مع اقتراب كوكب الأرض من القضاء على شلل الأطفال بنسبة 99 في المائة، أعلن نادي روتاري العالمي تبرعاً إضافيا بنحو 44.7 مليون دولار احتفالاً باليوم العالمي لشلل الأطفال ليصل مجمل مساهمات النادي للقضاء على هذا المرض إلى ما يزيد على 1.3 مليار دولار ساعدت في تطعيم 2.5 مليار طفل في معظم قارات العالم.
وتخصص التبرعات الأخيرة للجهود العالمية الخاصة بأنشطة اللقاحات والتطعيمات، ومراقبة تفشي المرض، والبحوث والدراسات التي تجريها "المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال"، التي تستهدف القضاء على المرض الفيروسي في أرجاء العالم بشكل كامل بحلول عام 2018.
وقال الأمين العام لنادي "روتاري" الدولي، جون هيوكو، في بيان له "تزامن أن تأتي جولة روتاري للتبرعات مع الاحتفال باليوم العالمي لشلل الأطفال (24 أكتوبر)، الذي نستغله لزيادة الوعي- ودعم- الحملة العالمية للقضاء على هذا المرض اللعين نهائيا وللأبد. وقد تعهد نادي روتاري بالقضاء على شلل الأطفال وإحالته إلى كتب التاريخ، ونرحب بدعم أي شخص ونحن نقترب من تحقيق هدفنا للوصول إلى عالم خالي من شلل الأطفال".
ونبه هيوكو إلى أن الاستراتيجية الأخيرة لمواجهة شلل الأطفال تتضمن طرح حقن لقاح شلل الأطفال المضعف لاستكمال التقدم الحاصل عبر تقديم اللقاحات والتطعيمات لأكثر من 2.5 مليار طفل بلقاحات شلل الأطفال عبر الفم، وهي الجهود التي تقودها مؤسسة "سانوفي باستير"، أكبر مصنع للقاح شلل الأطفال، والمشاركة بالتعاون مع نوادي روتاري، في رعاية البرنامج الخاص للاحتفال بيوم شلل الأطفال العالمي في شيكاغو.
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة "سانوفي باستير"، أوليفر شارميل، "مع استخدام أكثر من 120 دولة في العالم لقاح شلل الأطفال المضعف IPV، فإن العالم يكون قد شرع في كتابة الفصل الأخير للقضاء على شلل الأطفال".
وأضاف شارميل قائلاً "كان لدينا في "سانوفي باستير" رؤية طويلة المدى للوصول إلى لقاح حقن شلل الأطفال المضعف، في الوقت الذي انهت فيه الدوائر الصحية مهامها التي بدأتها بلقاح شلل الأطفال عبر الفم OPV. ونتشرف بالوقوف جنبا إلى جنب مع روتاري الشريك التاريحي لنا في معركتنا ضد شلل الأطفال".
توزع تبرعات "روتاري" الأخيرة بواقع 18.5 مليون دولار لثلاث دول مازال مرض شلل الأطفال متوطناً فيها وهي أفغانستان (7.4 ملايين دولار، ونيجيريا (8.4 ملايين دولار)، وباكستان (2.7 مليون دولار). واصطلاح بلد يتوطن فيه شلل الأطفال من الناحية الطبية يعني أن فيروس شلل الأطفال اللعين لم يتوقف عن إصابة الأطفال فيه.
كما خصصت "روتاري" 9.5 ملايين دولار لعدد من الدول الخالية من شلل الأطفال حاليا، غير أنها شهدت تسجيل حالات "واردة" إليها من دول متوطنة، وستستفيد منها الكاميرون (3.5 ملايين دولار)، وإثيوبيا (2 مليون دولار)، والصومال (4 ملايين دولار).
وهناك 10.4 مليون دولار ستذهب لبلدان خالية تماما من شلل الأطفال لكنها تعاني خطر احتمالات عودة العدوى مجدداً وهي جمهورية الكونغو الديمقراطية (1.5 مليون دولار)، والهند (4.9 ملايين دولار)، والنيجر (مليون دولار)، وجنوب السودان (2 مليون دولار)، والسودان (مليون دولار). أما بقية التبرعات وتبلغ 6.4 ملايين دولار ستخصص لبحوث القضاء على مرض شلل الأطفال.
لدى تقديمه تبرعات ومنح في إطار الجهود الرامية للقضاء على مرض شلل الأطفال، يتعاون نادي "روتاري" مع شركاء دوليين تقديم في مقدمهم منظمة "اليونيسيف" المعنية بالطفولة، ومنظمة الصحة العالمية التي تعمل بالتعاون مع الحكومات وفروع نوادي روتاري في الدول المتضررة بالمرض من أجل تخطيط حملات التطعيم وتنفيذها. ولاشك أن التحصين وتقديم اللقاحات المضادة لفيروس شلل الأطفال يتعين استمرارها لضمان القضاء على المرض بصورة كاملة.
وقد ساهم نادي "روتاري" الدولي بأكثر من 1.3 مليار دولار لمكافحة مرض شلل الأطفال. وقد أبرم اتفاق تعاون مع صندوق "بيل& ميلندا جيتس" مع النادي، يقدم من خلاله الصندوق دولارين لكل دولار ينفقه "روتاري" للقضاء على شلل الأطفال (بسقف انفاق يصل إلى 35 مليون دولار سنوياً). في العام الماضي 2013، انحسر عدد المصابين بشلل الأطفال في العالم إلى 416 حالة فقط، مقابل 360 ألفا في عام 1988 الذي انطلقت فيه حملة القضاء على مرض شلل الأطفال.
المعروف أن نادي "روتاري" الدولي يضم شبكة عالمية واسعة النطاق من كبار المتبرعين الراغبين في مواجهة أكثر التحديات الإنسانية حرجا في العالم. ويضم 1.2 مليون عضو ينتشرون في 34 ألف نادي في أكثر من 200 دولة ومنطقة جغرافية، ويعملون من أجل تحسين حياة الإنسان على المستويات المحلية والدولية، من خلال تقديم العون للأسر المعوزة داخل مجتمعاتها وصولاً إلى العمل المشترك من أجل القضاء على شلل الأطفال والوصول إلى عالم خال من المرض اللعين. وقد شارك "روتاري" مع منظمة الصحة العالمية و"اليونسيف" وغيرها من المنظمات المعنية بمحاربة شلل الأطفال لإطلاق "المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال".
