دخلت علىّ أشعة شمس الصباح، فصحوت من نومى متذكرًا ومفكرًا فى الحلم الذى حلمته، ولما سألتنى زوجتى "بتفكر فى إيه؟"، فقلت "فى الحلم"، فقالت "خير اللهم اجعله خير"، فقلت "رأيت مؤتمر إعمار غزة وأنا كنت موجودًا، وبعد أن استمعنا إلى كلمات الرؤساء ورؤساء الوفود وأعلن عن أكثر من 5 مليارات دولار لإعمار غزة قام مندوب حماس وعلى وجهه أمارات الحزن والأسف، وقال حان الوقت أن نعتذر لمصر عما فعلناه وننتهز الفرصة للتبرع بـ2 مليار دولار لإصلاح السجون وأقسام الشرطة"، فقاطعتنى زوجتى قائلة "هى الحداية بتحدف كتاكيت؟"، فقلت "اسمعى الباقى من الحلم"، فقالت باستهزاء "قول يا سيدى"، فقلت "ضجت القاعة بالتصفيق ليس من أجل الدولارات ولكن أن يعترف مندوب حماس بأنهم اقتحموا السجون كان أول خطوة فى القضية الفلسطينية إذ أن حماس وفتح والسلطة الفلسطينية عمومًا قد تتصالح ولكن دون مصر، لا حل للقضية الفلسطينية التى هى محور صراع مصر مع العالم أجمع من أجل جلاء إسرائيل عن الأراضى المحتلة"، فقالت زوجتى "هو اللى بيعمل عملة بيعترف إنه عملها؟، أما حلم ساذج بصحيح"، قلت "لن أحكى لكى باقى الحلم"، فقالت "قل أيها الحالم"، قلت "لما سمع جون كيرى وزير خارجية الولايات المتحدة تصريح مندوب حماس قام وقال ونحن بدورنا نعترف أن 30 يونيو كانت ثورة شعبية لتغيير نظام لم يرض عنه الشعب المصرى، وقد حاولنا إخفاء هذه الحقيقة وتبرير نزول أكثر من 30 مليون مواطن ومواطنة بكلام أهبل مثل "اللى نزلوا مايجوش 300 ولكن بواسطة الفوتوشوب تمت مضاعفتهم حتى يبدو الأمر كأن أكثر ممن انتخبوه قد ضاق بهم الحال ونزلوا لتغييره"، وعليه سنعترف بالثورة المصرية بل وسنبعث بالطائرات الأباتشى لأن دون مصر لا نستطيع دحر الإرهاب ولا الانتصار على داعش، وبعد أن تفرغ مصر من القضاء على الإرهاب فى سيناء وفى باقى محافظات مصر ستكون مستعدة للقضاء على الإرهاب فى باقى العالم العربى وقبل أن يطول أوروبا وأمريكا"، فضحكت زوجتى وقالت "سيبك من الحلم وخلينا فى العلم، عندى لك خبر سيفرحك كثيرًا، أردوغان خد نوك أوت لأنه فشل فى أن يجعل تركيا عضوًا فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة وإن كان العالم كله يعرف أنه يستعمل القوة المفرطة فى التعامل مع المحتجين السلميين فى بلده إلا أن جمعيات حقوق الإنسان المنتشرة فى العالم مثل هيومان ووتش تغض الطرف عن أفعاله"، فقلت "حان الوقت أن نشير بأصابعنا دائرة أى ميدان تقسيم، ونحن نعلم أن الرئيس السيسى رجل فاضل غاية فى الأدب والاحتشام فلنعفيه من هذه الإشارة ونقوم نحن بها قبل كل محفل حفلة أو ندوة أو اجتماع، وسأبدأ حفلاتى دائمًا برسم دائرة وأقول تقسيم.
قالت زوجتى: "طب قوم افطر وارحمنا من أحلامك"، فقمت وطلبت من الله أن يحقق لى أحلامى.
قالت زوجتى: "طب قوم افطر وارحمنا من أحلامك"، فقمت وطلبت من الله أن يحقق لى أحلامى.
