الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

كبار كتاب الصحف المصرية يتحدثون عن الإرهاب وتنسيق الإخوان مع الخارج

 الإخوان المسلمون
الإخوان المسلمون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول كتاب الصحف المصرية في مقالتهم اليوم، الحديث عن الجريمة الإرهابية التي وقعت في سيناء أول، أمس الجمعة، وراح ضحيتها العشرات من رجال القوات المسلحة، ففي مقاله بصحيفة "الأهرام" تحت عنوان "نقطة نور" قال الكاتب مكرم محمد أحمد، "يبدو أن البعض لا يصدق بعد، أن مصر تخوض حربا شرسة ضد إرهاب منظم يدعمه جهد دولي ومالي ضخم، يضرب أمنها الوطني على جبهات ثلاث في الداخل، حيث تنهض جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة إفساد العام الجامعي الجديد وتعكير صفو الأمن العام، وعلى الجبهة الغربية، حيث تجري محاولة تحويل ليبيا إلى ملاذ أمن تنطلق منه عمليات الهجوم ضد مصر"، وتابع: في سيناء حيث يركز الإرهاب جهده على هذا الشريط الملاصق لحدود غزة والممتد من العريش إلى رفح بعمق يصل إلى 20 كيلو مترا، تسكنه مجموعات قبلية من الرميلات والسواركة لا تتجاوز أعدادها 30 ألفا، يشكلون دروعا بشرية لبضع مئات محدودة من الإرهابيين، يقدرون على استثمار أي ثغرة ينفذون منها لمعرفتهم الدقيقة بالواقع على الأرض، وبرغم قدرتهم على توجيه ضربات مؤلمة لا يملكون قدرة تحقيق أي هدف استراتيجي يغير موازين القوة الراهنة، وتقتصر أهدافهم على نشر روح الإحباط، والانتقام من الجيش والأمن المصري، وأضاف أنه لا شك أن العمل على الجبهات الثلاث يشكل ترابطا يجمعه وحدة الهدف والفكر والتنسيق المشترك، الذي ينهض به التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بالتعاون مع أجهزة مخابرات دولية أبرزها قطر وتركيا وربما إسرائيل، الأمر الذي يتطلب المزيد من اليقظة وحسن التخطيط وسد الثغرات المفتوحة، وأشار إلى أنه كتب قبل شهر مطالبا بتهجير سكان هذا الشريط المحدود إلى مناطق آمنة تحفظ حياتهم، وإطلاق يد الأمن والجيش في التعامل مع هؤلاء المخربين دون قلق على حياة السكان، والانتقال من حالة الدفاع خلف كمائن ثابتة أو متحركة إلى حالة الهجوم النشيط التي تفاجئ المتامرين في أوكارهم، وتحول دون ظهورهم المفاجئ على الطرق، وتطاردهم في العمق برا وبحرا وجوا وتبقى عليهم تحت ضغوط عمليات تنشيط مستمرة تصفى أوكارهم أولا بأول، الأمر الذي يتطلب فرض حالة الطوارئ في شمال سيناء بكل ما تنطوي عليه من إجراءات الضبط والمحاكمة العسكرية وإخلاء المناطق، كما يتطلب يقظة المجتمع المصري بأكمله والحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية وتماسكها.
وفي مقاله بصحيفة "الأهرام" تحت عنوان "مجرد رأي" قال الكاتب صلاح منتصر، من دمياط إلى قنا إلى كفر الشيخ إلى مختلف المحافظات تفرق شهداء تفجيرات سيناء في أكبر عملية إرهابية تجاوز ضحاياها الـ30 شهيدا عدا نحو 25 مصابا بينهم من يجتاز مرحلة خطيرة بين الحياة والموت مما يعنى أن مصر كلها في حالة ثأر، ورغم ذلك وهذا مهم لأنه أحد أهداف الإرهاب، مازالت ثقة الشعب في جيشه وفي قدراته، وأضاف الكاتب، كسب الإرهاب بلا شك هذه المعركة التي يتضح أنه استخدم فيها أسلوب الجيوش المحترفة "سيارة محملة بالمتفجرات تقتحم المكان، وعمليات تخريب للطرق المؤدية تمنع وصول إمدادات الجيش" وبالتالي لم يعد أمام مصر جيشا وشعبا سوى خيار الحرب بمختلف قراراتها وإجراءاتها وضروراتها، وسيكتشف الذين صعدوا عمليات الإرهاب إلى هذا الحد أنهم سيندمون كثيرا على ذلك، وأنهم بذلك حرروا القوات المسلحة من كثير من المحاذير التي كانوا يراعونها في مواجهة الإرهاب، وظلت السياسة المتبعة حتى في الجامعات سياسة ردود الفعل أو الدفاع، ننتظر حتى يرتكب الإرهاب جرائمه ثم نحاول مطاردته للدفاع عن المجتمع وكشف الفاعل، في الحرب لم يعد مقبولا أن نقف موقف الدفاع، بل يجب أن يتقدم الهجوم لمحاصرة المجرم وشل يده بل وتصفيته إن أمكن قبل أن يرتكب جرائمه، وهو ما يقتضي بالنسبة لسيناء تمشيط منطقة الأخطار التي تقدر بطول سبعة كيلومترات على الحدود الشمالية.
إذا كان أول قرار أصدره رئيس الجمهورية إعلان الطوارئ في بعض مناطق سيناء لمدة ثلاثة أشهر، فهذا أول وليس آخر إجراء يتم اتخاذه، والمؤكد اتخاذ إجراءات أخرى تقتضيها حالة الحرب التي ستخوضها قواتنا المسلحة ضد الإرهاب، ومن بينها إعلان مساحة من سيناء "منطقة حرب" يتم إخلاؤها من المدنيين الأبرياء؛ لتصبح المواجهة صريحة وحاسمة مع الإرهابيين، كلهم لا فرق بينهم: أنصار بيت المقدس والمجاهدون والتكفيريون وجميعهم خرجوا من عباءة الإخوان، ولعلنا لا ننسى عندما وقف الرئيس السابق مرسي قبل أيام في قفص محاكمته يطالب أنصاره بتشديد ضرباتهم، وقد كسبوا معركة لكن لم يعرف التاريخ بلدا كسب فيها الإرهاب الحرب!.
وفي صحيفة "الأخبار" أكد ياسر رزق رئيس التحرير في مقاله "ورقة وقلم" بعنوان " الحرب...وكسر إرادة الأعداء" أنه بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬عبارات‭ ‬التعازي،‭ ‬وهى‭ ‬واجبة‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬مشاعر‭ ‬الحزن،‭ ‬وهى‭ ‬أليمة‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬نوازع‭ ‬الغضب‭ ‬وهو‭ ‬متفجر،‭ ‬وعن‭ ‬رغبات‭ ‬الثأر‭ ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتأمل‭ ‬المشهد‭ ‬المصرى،‭ ‬بمجمله‭ ‬وبتفاصيله،‭ ‬بألوانه‭ ‬وظلاله،‭ ‬بأبعاده‭ ‬وأعماقه، علينا‭ ‬أن‭ ‬نتفحص‭ ‬حالة‭ ‬الوطن،‭ ‬أمنيًا‭ ‬واقتصاديًا‭ ‬وسياسيًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬وإعلاميًا‭ ‬ومعنويًا،‭ ‬كي‭ ‬نقدر‭ ‬على‭ ‬التشخيص‭ ‬الصحيح،‭ ‬وكي‭ ‬نستطيع‭ ‬وصف‭ ‬العلاج‭ ‬الناجع‭ ‬بجرعاته‭ ‬السليمة،‭ ‬التي‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تبدأ‭ ‬بجرعة‭ ‬مضاعفة،‭ ‬لتخفيف‭ ‬الأعراض‭ ‬ومحاصرة‭ ‬المرض‭.‬‭‬
وأشار إلى أن البعض‭ ‬تصور‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬بدأت‭ ‬بنزول‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬عام2013،‭ ‬وانتهت‭ ‬بعدها‭ ‬بثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬عندما‭ ‬أقصى‭ ‬نظام‭ ‬الإخوان‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬يوليو،‭ ‬فانصرف‭ ‬هذا‭ ‬البعض‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬غنائم‭ ‬نصر،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬غنيمة،‭ ‬ولم‭ ‬يتحقق‭ ‬بعد‭ ‬انتصار‭ !‬والبعض‭ ‬ظن‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬انتهت‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬‮4102،‬‬يوم‭ ‬أدى‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي ‬اليمين‭ ‬رئيسًا‭ ‬للجمهورية،‭ ‬فانخرط‭ ‬هذا‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬جدل‭ ‬عقيم‭ ‬حول‭ ‬‮52 ‬يناير‭ ‬وهل‭ ‬هي‭ ‬مؤامرة،‭ ‬و‮03‬يونيو‭ ‬وهل‭ ‬هي‭ ‬ثورة،‭ ‬واشتبك‭ ‬في‭ ‬مواجهات‭ ‬مع‭ ‬خصوم‭ ‬سياسيين،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬مبرر‭ ‬لمواجهة،‭ ‬ولا‭ ‬أوان‭ ‬لخصومة‭!‬ والبعض‭ ‬توهم‭ ‬أن‭ ‬الأجواء‭ ‬صارت‭ ‬مواتية،‭ ‬ليعيد‭ ‬ماضيًا‭ ‬ثار‭ ‬عليه‭ ‬الشعب،‭ ‬فانغمس‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬عمليات‭ ‬غسل‭ ‬ذمم،‭ ‬وتبييض‭ ‬مواقف،‭ ‬وتجميل‭ ‬وجوه،‭ ‬أملًا‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تزويج‭ ‬مال‭ ‬بسلطة،‭ ‬عبر ‬‮"‬محلل" ‬‭ ‬من‭ ‬صحف‭ ‬وفضائيات‭ ‬وأحزاب،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬طلاق‭ ‬المال‭ ‬والسلطة‭ ‬ـ‭ ‬في‭ ‬شرع‭ ‬ثورتى‭ ‬يناير‭ ‬ويونيو‭ ‬ـ‭ ‬بائن‭ ‬بينونة‭ ‬أبدية‭!‬
وأكد أن الحرب‭ ‬بدأت‭ ‬قبل30 ‬يونيو‭ ‬بكثير،‭ ‬ولم‭ ‬تنته‭ ‬بانتخاب‭ ‬السيسي،‭ ‬بل‭ ‬حمى‭ ‬وطيسها‭ ‬واشتدت‭ ‬نيرانها‭ ‬بعد‭ ‬توليه‭ ‬السلطة‭!‬ في‭ ‬البداية‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬تحويل‭ ‬مجرى‭ ‬مبادئ‭ ‬وغايات‭ ‬ثورة‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬‮52 ‬يناير‭ ‬من‭ ‬إصلاح‭ ‬دعائم‭ ‬الدولة،‭ ‬إلى‭ ‬تقويضها‭ ‬وهدمها‭ ‬بأيدي ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬ودعاة‭ ‬الفوضى‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬خارجية،‭ ‬لكن‭ ‬الجيش‭ ‬صمد‭ ‬وتصدى‭ ‬وأفشل‭ ‬المخطط‭.‬وبعد‭ ‬وثوب‭ ‬الإخوان‭ ‬إلى‭ ‬السلطة،‭ ‬تغير‭ ‬الهدف‭ ‬وصار‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أعمدة‭ ‬الدولة‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬هدمها،‭ ‬وتجمعت‭ ‬جهود‭ ‬مكتب‭ ‬الإرشاد‭ ‬نحو‭ ‬الجيش،‭ ‬بغرض‭ ‬اختراقه‭ ‬وتطويعه،‭ ‬لكن‭ ‬الجيش‭ ‬ظل‭ ‬عصيًا‭ ‬منيعًا‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬التسلل‭ ‬والنفاذ‭، ‬حينما‭ ‬خرج‭ ‬الشعب‭ ‬لإسقاط‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬المرشد‭ ‬في‭ ‬‮03‬يونيو،‭ ‬ونجح ‬بمساندة‭ ‬الجيش ‬في‭ ‬عزل‭ ‬مرسي،‭ ‬تبدل‭ ‬الهدف‭ ‬وأصبح‭ ‬محددًا‭ ‬في‭ ‬حصار‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬وتفكيكها‭ ‬من‭ ‬الداخل‭.
‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬شن‭ ‬الإخوان‭ ‬وحلفاؤهم‭ ‬في‭ ‬مصر وخارجها‭ ‬حربًا‭ ‬شاملة‭ ‬معلنة‭ ‬ذات‭ ‬أدوات‭ ‬مشتركة،‭ ‬تشمل‭ ‬الأداة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لفرض‭ ‬عزلة‭ ‬دولية‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الجديد،‭ ‬والأداة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لقطع‭ ‬المساعدات‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬مع‭ ‬تمويل‭ ‬جماعات‭ ‬الإرهاب‭ ‬وأنشطة‭ ‬الإخوان‭ ‬ومظاهراتها،‭
وأكد أنا لسنا غافلين عن أهدف أعداء الوطن في الداخل والخارج، ولن نتوهم أن الحرب سوف تنتهى بين عشية وضحاها، هي حرب طويلة الأمد، متعددة المعارك، وقد تكون أقصر معاركها هي المعركة ضد الإرهاب، وفي مقاله بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب جلال دويدار: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله"، إننا ندعو المولى عز وجل أن يشمل شهداءنا الأبرار بواسع رحمته ورعايته وأن يدخلهم جناته حيث لاقوا الشهادة وهم يدافعون عن وطنهم وعن كل المصريين المسلمين والمسالمين ضد جرزان الظلام والغدر والإرهاب.
نعم.. كانت ليلة كئيبة وحزينة ومريرة عشناها ومازلنا بعد تلك الجريمة الإرهابية النكراء التي شهدها الموقع العسكري بالشيخ زويد، لقد راح ضحيتها العشرات من أبناء قواتنا المسلحة قتلي ومصابين، ليست مصادفة أن تكون سيناء المباركة ساحة لهذه الجريمة وهي الأرض التي سبق أن حررها أبناء القوات المسلحة من الاحتلال الإسرائيلي الأسود، إنهم أصحاب هذا النصر الغالي الذي أزال العار وأعاد الينا كرامتنا.
وهكذا وبعد هذا العمل الوطني الجليل يقوم الإرهابيون الذين لا علاقة لهم بالإسلام دين السماحة والموعظة الحسنة ونبذ الدماء، بهذا العمل الجبان.
لا يمكن أن يكون مرتكبو مذبحة الشيخ زويد بسيناء مسلمين، وإنما من المؤكد انهم من الخوارج المتآمرين على تخريب وتدمير هذا الدين العظيم بالتشويه والتشهير الذي تعكسه فظائع جرائمهم، من حق كل أبناء الشعب المصري أن ينفد صبرهم، وأن تنتابهم الثورة والغضب وهم يُصدمون كل يوم بجريمة أو مذبحة تستهدف أبناء قواتنا المسلحة أو رجال الأمن المنوط بهم حماية العرض والمال والحياة.
هل هذا هو ما يستحقون وهم حماة هذا الوطن من القوى الخارجية ومن قوي البغي والعدوان في الداخل، كان من الطبيعي أن تتصاعد جذوة هذه الأحاسيس الإنسانية الوطنية بعد أن قرر الإرهابيون الجبناء أن يشاركونا فرحتنا بنصر أكتوبر على طريقتهم الخاصة باعتبارهم مجردون من الانتماء الإسلامي والوطني، لم يتذكروا أيام هذا النصر الذي تحقق في مثل هذه الأيام منذ 41 عاما بعزم وعزيمة قواتنا المسلحة، لقد اختاروا عن عمد أن يكون أحفاد هؤلاء الأبطال الذين كانوا وراء هذا النصر، المرابطون حاليا في سيناء هدفا لنزعة خستهم ونذالتهم وغدرهم الذين تعلموه وتشربوه على أيدي دهاقنة جماعة الإرهاب الإخواني التي يعملون لحسابها.
وطالب الكاتب فهمي عنبه رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" أن يثبت الجميع أن الشعب والجيش والشرطة "يد واحدة" بالعمل وليس بترديد الشعارات، فمصر تحتاج لجميع أبنائها جنودًا في المعركة ضد الإرهاب الذي لا يفرق بين المدنيين والعسكريين، فهدفه القضاء على هذه الدولة التي يخشاها العالم عندما تبدأ طريقها نحو التقدم والتنمية والبناء، وقال: لا يمكن أن نلغي عقولنا ونصدق ما يدعيه البعض من مسئولية حفنة من الجماعات الإجرامية عدد أفرادها عشرات أو مئات عن تلك الأعمال الإرهابية والتفجيرات الانتحارية، التي تقع في سيناء أو في المحافظات والجامعات، ولكن بالتأكيد هناك تحريض ودعم يقدم لهم من دول وتنظيمات وأجهزة مخابرات أجنبية، بدليل نوعية الأسلحة المستخدمة في العمليات مثل الصواريخ وقذائف الهاون والـ"آر بي جي" والهجوم بسيارات مفخخة إلى جانب ما تميزت به من تخطيط وتنفيذ بإحكام، مما يحتاج إلى عناصر على درجة عالية من التدريب لا تعرفها هذه الجماعات ولا تقدر وحدها على تدبير ما تحتاجه من تمويل.
وأشار إلى الأعداء يعلمون أن سر عظمة هذا البلد يكمن في وحدة شعبه، وأن قوته يصونها جيشه، واستقراره تحافظ عليه شرطته، لذلك يحاولون الإيقاع بين أضلاع مثلث الوطنية "الشعب الجيش الشرطة"، وللأسف يجدون صدى لدى فئة لأنهم يستغلون الظروف الاستثنائية التي نعيش فيها منذ قيام ثورة 25 يناير، ويستدعون تجاوزات قيادات من عهود سابقة "عفا عليها الزمن" لكنها رسخت في الأذهان، ويضخمون حوادث فردية منها ما هو غير إنساني وغير مقبول لضباط وجنود لا يمكن تعميمها، ويحاولون التأكيد على ممارسات لا تتفق وحقوق الإنسان يرى البعض أنه لا يمكن تبريرها ويقول آخرون: فرضتها الأحداث والمهم إنه لابد ألا نظل متوقفين عندها في تلك اللحظات الحاسمة التي تمر بها الأمة، وسوف يأتي يوم المراجعة والحساب ولكن بالتأكيد ليس الآن وإلا ضعنا جميعا وأضعنا بلدنا.
وأضاف علينا أن نرتفع جميعًا لمستوي التحدي الذي يواجهنا فنحن فعلًا في معركة ضد الإرهاب، وفي أوقات الحروب لا تملك الشعوب ترف الانقسام والخلاف ولابد من التوحد والاصطفاف وراء الجيش والشرطة لمواجهة عدو يتسلل في الظلام كالخفافيش ليقتل ويدمر ويخرب دون أن نتبين ملامحه، مطلوب أن نرتفع فوق النظرة الضيقة لمصالح ومكاسب حزب أو فئة أو جماعة، ونعمل معًا للقضاء على التطرف والإرهاب، ولنكن أكثر يقظة وحذرًا ويعلن الجميع حالة الطوارئ.
وفي مقاله بصحيفة "الجمهورية" قال الكاتب السيد البابلي، لا صوت يعلو الآن فوق صوت المعركة، ومصر في معركة مع الإرهاب، وهي أخطر المعارك التي تخوضها مصر لأنها مع عدو غير مرئي، وضد جبناء لا رادع لهم ولا دين، والذين يقومون بهذه العمليات الإرهابية هم مجرد أدوات تستغل لهدف أكبر وهو تفكيك الدولة المصرية وإسقاطها وإعادتها للوراء.
فما يحدث في سيناء من أعمال إرهابية ضد جيش مصر الذي استطاع أن يحافظ على كيان وقوة الوجود المصري، يأتي متزامنا مع أعمال إرهابية في القاهرة والعديد من المحافظات تستهدف خلق حالة من القلق والتوتر في المجتمع تؤدي إلى عدم الاستقرار وإيقاف عجلة التنمية المنطلقة للأمام.
ولا يمكن أن يكون ما يحدث في سيناء هو من تخطيط إرهابيين عاديين دخلوا في معركة ثأر وانتقام من رجال الجيش المصري، وإنما هناك جهات وأطراف أجنبية عديدة يبدو أنها قد دخلت المعركة بتمويلهم بالسلاح والمعلومات والتكتيكات القتالية الاحترافية التي تستهدف الجيش ومعنويات رجاله.
ولأنها لم تعد معركة ضد جماعات من التكفيريين أو المهربين أو المخربين بعد أن اتسع مداها وتأثيرها وارتفع عدد ضحاياها، فإن أصبحت حربا شاملة تستدعي إعلان حالة من الطوارئ والاستعداد في مصر كلها لملاحقة الإرهاب في كل مكان والتعامل معه بعزم وقوة دون تردد لاعتبارات سياسية أو محاذير دولية، وهي معركة نخوضها صفًا واحدًا أبناؤنا وإخواتنا وأقاربنا في جيش مصر العظيم الذي يحمل أمانة الحفاظ على الدولة المصرية وهيبتها ومكانتها، فلا صوت الآن لكل أحاديث الرفاهية والتبريرات والأعذار في ظروف استثنائية لا تتحمل مهاترات البعض وتعليقاتهم الساخرة وشماتتهم في الوطن، وسيأتي وقت نحاسب فيه أي مقصر أو مهمل في أداء الواجب وتحمل المسئولية ولكن الوقت الآن ليس وقتًا للحساب وإلقاء التهم جزافا، بقدر ما هو وقت التوحد والاصطفاف للقضاء نهائيًا على الإرهاب الذي يتجمع في سيناء ويستهدف مصر كلها.
وفي صحيفة "المصري اليوم" قال الكاتب الدكتور عمرو الشوبكي، قد سقط 30 جنديًا مصريًا ضحية الإرهاب الأسود، وانضمت لقافلة الشهداء أسماء جديدة، حموا بدمائهم كرامة المصريين وسلامتهم، ودفعوا أرواحهم ثمنا لحماية وطن وشعب مازال صامدا رغم كل المحن والأزمات.
وأضاف في مصر يسقط شهداء من الجيش والشرطة برصاص الإرهاب الأسود الذي استهدف 500 رجل شرطة وجيش منذ ثورة 25 يناير، وتجاهل البعض نعيهم ولم يتألم لموتهم، إنما عبر عن شماتة رددها بعض المأجورين، وتجاهل من قبل بعض المغيبين، في مقابل تضامن مؤكد من قبل ضمير هذا الشعب ونبضه الحي الذي عرف معنى وقيمة أن تكون شهيدا في هذا الوطن، وتساءل لماذا سيناء، ولماذا الإرهاب هناك أكثر من باقى المدن المصرية؟ وهنا علينا أن نسأل السؤال الصعب: هل هناك بيئة حاضنة للإرهاب في سيناء أكثر من غيرها نتيجة التهميش والمواجهات الأمنية التي تمتد منذ اعتداء طابا في 2004؟، وهل هناك هوية ثقافية خاصة (في إطار الوطنية والثقافة المصرية الجامعة) لأهل سيناء تجاهلها المركز في القاهرة، فشعر بعض أهلها بالغبن فأغمض البعض أعينه عن جماعات الإرهاب؟، هل هناك قبائل في سيناء تحمى أبناءها حتى لو كانوا جزءًا من شبكات دعم الإرهابيين نتيجة المنطق القبلي؟، وهل في النهاية أصبحت سيناء بيئة حاضنة للإرهاب؟، وإذا كانت الإجابة بـ" نعم"، فكيف يمكن التعامل مع هذه البيئة الحاضنة بوسائل سياسية واجتماعية حتى يمكن فصلها عن الجماعات الإرهابية، وبالتالى يمكن هزيمتها بسهولة لأنها ستنتقل من حالة لها ظهير مجتمعي محدود (ولو بغض الطرف) إلى ظاهرة إجرامية، مهما كانت قوتها فإنها ستخسر حتمًا معركتها ضد الدولة والشعب، لأنها ستفقد البيئة الحاضنة لها، وهذه هي بداية النهاية لأى ظاهرة إرهابية.