الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

نكشف أسرار الصفقة المشبوهة بين أردوغان و"داعش".. التنظيم الإرهابي أفرج عن الرهائن الأتراك مقابل قمع تركيا للأكراد الفارين من جحيم "كوباني".. وواشنطن بوست: الحكومة التركية تزود داعش بالأسلحة الثقيلة

أسرار الصفقة المشبوهة
أسرار الصفقة المشبوهة بين أردوغان و"داعش"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على الرغم من انضمام تركيا للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، فإن هناك العديد من الشبهات التي تحوم حول وجود علاقة وثيقة وتحالف بين أنقرة مع التنظيم الإرهابي.

كانت بداية هذه الشكوك عندما اختطف تنظيم داعش 49 رهينة تركية من القنصلية التركية الموجودة في مدينة الموصل العراقية في 11 يونيو الماضي، ولكن تم إطلاق سراحهم في 20 من شهر سبتمبر الماضي


وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن عملية تحرير الرهائن أنها جاءت نتيجة لعملية سرية قامت بها المخابرات التركية وأن هذه العملية يجب أن تبقى سرا، مضيفا "لا يمكن أن اتحدث في هذا الشأن فهناك اشياء لا يمكن الحديث عنها، يجب علينا حماية مواضيعنا الحساسة والتي إذا تكلمنا عنها سوف ندفع الثمن".

كما تم على التأكيد أن عملية تحرير الرهائن لم تكن عملية عسكرية ولم يكن هناك أي اشتباكات مع مسلحين تنظيم داعش الإرهابي مع نفي اشتراك دفع أموال كفدية لتحرير الرهائن، وهذا يعد امرًا غير مفهوم أن يقوم التنظيم بإطلاق سراح الرهائن بدون مقابل أو استفادة من الجانب التركي.


وفي نفس الوقت الذي تم الإفراج عن الرهائن الاتراك المختطفين لدى داعش، ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن 70 ألفًا من المواطنين السوريين الأكراد عبروا إلى الحدود التركية للهروب من هجوم داعش على مدينة كوباني، ومع هذا فإن قوات الأمن التركية قد عاملت اللاجئين الأكراد بقسوة واطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع واوقفت الدعم لهم، مما جعل العديد من الأكراد يتهمون الحكومة التركية بعقد تحالف مع داعش لمحاربة الأكراد مقابل الإفراج عن الرهائن، وأضافوا بأن داعش قد تكون هي القوة التي تعتمد عليها تركيا لإعادة مشروع "الدولة العثمانية الجديدة" في الشرق الأوسط


وأضافت الصحيفة البريطانية على أن عملية إطلاق سراح الرهائن الاتراك قد أكدت على أن الحكومة التركية تملك علاقات جيدة مع داعش وذلك لأن العديد من المواقع الإلكترونية التركية المؤيدة لتنظيم داعش الإرهابي قد ذكرت أن قرار الإفراج عن الرهائن جاء بطلب شخصي من قائد التنظيم أبو بكر البغدادي، كما تم معاملتهم بطريقة جيدة حيث ظهر كل الرجال والنساء المُفرج عنهم بملابس جيدة وبصحة جيدة حيث أنه لم يتم الاعتداء الجسدي عليهم كما ذكر القنصل التركي المُحَرر أوزتورك يلماز خلال لقاء اجراه مع قناة "إن تي في" التركية، وذلك على عكس الآن هينينج الرهينة البريطاني المختطف لدى داعش الذي تم معاملته بقسوة ورفضوا جميع المناشدات العالمية بإطلاق سراحه قبل أن يتم ذبحه مثل الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف.


وقال عدد من النشطاء الأكراد، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الحكومة التركية متحالفة مع تنظيم داعش حيث قامت بتدريب مقاتلي التنظيم الإرهابي وتزويدهم بالأسلحة الثقيلة لمحاربة الأكراد في سوريا والعراق.

وكانت الحكومة التركية منعت العديد من اللاجئين والمواطنين الأكراد لديها مغادرة البلاد والذهاب إلى سوريا للدفاع عن المواطنين الأكراد المستهدفين بواسطة تنظيم داعش الإرهابي في مدينة كوباني


وقالت رمزية بوزكورت (35 عامًا) من مدينة ديار بكر التركية التي تعتبر معقل الأكراد هناك، أن الحكومة التركية تقدم دعمًا مستمرًا لمتطرفي تنظيم داعش الإرهابي، معتبرة أن مشاركة تركيا في الائتلاف ضد داعش "مجرد عرض"، مضيفة: "تركيا اتخذت تنظيم داعش الإرهابي وسيلة لكى تقمع بهم المواطنين الأكراد، وإذا كانت تركيا حقًا ضد تنظيم داعش فلماذا لم يسمحوا لنا بالذهاب لسوريا لقتالهم؟".


ويعد الموقف التركي تجاه الهجمات الدموية التي يقوم بها تنظيم داعش في مدينة كوباني الكردية السورية متناقضًا فهي تعلن للجميع بأن هذه هجمات إرهابية وانهم يدينوها ولكنهم في الوقت نفسه يقمعون أي شخص أو مظاهرات متضامنة مع كوباني، فكانت الشرطة التركية قد قامت بقمع المتظاهرين الأكراد الذين خرجوا في شوارع تركيا للاحتجاج ضد تنظيم داعش الذي يقوم بأعمال إرهابية في مدينة كوباني


كما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن القبض على 3 مصورين صحفيين المان بجنوب شرق تركيا أثناء تغطيتهم الاحتجاجات الكردية ضد تنظيم داعش الإرهابي.


كما ادت وفاة سيرينا شيم مراسلة قناة "بريس تي في" الإيرانية في حادث سيارة في تركيا الأسبوع الماضي الشكوك حول علاقة النظام التركي بداعش، حيث وصف شبير حسن على المحلل السياسي خلال لقاء اجراه مع قناة "بريس تي في" حادث وفاة سيرينا بالمشبوه، مؤكدا أن نظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اغتالها، مضيفًا بأنها كانت مُطاردة من قبل المخابرات التركية لأنها اظهرت حقيقة النظام في تركيا الذي يقمع شعبه ويقمع الشعب الكردي الذي تظاهر ضد تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدًا على أن تركيا تدعم هذه المنظمة الإرهابية


وكانت سيرينا في طريق العودة إلى الفندق الذي تقيم فيه بعد تصوير تقرير في المدينة التركية سروج، ولكن اصطدمت سيارة بالسيارة التي كانت متواجدة فيها، وتعد هوية ومكان سائق الشاحنة مجهولة حتى الآن. وقالت سيرينا قبل وفاتها بأيام بأن وكالة الاستخبارات التركية كانت قد وجهت لها تهمة التجسس وذلك بعد تصويرها بعض التقارير حول موقف تركيا من إرهابيين داعش في كوباني بالإضافة للمناطق المحيطة بها، مضيفة بأنها تخشى الاعتقال.