الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"سبوبة" الانتخابات على الأبواب.. سماسرة التربيطات يستعدون للموسم.. ويبدأون الوساطة بين المرشحين وكبار العائلات.. و2 مليون جنيه حد أقصى لكل مرشح.. و900 مليون فاتورة الدعاية الانتخابية

البرلمان المصرى
البرلمان المصرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ينتظر الشارع المصري الانتخابات البرلمانية المقبلة، بفارغ الصبر للانتهاء من المرحلة الانتقالية، فيما ثمة قطاع عريض من المصريين ينظر إلى "موسم الانتخابات" باعتباره موسمًا للرزق.
الثقافة الذهنية للشارع المصري طيلة الفترة الماضية، خاصة في المحافظات الإقليمية، فيما يتعلق بموسم الانتخابات، مرتبطة بأن المرشح البرلماني الذي يتمكن من التجول بين بلدات دائرته ويعقد جلسات تعارفية بين أبناء العشائر والعوائل، ومؤتمرات جماهيرية كثيفة، هو الأقرب لأصوات الناخبين، فضلًا عن الخدمات الجماهيرية التي اعتاد الشارع المصري عليها طوال الدورات السابقة، مثل التعهد برصف الطرقات أو بناء المدارس والمساجد.

سماسرة "التربيطات"
ربما لا تخلو قرية أو مركز من تلك الفئة التي تقوم بدور السمسار، عادة ما يمتلك أصحابها علاقات واسعة، وتقوم بدور الوسيط بين المرشح الرئاسي والعائلات وكبار القرى والنجوع.
وتعمل هذه الفئة على التحضير للمؤتمرات الجماهيرية، وإجراء "تربيطات"، للقاء على مستوى خاص بين المرشح وكبار رجال المنطقة أو القرية، يتعهد المرشح خلالها بجملة من التحسينات والمزايا أمام كبار الأعيان حال دعمه والفوز بالمقعد البرلماني.

سقف الدعاية
حدد قانون مباشرة الحقوق السياسية والنيابية، سقفًا للدعاية الانتخابية لكل مرشح لا يتعدى الـ2 مليون جنيه، ما يجعل فرص رجال الأعمال أفضل أمام الشباب وأصحاب الطموح، بحسب المراقبين.
وبما أن البرلمان سيضم 450 عضوًا، يمكن أن تصل تكلفة الدعاية الانتخابية لهم مجتمعين إلى 900 مليون جنيه، ما يجعل تلك الانتخابات مصدر رزق لفئات متعددة من الشعب المصري.

الانتخابات في عيون المواطنين
يقول مواطن مصري من محافظة الإسماعيلية، ويدعى محمد متولي (35 عامًا): "الانتخابات بتفتح بيوت كتيرة. رزق جاي من عند ربنا نقول له لأ.
 ناس كتيرة بتنتظر الانتخابات وأنا منهم عشان ربنا يرزقنا بقرشين رزق العيال".
لكن الأمر يبدو مختلفًا لدى سكان القاهرة الذين تطورت لدى بعضهم النظرة إلى الانتخابات البرلمانية إلى ما هو أبعد من المنفعة الشخصية، حيث يقول الحاج على متولي (53 عامًا): "لازم نظرتنا للانتخابات تتغير عن الفترة اللي فاتت. صحيح في ناس كتير بترزق من الانتخابات بس إحنا عايزين نختار المرشح اللي هيقدر يجيب حقوقنا مش يشتري أصواتنا".
"يجب على الدولة سن تشريع لحبس المرتشين من الانتخابات".. بتلك الكلمات بدأ الأستاذ أحمد رشدي حديثه لـ"إرم"، مضيفًا "على الإعلام دور كبير في التوعية بأهمية الانتخابات البرلمانية حتى لا يستغل رجال الأعمال الفقراء لشراء أصواتهم ومن ثم شراء مستقبلهم المليء بالخير مقابل بضعة جنيهات".