الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

وحش الطُرق يلتهم أجساد المصريين.. تسلسل زمني لأبشع الحوادث خلال 2014.. وخبراء: مصر الأولى عالميًا في حوادث الطرق.. وغياب العقاب وانتشار الرشاوى والمحسوبية وراء الكارثة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتكرر حوادث الطرق التي تودي بحياة المئات بصفة يومية، وكان أصعب هذه الحوادث خلال الأيام الماضية هو حادث أسوان الذي أودى بحياة 30 شخصا إثر أصطدام 3 سيارات ميكروباص بطريق أسوان القاهرة قبل مدخل مدينة أدفو شمال محافظة أسوان، إضافة إلى حادث تصادم أتوبيسى بطريق شرم الشيخ والذي أسفر عن مصرع 38 شخصا وإصابة 41 أخرين منذ شهرين.

ورصدت "البوابة نيوز حوادث الطرق منذ بداية عام 2014 وحتى الآن، حيث أكد خبراء الأمن أن الحكومة مسئولية بسبب إهمالها في الطرق وعدم وجود صيانة دورية لها ولا يوجد معايير وانتشار الرشاوى والمحسوبيات في أستخرج رخص القيادة، مؤكدين أن مصر الأولى عالميا في حوادث الطرق بسبب الإهمال المتناهي بالبلاد.


وشهد عام 2014 العديد من الحوادث المؤسفة كان أبرزها ما وقع يوم 8 يناير عندما لقي 3 طلاب بالمعهد الهندسي بالعبور في القليوبية في حادث تصادم دراجة نارية كانوا يستقلونها بسيارة نقل بطريق بلبيس الصحراوي دائرة مركز الخانكة، وفي نفس اليوم وقوع حادث مصرع سائح روسي وسائق مصري وإصابة 10 آخرين من بينهم مصريان في حادث انقلاب ميكروباص سياحي على طريق "دهب- شرم الشيخ".

وفى يوم 11 يناير حيث وقع تصادم بين سيارة لنقل الركاب مع أتوبيس بطريق دهب شرم الشيخ أدى إلى مصرع 6 أشخاص وأصيب 16 شخصا بينهم سائحة نمساوية، كما شهدت محافظة أسوان حادثا وقع يوم 19 يناير حيث تصادم سيارة ميكروباص أجرة ومقطورة نقل على الطريق الصحراوى "أسوان ـ القاهرة" في حادث مروع أمام قرية الكرابلة التابعة لمركز إدفو خلف 19 قتيلًا ومصابًا واحدًا.

وفى 5 فبراير لقي 7 أشخاص مصرعهم وأصيب 3 آخرين في حادث تصادم بين سيارة ميكروباص وأخرى ملاكي على الطريق الدولي تجاه برج العرب بقسم شرطة أول العامرية بالإسكندرية، وفي يوم 9 فبراير شهدت قرية "سبرباي" التابعة لمركز طنطا حادثًا مروريًا مروعًا بطريق "طنطا – القاهرة" الزراعي أدى إلى مصرع 7 أفراد من أسرة واحدة، وفى 15 فبراير بمحافظة أسيوط لقي 13 شخصًا وأصيب 16 آخرين في حادث تصادم أتوبيس نقل عام وسيارة ميكروباص عند مدخل طريق "أسيوط- البحر الأحمر" الصحراوي بمحافظة أسيوط.


وشهد شهرا مارس وإبريل يوم 10 حادث تصادم بين سيارتين على الطريق الصحراوي الشرقي بأسيوط مما أدى إلى مصرع 16 شخصًا وإصابة 5 آخرون، وفى يوم 12 إبريل لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 5 أخرين في حادث تصادم بالطريق الدولى الساحلى بالبحيرة أثر تصادم سيارة نقل وأخرى ملاكى،. وفى يوم 27 أبريل لقي 9 أشخاص مصرعهم وأصيب 11 أخرين في حادث تصادم بين 3 سيارات ميكروباص وأخرى نقل بطريق بنى سويف الفيوم، وفى 28 مايو لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 9 آخرين إثر وقوع حادث تصادم بين سيارة ميكروباص وأخرى نقل على رافد الطريق الدولي الساحلي بكفر الشيخ، وفى 6 يونيو لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 33 آخرون إثر تصادم 3 سيارات ميكروباص بالقرب من منطقة عيون موسى بمحافظة جنوب سيناء، وفى 10 يونيو لقي 8 أشخاص مصرعهم وأصيب 35 أخرين بينهم أطفال وسيدات إثر حادث تصادم بين 3 سيارات ميكروباص عند مدخل عرب العوامر التابعة لمركز أبنوب بأسيوط بالطريق الصحراوي الشرقي.


وفى 13 يونيولقى 4 أشخاص مصرعهم واصيب 5 أخرين في حادث تصادم بين سيارة ميكروباص وأخرى نقل على الطريق الساحلي الدولي، وفى 6 يوليو لقي 6 أشخاص مصرعهم آثر حادث تصادم وقع بين سيارة نقل وأخرى ميكروباص على طريق "سوهاج- البحر الأحمر" بمحافظة سوهاج وفى يوم 10 يوليو لقي 8 أشخاص مصرعهم وأصيب 5 آخرون في حادث تصادم سيارة ميكروباص وأخرى نقل بمقطورة بطريق "الكافوري" بدائرة قسم شرطة برج العرب بالإسكندرية.

وفي شهر أغسطس يوم 12لقى 9 أشخاص مصرعهم بينهم سيدة وطفل وأصيب 12 أخرين إثر تصادم سيارتين في الطريق الصحراوي الشرقي أمام قرية "بني حسن" التابعة لمركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا، وفى 16 أغسطس لقي 9 أشخاص مصرعهم وأصيب 4 آخرون إثر حادث تصادم بين سيارة ميكروباص وأخرى نقل بمقطورة بطريق "الإسكندرية- القاهرة" الصحراوي.


3 عوامل وراء الحوادث الكارثية

وأرجع اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى ظاهرة حوادث الطرق التي تحصد ارواح المواطنين إلى 3 عوامل رئيسية وهي العامل البشرى، وعامل الطرق، والمركبة المستخدمة، مشيرًا إلى أن العنصر البشرى من أوائل العوامل المتسببة في حوادث الطرق، مؤكدًا أن أخطاء البشر أسبابها الفساد المنتشر أثناء أو خلال استخراج رخص القيادة وغياب الدراسة والمعايير لمن يحصل عليها وكذلك عدم تحديد امكانيته وقدراته في القيادة.

وطالب الخبير الامنى خضوع الراغبين في استخراج رخصة القيادة للفحص الطبى الكامل والنفسي، وكذلك اختبار قدراته وامكانيته في قيادة المركبة دون رشاوى أو محسوبية، مشيرًا إلى أن عدم الالتزام الكامل لهذه المعايير يكون بمثابة نقوس خطر يشير إلى مزيد من الكوارث والحوادث على الطرق التي تحصد ارواح الابرياء من المواطنين، مطالبًا الحكومة بأن تأخذ العبرة من دول الخليج وتمسكها بتطبيق المعايير لاستخراج الرخصة وكذلك صعوبة اختباراتها التي لا تنحاز إلى رشاوى أو المحسوبية.


وأضاف المقرحي أن سلامة المركبة التي يتسخدمها العنصر البشرى لها عامل مهم جدا في تجنب حوادث الطرق، مشددا على أنها لابد أن تكون صالحة للسير، ولذلك يجب أن تمنع الحكومة أي مركبة متهالكة وغير صالحة للسير خاصة على الطرق السريعة كالطريق الزراعى الذي يشهد يوميا حادثا بشعا يروح ضحاياه الكثي، مطالبًا قائدي السيارات بضرورة عمل الصيانة الدورية عليها والتأكد من سلامة محتوياتها وأهمها " الفرامل " قبل التحرك بها.

وشدد المقرحى على أن احترام حرم الطريق من أهم عوامل لتجنب حوادث الطرق وكذلك الاخذ في الاعتبار المواصفات العالمية عند انشاء أو رصف الطرق واستطرد قائلا: إذا نظرنا إلى حال الطرق بمصر فيجب محاسبة ومحاكمة من قاموا بانشائها ومن قاموا بأعمال الرصف والمشرفين، مؤكدا أن غياب العقاب والمحاسبة زاد الأمر سواء وساعد على تفاقم ظاهرة حوادث الطرق، نظرًا لغياب الضمير في الاشراف والاستلام، وكذلك غياب العقاب على المخالفين، مشيرًا إلى أن هناك طرقا تحتاج إلى إعادة تأهيل كلي لما تشهده من حوادث شبه يومية مثل الطريق الزراعى والصحراوى الشرقى والغربى الذي لايتسع إلى أكثر من 3 سيارات أو أكثر، إضافة إلى انتشار العقارات على جانبي الطريق وتهالك الرصف.


ضحايا الحوادث 3 أضعاف قتلى الإرهاب

أكد اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى أن ناتج قتلى حوادث الطرق يفوق 3 أضعاف قتلى الإرهاب وشهداء الشرطة معا خاصة في الفترة الأخيرة، مؤكدا أنه لا توجد خطة تنمية طموحه تستهدفها، مشيرًا إلى أنه لاتوجد أي دولة تكون طرقها الرئيسية والمحورية بهذه الحالة المتردية التي تشهدها طرق مصر، مشيرا إلى أن تهالك الطرق وعدم خضوعها للمواصفات العالمية يعمل على ضرب السياحة أكثر من الإرهاب.

وشدد نور على إهمال الدولة لأعمال الصيانة الدورية على الطرق والمحاور الرئيسية داخل مصر، مؤكدا أن هناك كثيرا من الطرق لم تشهد أعمال صيانة أو اعادة رصف أو اعادة تخطيط منذ عشرات السنيين، مطالبا بضرورة تشكيل لجنة من الهيئات الهندسية وخبراء الطرق والكباري لاعادة تاهيل وتخطيط طرق الموت.

وارجع نور انتشار ظاهرة حوادث الطرق إلى عدة عوامل منها السائقين فمنهم عديم الدراية أو المتهور أو متعاطي المخدرات، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع إلى انعدام الرقابة بعد استخراج السائق رخص القيادة، لافتًا إلى أن هناك عيوبا في تصنيع بعض مستلزمات السيارة، إضافة إلى الطرق غير الممهدة، وهى العامل الأكبر في هذه الظاهرة التي تحصد أرواح الأبرياء.