز الإخوان ودمرتها عن آخرها !

***

وتابع الناس في مصر في ذلك اليوم بقية الأحداث المثيرة.. كيف تم نقل الجاني محمود عبد اللطيف من الإسكندرية للقاهرة ؟ كيف شاهده جمال عبد الناصر وهو يطلق النار عليه؟ وماذا حدث للقطار الذي عاد به عبد الناصر من الإسكندرية إلى القاهرة ؟!